قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" في شرم الشيخ إن كبار مساعدي وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق ومصر والبحرين والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الثماني الكبرى، توصلوا امس الى اعتماد المسودة النهائية للبيان الختامي المقرر اعلانه بعد ظهر غد في ختام الاجتماع الوزاري. وأوضحت المصادر ان المجتمعين انجزوا مسودة البيان بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات، أدى الى حسم كل القضايا الخلافية في الصياغة. وبرز خلال النقاش في الايام الماضية عدد من النقاط الخلافية، أبرزها مطالبة سورية بحذف كلمة"فيديرالية"من الفقرة الثانية في مشروع البيان لدى الحديث عن"عراق ديموقراطي موحد ومستقل"، استناداً الى القرارين المعتمدين في القمة العربية والمجلس الوزاري العربي،"لحل سياسي في العراق". لكن المصادر السورية قالت ل"الحياة"امس ان معاون وزير الخارجية أحمد عرنوس الذي استند في موقفه الى القرارات العربية وكونها"مادة خلافية في الدستور العراقي"، قرر في ختام النقاشات الوقوف الى جانب الاجماع، بقبول ذكرها في مسودة البيان وعدم ترك اي مسائل خلافية لوزراء الخارجية. وأوضحت المصادر ان النقطة الخلافية الثانية، كانت تتعلق بمطالبة سورية وايران ب"وضع جدول زمني للإنسحاب"، مقابل اعتراض وكيل وزارة الخارجية العراقي لبيد عباوي وممثلي دول غربية اخرى وقول ديبلوماسي عراقي"إننا لا نزال في حاجة الى القوات الاجنبية"، ما أدى بعد النقاش الى التوصل الى حل وسط يقضي بأن"وجود القوات الاجنبية لن يكون من دون حدود، وانه سيبت به بناء على طلب وطبقاً لتوقيت تتفق عليه الحكومة الوطنية العراقية وفق قرارات مجلس الامن". وطالب ممثل روسيا أمس بتشكيل لجان عمل لمتابعة تنفيذ ما يتفق عليه وزراء الخارجية. وقالت المصادر ان ممثل وزارة الخارجية المصرية أنهى الاجتماع"بعد التوصل الى اجماع على 99 في المئة من مسودة البيان وعدم ترك قضايا خلافية الى الوزراء". وكانت"الحياة"حصلت أمس على مسودة البيان، قبل إدخال التعديلات عليه، من مصادر ديبلوماسية غربية في شرم الشيخ، هنا نصه: بناء على دعوة من جمهورية مصر العربية والحكومة العراقية، عقد وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق ومصر والبحرين والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول الثماني، اجتماعاً في شرم الشيخ المصرية في 4 ايار مايو 2007، بمشاركة الاممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي لمساعدة الشعب العراقي وحكومته في البناء على التقدم الذي حققته قبل الحكومة والبرلمان الوطنيين، ودعم جهودهما في تقوية الروح الوطنية والاستقرار الداخلي وتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز استقلال العراق وسيادته. وأكد المشاركون الآتي: 1- تأكيد وحدة العراق ارضاً وسيادة من خلال وحدته الوطنية واستقلاله وهويته الاسلامية والعربية وفق الحدود المعترف بها، والتزام مبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية وعلاقات حسن الجوار مع كل الدول المجاورة، والتشديد على حق الشعب العراقي في تقرير نظامه/ مستقبله السياسي والسيطرة على موارده الطبيعية والمالية، وضرورة البحث في تفاهمات على اساس المصالح المشتركة لكل القضايا العالقة. 2- دعم جهود الحكومة المنتخبة والجمعية الوطنية في التوصل الى اهداف الشعب في عراق حر ومستقل وديموقراطي وموحد، والحقوق الاساسية لجميع مواطني العراق للمشاركة سلميا في العملية السياسية عبر النظام السياسي للبلد. 3- ادانة كل اشكال خروقات القانون الدولي الانساني بما في ذلك اعمال الارهاب في العراق والمنطقة، خصوصاً التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية والاماكن المقدسة، مع الدعوة الى وقف كل هذه الاعمال للحد من معاناة الشعب العراقي وشعوب المنطقة والحفاظ على حياة الابرياء واحترام حقوقهم الانسانية. 4- تأكيد التزامات كل الدول انسجاماً مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، لمحاربة الاعمال الارهابية ومنع استخدام الارهابيين أراضيها لأي غرض، مع التشديد خصوصاً على الدعوة لمنع عبور الاسلحة والارهابيين عبر حدود العراق، وإعادة تأكيد اهمية تقوية التعاون بين العراق ودول الجوار للسيطرة سوية على الحدود المشتركة. اقترحت جامعة الدول العربية: دعوة الاطراف لتفادي الاستخدام المفرط للقوة والاستخدام الاقصى لضبط النفس لتجنب العنف ضد المدنيين. 5- دعم جهود الحكومة العراقية في تقوية الوحدة الوطنية وتأكيد امن وامان الشعب العراقي، وانهاء العنف وتوسيع المشاركة السياسية عبر الانخراط النشط مع كل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية والتصرف بأسلوب يعزز ويفتح الطريق لمصالحة وطنية ناجحة ويبرز التزامهم بمساعدة العراقيين للوصل الى اهدافهم. 6- تشجيع الحكومة العراقية التزامها في حماية الشعب العراقي عبر مواجهة العنف، بصرف النظر عن الطائفة او القومية. وتأكيد اهمية معالجة الطائفية ونزع السلاح وتفكيك كل الميليشيات من دون تمييز، ومحاربة الارهابيين والمجموعات غير الشرعية، باعتبارها الطريقة الفضلى لتعزيز سلطة الدولة وتسويق المصالحة الوطنية وتخفيف معاناة الشعب العراقي. اقترحت مصر التزام جميع الاطراف وقف إطلاق النار لفترة محددة مدتها ثلاثة اشهر، لدعم العملية السياسية. 7- تأكيد حاجة الحكومة العراقية في بناء قواتها الامنية والعسكرية على اساس حرفي ووطني، والترحيب بجهود الدول العربية والدول الاخرى في دعم وتنمية القدرة المهنية للقوات المسلحة ودعم جهود الحكومة العراقية لتعزيز جهوزية قواتها المسلحة لتحقيق الامن الكامل والمسؤوليات الدفاعية لوطنهم، الذي سيمهد الطريق لتقرير حضور القوات متعددة الجنسية وفقاً لتوقيت تتفق عليه الحكومة العراقية بناء قرارات مجلس الامن 1546 و1723. 8- تشجيع مجلس الشعب العراقي للاستمرار في خطواته البناءة لمراجعة الدستور وقانون اجتثاث البعث وفق آليات دستورية بأسلوب يعزز المصالحة الوطنية على أساس التوافق الوطني وبناء مؤسسات العراق على أسس مهنية ووطنية بما يعزز جهود الحكومة في تحقيق السلام والاستقرار. 9- الحكومة العراقية مسؤولة عن تحقيق الأهداف المذكورة، والمشاركون يؤكدون على استعدادهم دعم جهودها لتحقيق عراق حر وديومقراطي وحكومة وحدة وطنية، لكل اطياف الشعب مع تأكيد حق المواطنة باعتبارها أساس بناء العراق الجديد. 10- دعم تأسيس مجموعات عمل برئاسة الحكومة ومجموعات عمل اخرى تشكل وفق ما جرى الاتفاق عليه بين الحكومات المشاركة وتقديم الدعم الفني في مجال الطاقة والكهرباء والامن وحماية الحدود المشتركة من الجانبين ومساعدة اللاجئين العراقيين داخل العراق وخارجه. 11- إعادة تأكيد أهمية دعم الاممالمتحدة والحاجة الى تقوية دورها المركزي في تقديم المساعدة الدولية ودعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية، بما في ذلك دعم اعادة تأسيس المؤسسات الحكومية. والترحيب بالدور الداعم لجامعة الدول العربية وجهودها في الوصول الى نتائج ايجابية في العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق. ان الوزراء يرحبون ايضاً بالمساهمة الايجابية لمنطمة المؤتمر الاسلامي في العملية السياسية. 12- الترحيب في هذا المجال، بإطلاق وثيقة"العهد الدولي الخاص بالعراق"في 3 ايار مايو في شرم الشيخ، ودعوة كل الدول للوفاء بالتزاماتها في هذا المجال. 13- استمرار جهود دول الجوار ومصر والبحرين في مناقشة تطوير العملية السياسية وطرق مساعدة العراق في الوصول الى الاستقرار والامن ووحدة العراق ارضاً وشعباً، والدعوة الى عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية. 14- لاحظ المؤتمرون، برضى، الاهتمام الدولي المتزايد بالعراق عبر وسائل عدة مثل اجتماع شرم الشيخ الذي عقد في 23 تشرين الثاني نوفمبر 2004 ومؤتمر بروكسيل في حزيران يونيو 2005 ومؤتمر بغداد على مستوى كبار الموطفين في 10 آذار مارس 2007، والتعبير عن الاستعداد للاستمرار في المشاركة في هذه الاجتماعات المتعددة. ختاماً، التعبير عن تقدير جهود جمهورية مصر العربية في استضافة المؤتمر، والاتفاق على عقد الاجتماع المقبل في اسطنبول في تركيا، مع التطلع الى الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق.