الصورة أبلغ من الكلمات، فإذا كانت صورة متحركة فهي أكثر بلاغة وأشد تأثيراً، ومن البريد الالكتروني، مشهد لحادثة"تفحيط"عنيفة تنتهي بمأساة، إذ اصطدمت سيارة"المفحط"بجانب الطريق وتشقلبت ثم طار ركاب"بأشمغتهم"الحمر، نعم طاروا في الهواء بارتفاع يقارب الخمسة أمتار، ليسقطوا على الأرض جثثاً هامدة، ينتهي المشهد من دون معرفة مقدار الضرر الذي حصل ولا أين وقع! في جانب آخر، يصور تداعيات حادثة"تفحيط"شهيرة قتل فيها شبان صغار استقلوا مركبة يقودها المفحط"أبو كاب"، وحكم فيها القضاء، وتم إنشاء موقع على الانترنت للدفاع عن"أبو كاب"، يشير الموقع إلى أن عقوبة الإعدام التي صدرت بحقه قاسية، ويطالب بالسجن المؤبد، ويستدل"الموقع"بأن قائد السيارة لم يتعمد قتل الركاب، ثم يضيف أسئلة عدة، المعني بالإجابة عنها هو القضاء وما زالت القضية بين يديه. إلا أن موقع الدفاع أورد أسئلة أخرى يجب طرحها، منها على سبيل المثال، أن جهاز المرور في محافظة جدة مكان الحادثة، لم يصادر رخصة قيادة"أبو كاب"على رغم وجود 66 مخالفة مرورية معظمها نتيجة للسرعة! وهنا لا بد من أن يقوم مرور جدة بالإجابة عن هذا السؤال، ويورد الموقع أيضاً روابط للمسابقات"السياحية الترفيهية!"الخاصة بالسيارات، مثل"رالي حائل"وبطولات التحدي في الرياضوجدة، والحقيقة أن وجود"التفحيط"سابق لهذه المسابقات، إلا أن وجوده بالصورة الحالية قد يؤدي إلى تزايد انتشاره في الشوارع وتقليد من المراهقين. صعود اسم أو نجم لتحدي السيارات كفيل بأن يكون قدوة لكثير من المتهورين، ويكفي إطلاق"التحدي"على مثل هذه الفعاليات ليُنتج خللاً سلوكياً نراه يطبق في شوارعنا، وهو ما يجب أن يخضع للدراسة والبحث بحيث لا نسد ثقوباً هنا ونفتح ثقوباً أكبر هناك، إذا خضعت هذه الفعاليات لإدارة الرعاة التجاريين وحدهم، فمن الممكن أن يكون التحدي في سرعة إصلاح"بنشر"سيارة متعطلة، أو في إصلاح خلل ميكانيكي فيها، أو في نقل حالة إسعافية بالصورة السليمة، فهل جفت الأفكار؟ لكن سهولة الاستنساخ هي المجال المتوافر، نحن نستنسخ من مجتمعات تطبق فيها أنظمة صارمة وهو ما لا يطبق لدينا، فلماذا لا نستنسخ إلا المثير والمحرك لعواطف المراهقين والشبان؟ إن تجريم ممارسات"التفحيط"أمره معروف، إلا أنه لم يحدد بحكم معين، والأفضل والأكثر إلحاحاً أن تصدر مادة واضحة تحدد عقوبة"المفحط"، سواء أكان متعمداً أم غير متعمد، بحيث تشمل العقوبة من يرافقه من"زفة"أفراد فرقة الرعب. [email protected]