سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعا الإدارة الأميركية إلى دعم مبادرة السلام العربية وشدد على ضرورة إنجاح الفلسطينيين إتفاق مكة . العاهل الأردني يستقبل رايس وعباس ويهاتف اولمرت في محاولة لتجاوز "خيبة" لقائهم الثلاثي في القدس
شهدت العاصمة الاردنية عمان امس نشاطاً سياسياً مكثفاً في محاولة من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لتدارك المأزق و "خيبة الامل" من لقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في القدس اول من امس. والتقى العاهل الاردني وزيرة الخارجية الاميركية والرئيس الفلسطيني كلاً على انفراد واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي وسط معلومات عن زيارة لم يعلن عنها قام بها كل من مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان والأمير مقرن بن عبدالعزيز مدير المخابرات السعودية ومدير المخابرات الاماراتية هزاع بن زايد. ورفض مسؤول اردني كبير تأكيد او نفي وجود مدراء الاستخبارات الثلاثة في عمان الا انه قال ل"الحياة":"نحرص على تشجيع الادارة الاميركية للبقاء في عملية السلام لأن اميركا هي الجهة الوحيدة القادرة على جلب الاسرائيليين الى تجديد عملية السلام". ونفى المسؤول الاردني وجود خطط لتعديل المبادرة العربية وقال:"هذا كلام غير صحيح يهدف الى تخفيف الضغط على اسرائيل، فالمشكلة ليست في المبادرة العربية بل في قدرة اسرائيل والفلسطينيين على العودة الى عملية السلام". وفي الاطار نفسه اجرى العاهل الاردني اتصالا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي دعاه فيه الى"العمل والمساهمة في تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين وتجاوز العقبات والعراقيل كافة التي تحول دون استئناف المفاوضات بين الجانبين وفقا لقرارات الشرعية الدولية". وشدد العاهل الاردني على ضرورة أن توقف اسرائيل اعمال الحفريات بالقرب من المسجد الاقصى، معتبرا أن ما تقوم به"يشكل تهديدا خطيرا للمقدسات الاسلامية في القدس الشريف ويسهم في زيادة التوتر والاحتقان في المنطقة". وابلغ العاهل الاردني كوندوليزا رايس التي تقوم بجولة في المنطقة شملت العراق وإسرائيل والأراضي الفلسطينية أن شعوب المنطقة تتطلع الى استمرار واشنطن في لعب دور أساسي في عملية السلام من خلال تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات وتجاوز العراقيل والصعوبات مهما بلغت حدتها استنادا إلى مبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق وصيغة حل الدولتين. وشدد على ضرورة دعم الإدارة الأميركية للمفاوض الفلسطيني ليتمكن من المشاركة بفاعلية في العملية السلمية وصولا لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني باستعادة حقوقه وفقا لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها إقامة دولته المستقله على ترابه الوطني. وحذر العاهل الاردني من اهدار الوقت من دون التوصل إلى تفاهم وصيغة محددة للمضي قدما في السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"لأن ذلك لا يخدم احدا ولا يصب إلا في خانة ارتفاع وتيرة التوتر والعنف". ودعا الإدارة الأميركية إلى دعم مبادرة السلام العربية"التي عبرت عن نية العالم العربي الحقيقية في إحلال السلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة"، مبينا أن المبادرة تشكل إطارا مناسبا لحل الصراع العربي - الإسرائيلي بجميع جوانبه. من جانبها، أعربت رايس عن التزام بلادها بالسعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام مع إسرائيل. وعلى الصعيد ذاته، التقى العاهل الاردني الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يبدأ اليوم جولة اوروبية. ودعا الملك عبدالله الثاني الفلسطينيين خلال المرحلة المقبلة الى التوافق حول أنجع السبل الكفيلة بإنهاء الحصار الاقتصادي المفروض عليهم وتساعدهم بالتوازي على المضي قدما في العملية السلمية. وشدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة أن يركز الفلسطينيون جهودهم خلال المرحلة المقبلة على ضمان نجاح اتفاق مكةالمكرمة والبناء عليه لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وتماسكه وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة. وتعهد بتكثيف جهود الديبلوماسية الأردنية خلال المرحلة المقبلة لكسب التأييد الدولي لإنهاء الحصار المفروض على الفلسطينيين وتقوية موقف المفاوض الفلسطيني في عملية السلام استنادا لخطة خريطة الطريق والمبادرة العربية للسلام وصيغة حل الدولتين. ودعا الى ترتيب أوضاع البيت الداخلي الفلسطيني والتخفيف من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي تواجه الشعب الفلسطيني كأولوية وطنية. واستمع الملك عبدالله الثاني الى تقييم من الرئيس عباس للقاء الثلاثي الذي جمعه اول أمس مع رايس واولمرت. واستعرض عباس كذلك أهداف جولته العربية والأوروبية الهادفة إلى حشد الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين خلال الفترة المقبلة.