المعجب: القيادة حريصة على تطوير البيئة التشريعية    إثراء تجارب رواد الأعمال    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. انطلاق مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار    القمة العالمية للبروبتك.. السعودية مركز الاستثمار والابتكار العقاري    فريق مصري يبدأ عمليات البحث في غزة.. 48 ساعة مهلة لحماس لإعادة جثث الرهائن    إنستغرام يطلق «سجل المشاهدة» لمقاطع ريلز    إسرائيل تحدد القوات غير المرغوب بها في غزة    تمهيداً لانطلاق المنافسات.. اليوم.. سحب قرعة بطولة العالم للإطفاء والإنقاذ في الرياض    القيادة تهنئ رئيس النمسا ورئيسة إيرلندا    يامال يخطط لشراء قصر بيكيه وشاكيرا    الدروس الخصوصية.. مهنة بلا نظام    «التعليم»: لا تقليص للإدارات التعليمية    هيئة «الشورى» تحيل تقارير أداء جهات حكومية للمجلس    قيمة الدعابة في الإدارة    2000 زائر يومياً لمنتدى الأفلام السعودي    الصحن الذي تكثر عليه الملاعق    أثنى على جهود آل الشيخ.. المفتي: الملك وولي العهد يدعمان جهاز الإفتاء    تركي يدفع 240 دولاراً لإعالة قطتي طليقته    علماء يطورون علاجاً للصلع في 20 يوماً    المملكة تنجح في خفض اعتماد اقتصادها على إيرادات النفط إلى 68 %    تداول 168 مليون سهم    تطوير منظومة الاستثمارات في «كورنيش الخبر»    كلية الدكتور سليمان الحبيب للمعرفة توقع اتفاقيات تعاون مع جامعتىّ Rutgers و Michigan الأمريكيتين في مجال التمريض    منتجو البتروكيميائيات يبحثون بدائل المواد الخام    قرار وشيك لصياغة تشريعات وسياسات تدعم التوظيف    480 ألف مستفيد من التطوع الصحي في الشرقية    14.2% نموا في الصيد البحري    ريال مدريد يتغلب على برشلونة    المملكة.. عطاء ممتد ورسالة سلام عالمية    رصد سديم "الجبار" في سماء رفحاء بمنظر فلكي بديع    غوتيريش يرحب بالإعلان المشترك بين كمبوديا وتايلند    سلوت: لم أتوقع تدني مستوى ونتائج ليفربول    بيع شاهين فرخ ب(136) ألف ريال في الليلة ال14 لمزاد نادي الصقور السعودي 2025    صورة نادرة لقمر Starlink    8 حصص للفنون المسرحية    «مسك للفنون» الشريك الإبداعي في منتدى الأفلام    الدعم السريع تعلن سيطرتها على الفاشر    ملك البحرين يستقبل سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد    منتخب إيران يصل السعودية للمشاركة ببطولة العالم للإطفاء والإنقاذ 2025    المعجب يشكر القيادة لتشكيل مجلس النيابة العامة    أمير الرياض يستقبل مدير عام التعليم بالمنطقة    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنفيذ البرنامج التثقيفي لمنسوبي المساجد في المنطقة ومحافظاتها    مفتي عام المملكة ينوّه بدعم القيادة لجهاز الإفتاء ويُثني على جهود الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله    نائب أمير الشرقية يؤكد دور الكفاءات الوطنية في تطوير قطاع الصحة    العروبة والدرعية في أبرز مواجهات سادس جولات دوري يلو    إعلان الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 2025    أبرز 3 مسببات للحوادث المرورية في القصيم    الضمان الصحي يصنف مستشفى د. سليمان فقيه بجدة رائدا بنتيجة 110٪    إسرائيل تعتبر تدمير أنفاق غزة هدفاً استراتيجياً لتحقيق "النصر الكامل"    116 دقيقة متوسط زمن العمرة في ربيع الآخر    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هيفاء بنت تركي    %90 من وكالات النكاح بلا ورق ولا حضور    ولي العهد يُعزي هاتفياً رئيس الوزراء الكويتي    النوم مرآة للصحة النفسية    اكتشاف يغير فهمنا للأحلام    "تخصصي جازان" ينجح في استئصال ورم سرطاني من عنق رحم ثلاثينية    نائب أمير نجران يُدشِّن الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رداً على سيد إمام في حواره مع "الحياة" . لم يتبع أحد "الدكتور فضل" حين ترك "جماعة الجهاد" وهناك فرق بين كتبه وكلامه الى الصحافة
نشر في الحياة يوم 16 - 12 - 2007

حوار"الحياة"مع سيد إمام من 7/12 الى 13/12/2007 تمحور حول المعترضين على وثيقة"ترشيد العمل الجهادي"التي كتبها أخيراً، ولاحظنا أن رده كان بمنتهى العنف والقسوة والتجريح والطعن برافضي تراجعاته! فلم نجد دليلاً شرعياً معتبراً استدل به، إذ يكرر الشبهات التي قالها في الوثيقة. ولم يأت بجديد إلا الطعن في دين المعترضين وأخلاقهم ولم يجد نقيصة في قاموسه إلا اتهمهم بها، مما يوجب محاكمته شرعياً.
لنفترض أن جماعة الجهاد أخطأت، لأنها حذفت بعض العبارات من كتابه ارتأت أن لا توافق عليها كجماعة لها اعتبارها، إضافة إلى أن هذا الكتاب"الهادي إلى سبيل الرشاد"لم يطبع منه إلا 50 نسخة تقريباً! ولا يوجد له أثر الآن! والمشهور هو كتاب"الجامع"المطبوع من دون حذف والموجود على شبكات النت! فلمَ هذه الحرب الضروس! ولمَ لا تتأسى يا سيد إمام بشيخ الإسلام ابن تيمية الذي زور عليه خصومه من العلماء والقضاة فتاوى هو براء منها! وحاكموه عليها وزجوا به في سجون مصر والشام! وعلى رغم ذلك عفا عنهم وقال لست أحمل في صدري ضغينة عليكم ودعا لهم بخير! فأين أنت يا فضل من أخلاق العلماء وفضائلهم؟پ
وللتعليق على ما ورد في الحوار مع الدكتور سيد إمام أقول:
أولاً: إثبات أن نصوص كتابيه"العمدة"وپ"الجامع"فيها تناقض وتحتاج إلى جواب:
أكد د. فضل في الحلقة الثانية من الحوار"التنبيه الأول، على مؤلفاتي الإسلامية، وأنها مجرد نقل علم إلى الناس لا فتاوى، وما فيها من أحكام فهي مطلقة لا تنزل على المعيّنين إلا من عالم مؤهل ولست منهم، وأن أي شيء من مؤلفاتي يخالف الدليل الشرعي الصحيح السالم من المعارض فأنا راجع عنه".
وهذه عينة أتركها لفطنة القارئ:
أ الانتفاع بالمال الحرام في الجهاد:
قال سيد إمام في العمدة:"مسألة: هذا، وكان أحد الأخوة قد سألني عن رجل أصاب مالاً حراماً، أو يغلب على كسبه الحرام، هل يقبل منه تبرعات للجهاد مع العلم بهذا؟ أنه يجوز أن يقبل المال الحرام للنفقة في سبيل الله""العمدة": ص44.
ب الاستيلاء على أموال الكفار:
قال د. فضل في العمدة:"كما يجب على المسلمين السعي في الاستيلاء على أموال الكافرين بالقهر وهي الغنيمة وبالحيلة ونحوها وهي الفيء، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستيلاء على أموال قريش ليستعين بها المسلمون فكانت وقعة بدر""العمدة": ص280.
ج التحريض على عدم دفع الضرائب والجمارك:
قال في العمدة:"ويحرم على كل مسلم دفع الأموال لهؤلاء الطواغيت في أي صورة من جمارك وضرائب ونحوها إلا مضطراً أو مكرها""العمدة": ص280.
د وجوب إذن الوالدين:
يقول د. فضل في حواره في"الحياة"- الحلقة الثانية:"لا يجوز الخروج إلى الجهاد إلا بإذن الوالدين وإذن الدائن، لأن بر الوالدين فرض عين ولهما حق في ابنهما فلا يخرج إلى الجهاد إلا بإذنهما".
لكن إذا رجعنا إلى كتابه"العمدة"نراه يقول:"قلت: هذا إذا كان الجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد تسقط أربعة شروط من هذه التسعة وهي: الحرية والذكورية وإذن الوالدين وإذن الدائن، وتكون شروط وجوب الجهاد العيني خمسة فقط وهي: الإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الضرر ووجود النفقة، ويسقط كذلك شرط وجود النفقة وتصير الشروط أربعة فقط إذا دهم العدو بلاد المسلمين ولم يكن هناك خروج إليه، وهذا أحد مواضع الجهاد العيني".
وقوله في حوار"الحياة"مخالف لرأي جمهور العلماء الذين قالوا إن اشتراط إذن الوالدين في الجهاد الكفائي وليس في جهاد الدفع! يعني: هل يجب أن تستأذن والديك إذا أردت الصلاة؟ بالطبع لا، وإن رفض أبوك ذلك لأن الصلاة فرض عين. وهكذا الجهاد إذا تعين، أي صار فرض عين!
ولعل سائلاً يسأل سيد إمام: عندما كنت أميراً لجماعة الجهاد هل كان الشباب الذين يذهبون إلى أفغانستان يستأذنون آباءهم وأمهاتهم أم لا؟ الحقيقة المرة أن معظم هؤلاء الشباب المصريين إن لم يكن كلهم لم يستأذنوا ذويهم، لأنهم يعلمون أن أهلهم سيرفضون ذهابهم إلى أفغانستان! وبعض هؤلاء الشباب استشهد في معارك جلال آباد وخوست وقندهار، فهل أخطأوا وخالفوا الشرع لأنهم لم يستأذنوا آباءهم، أم انهم شهداء أتقياء بررة؟ لأن الدكتور فضل اشترط إذن الوالدين في جهاد الدفع! فإذا قال الدكتور فضل إن الجهاد في أفغانستان كان جهاداً كفائياً فجمهور العلماء متفقون على اشتراط إذن الوالدين! وفي هذه الحالة يعتبر الدكتور سيد إمام مغرراً بالشباب عندما كان أميراً وحرضهم على الذهاب إلى أفغانستان من دون إذن ذويهم! وأما إذا قال إن الجهاد في أفغانستان عندما كان أميراً لجماعة الجهاد كان جهاداً عينياً، أي فرض عين! فقد وقع أيضاً في خطأ جسيم، لأنه الآن اشترط إذن الوالدين وهو ما لم يقل به جمهور العلماء؟! إذاً فدم هؤلاء الشباب مرهون في عنقه لأنه غرر بهم، ومن حق ذويهم أن يحاكموه على تغريره بأبنائهم!
ه القوة هي السلاح وليست التربية:
پفي رده على الشيخ الألباني الذي كان يشترط العلم والتربية قبل الإعداد والجهاد، يقول د. فضل في"العمدة":"فطريق الخلاص من كفر الحكام هو الخروج عليهم بالسلاح، وهذا واجب إجماعاً عند القدرة وليس طريق الخلاص مجرد التربية". "العمدة": ص294.
و: أنصار الطواغيت كفار:
قال سيد إمام في كتابه"الجامع":"وخلاصة القول في هذه المسألة حكم أنصار الطواغيت وهم هنا أنصار الحكام المرتدين: ان كل من نَصَر الحكام المرتدين وأعانهم على محاربة الإسلام والمسلمين بالقول أو بالفعل فهو كافر في الحكم الظاهر""الجامع لطلب العلم الشريف": ج2 - ص625.
ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتابيه"العمدة"وپ"الجامع"، سيجد أحكاماً لم يتكلم عنها وتعمد إغفالها في وثيقته وحواره مع"الحياة"! واهتم فقط بسبب المعترضين على وثيقته وطعنهم!
ثانياً اللجوء السياسي:
قال إمام في حواره في الحلقة 3:"أما الذين هربوا لعمل لجوء سياسي في بلاد الكفار لتأمين المم وهو الطعام بلغة الأطفال في مصر لأولادهم من دون وجود أي خطر عليهم أو عند بوادر الخطر، لا يكون مثل هؤلاء قيادة". فهل هذا الكلام المم! يليق بمن يزعم أنه ناقل علم؟
ويقول:"والذين لجأوا إلى بلاد الكفر ورضوا بجريان قوانين الكفار عليهم طواعية لا يكونون قادة".
بصريح العبارة الدكتور سيد إمام يكفر العبد الفقير! وقد كرر هذا الموضوع مرات عدة في حواره، ولإيضاح الحقيقة أقول:
أ كنت تكلمت مع إمام في موضوع اللجوء وقلت له إن أيمن الظواهري ينصح بعدم اللجوء إلى الدول الأوروبية لأنه يخشى على أولادنا في المستقبل! فقال والله شهيد على ما أقول: بالعكس هذه الدول الأوروبية لها قوانين تحترمها ولا تعيد من لجأ إليها إلى بلادهم، عكس الدول العربية التي لا تحترم قوانين اللجوء، ولكن أرى أن تكون نية الإقامة في أوروبا موقتة وليست مؤبدة، بحيث إذا فتح الله على المسلمين في أي بلد وصار هناك أمان وعدم خوف فيجب الهجرة إلى هذا البلد! هذا قريب مما قاله لي شخصياً الدكتور إمام في تلك الفترة! ثم نجده الآن يحرف ويفتي ويكفر لمجرد أن كتبت تعليقاً أولياً على وثيقته التي استقبلت بزفة مريبة على رغم أنني لم أتعرض بجرح لشخصه ولم أتبن رأياً بعينه، بل كنت مجرد معلق على الحلقة الأولى فقط، فإذا به يتميز غيظاً في حواره مع"الحياة"عبر ست حلقات لم يقدم شيئاً إلا السباب والتخوين والعمالة لمخالفيه! مما يجعل القارئ المحايد يدهش لو كان هذا الرجل زعيماً لعصابة"الكلوكوكس كلان"التي نشرت الذعر لدى السود الأميركيين في القرن المنصرم لما تفوه بهذا الطعن في خيار من نصّبوه يوماً زعيماً عليهم!
ب أرسل إليّ رسالة بخط يده بعد مشكلته مع الجماعة في كتاب"الجامع"مؤرخة في المحرم من 1416 ه يمدح عقلي مع فاصل من الشتائم والتخوين للجماعة ثم سلام على الأهل وطلب أن أراسله، وهنا مقتطفات من هذه الرسالة:
"أخي الكريم حفظه الله ورعاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة إليكم وأسأل الله أن تصلك رسالتي هذه وأنت في خير حال، كما أسأله سبحانه أن يشملك بحفظه وعنايته وأن يتم عليك عافيته في الدنيا والآخرة وأن يقيك من مضلات الفتن".
وفي فقرة أخرى من الرسالة:
"وما زلت أخي الكريم أرى لك عقلاً وأتوسم فيك خيراً، لأجل هذا كتبت إليك". وفي ختام الرسالة يقول:
"وأسأل الله أن يحفظك وأهلك وأولادك في تلك البلاد التي أنت فيها وأن يقيكم من فتنها ومن كل فتن. وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم أبو يوسف المحرم 1416ه".
وكتب في هامش الرسالة:"أرجو المراسلة على العنوان التالي: اليمن صنعاء ص ب 13054 خاص بالدكتور أبو يوسف".
انتهت فقرات من الرسالة. مع ملاحظة أن يوسف هو ابن د. سيد إمام الذي كان يكنى به.
ج اتصل ابنه إسماعيل بي من اليمن منذ أشهر هذا العام 2007 قبل نشر"وثيقة الترشيد"، وقال إن والده يسلم علي ويخبرني ألا أصدق ما تنشر الصحف عن سير أبيه في مراجعات على غرار مراجعات الجماعة الإسلامية! فقلت له كيف اتصل بك والدك: قال من السجن! قلت له سلّم عليه وقل له: هل تبرأت من كتابيك"العمدة"وپ"الجامع"؟ قال لا. هو يريد فقط وقف العمل المسلح. قلت له هذا ليس بجديد، فقد أعلن أيمن الظواهري عام 1995 وقف العمل المسلح في مصر لعدم القدرة! لكنني أطلب منك أن تسأله بصراحة هل تبرأ من كتابيه أم لا؟، ثم اتصل بي في غضون أسبوع من هذه المكالمة وأكد لي أنه سأل أباه فقال له: لا لم أتبرأ من كتبي! الشاهد هنا أن آخر اتصال كان في تموز يوليو الماضي 2007، فإذا كنت بهذه الصفات التي وصمني بها، فلماذا يكلف ابنه الاتصال بي بل يطلب مني طلباً قلت له أنا مجمد مالياً بموجب قرار من مجلس الأمن. وهكذا كاد الأمر يسير هادئاً لولا أن كتبت تعليقي الأولى على"وثيقة الترشيد"في 18/11/2007، فإذا بالدكتور فضل يتخذني غرضاً لسبابه في حواره مع"الحياة".
د العجيب أن د. فضل لم يوجه لإسلامي مقيم في أوروبا كلاجئ سياسي أي لوم أو عتاب وكأنه لاجئ في مكة المكرمة، لأن هذا الأخ من بلدياته وعلى نفس الهوى!
ثالثاًَ: استقالة أمير لم يتبعه أحد:
لقد كانت استقالة د. فضل سنة 1993 بعد تذمر مجموعة من الشباب من طريقة إدارته وعدم الاستجابة لطلباتهم، وملخص هذه القضية على النحو الآتي:
كان الشيخ أبو عبيدة البنشيري رحمه الله، عقد مجلس صلح بين الطرفين لتهدئة الأمور. طلب الشباب أن ينزل فضل من باكستان لأنه هو الأمير ليحسم الأمور، وينتقل إلى السودان، لكنه رفض أن يأتي لتسوية المشكلة. وكان فريق المتذمرين طالبوا أن يقدّم فضل استقالته. ولما اتصل به أبو عبيدة بأن يجب أن ينزل ليحل هذه المشكلة قال: افصلوهم! ثم لما ألحوا عليه قال: أنا مستقيل، واختاروا أميراً في ما بينكم.
قال لهم هذا الكلام عبر الهاتف، وابلغهم إياه الشيخ أبو عبيدة!
لقد أثرت هذه الاستقالة في نفسية فضل لأن لم يتبعه أحد لا من المؤيدين ولا من المعترضين! بل العكس، رجع معظمهم وبايعوا أيمن الظواهري!
كان الآخر الذي يتهمه بالخيانة، أي أيمن، يشارك الشباب أفراحهم وأحزانهم، يسافر معهم كمرافق ومترجم للجرحى الذين كانوا يعالجون في أوروبا أثناء الجهاد الأفغاني! كان يخاطر بنفسه في الجبهات الأفغانية ويشرف على المعسكرات ويقيم العلاقات مع التيارات الإسلامية المختلفة لمصلحة الجماعة! وفي المقابل كان د. فضل يجلس مرتاحاً في بيته الفسيح في باكستان مع تعيين خدمة خاصة له ولأهله!
كان أيمن قدم نفسه وماله وأولاده لله محتسباً راضياً وهو ابن الأكارم ربيب بيوتات العز والأصالة! تعيش زوجته الشهيدة، نحسبها كذلك، على صفيحة جبن لمدة شهرين وفي شظف عيش لا يطاق! وفي المقابل كان فضل تخصص له سيارة خاصة لشراء ما يلزم من حاجيات وخيرات!
كان أيمن ابتلي وسجن في أحداث 1981، وفي المقابل كان د. فضل قد هرب من جميع الساحات التي عاصرها. هرب من مصر عام 1982، ولم يذكر شاهد معتبر انه شارك في معارك العرب الشهيرة في جلال آباد وخوست وغيرها!
وذكر ابنه في حوار له أخيراً أنه عرض عليه أن يلحق بهم في أفغانستان وأرسلوا له شريط فيديو مصوراً... لكنه آثر القعود!
يعيب د. فضل على الذين يفندون أباطيله في أوروبا وغيرها ويقول لماذا لا تنزلون إلى مصر ونرى جهادكم! سبحان الله! ولماذا لم تنزل طواعية وأنت لم تكن محكوماً عليك إلا في قضية"العائدون من أفغانستان"عام 1999 يوم كنا في أوروبا وراء القضبان؟ ولماذا لم تنزل طواعية إلى مصر قبل أن يرحلوك من اليمن قسراً عام 2004 وتنكص على عقبيك؟
رابعاً: اتهامه الأخيار بالعمالة والخيانة:
كان إمام أميراً للجهاد من عام 1987 إلى منتصف عام 1993 وفي تلك الفترة كان حليفاً للشيخ أسامة بن لادن الذي دعمه مالياً، ثم نراه يتهمه ويتهم معه أيمن بالعمالة للاستخبارات الباكستانية والسودانية! لكن، لماذا سكت كل هذه المدة ولماذا لم ترجع إلى بلدك، ولماذا لم تستقل من الإمارة، إلا بعد أن طالبك المتذمرون من الشباب بالاستقالة؟!
خامساً: أين اختفى عبدالعليم؟
لعل د. فضل يعلم من هو"عبدالعليم"، ذلك الشاب المصري الذي كان يعمل تحت إمرته في باكستان وأثيرت إشاعات بأنه عميل للاستخبارات المصرية! ثم فجأة اختفى نهائياً، وقيل إن جماعة الجهاد التي كنت أنت أميرها وذلك عام 1991 صفّته جسدياً! وقصة عبدالعليم يعرفها معظم الشباب الذين كانوا في باكستان في تلك الفترة! فأين ذهب عبدالعليم؟ وهل أخبرت أهله بما حدث له؟ ومن المسؤول عن دمه أيها الأمير السابق؟!
سادساً: الشماتة بمقتل الدويدار:
هل وصل بك الأمر أن تشمت في مقتل مسلم برئ كان يرعى أولادك ويدافع عنك في غيابك! ثم تتهمه بأنه نشر مقالك عن"الإرهاب من الإسلام"! الذي تكفر فيه من يرى خلاف ذلك وتشيد بأحداث أيلول سبتمبر 2001؟ وقد نشر هذا المقال عقب اعتقال فضل مباشرة سنة 2004، والذي نشره هو الشخص المفضل للدكتور سيد إمام الذي نشر له كتاب"الجامع"وليس الشهيد، نحسبه كذلك، المظلوم أحمد بسيوني الدويدار الذي قتلته قوات الأمن اليمنية في 4/7/2007.
انظروا ماذا يقول في حواره في"الحياة"- الحلقة الخامسة:"كما أنني دعوت الله على الذين خانوا الأمانة ونشروا مسودات ناقصة لي بغير إذني مكراً منهم منتصف عام 2007، دعوت الله أن يكفينهم بما شاء فما أمهلهم الله شهراً حتى سقط أحدهم قتيلاً، وشرد الله بقية الخائنين". ما شاء الله على البركات والدعاء المستجاب!
بركاتك يا شيخ فضل! لكن هل لك أن تخلص نفسك من السجن وتدعو على الذين سجنوك. هل لك في تخليص الأمة في مشارق الأرض ومغاربها بالدعاء على المحتلين لفلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والشيشان! مجرد دعاء أرض - جو عابر للقارات! وإن مرة واحدة لكي تتحرر بلاد المسلمين من المحتلين والمستبدين وكفى الله المؤمنين القتال!!
غمزه ولمزه للمعارضين على وثيقة العار في دينهم وأخلاقهم:
انظروا ماذا يقول في حوار"الحياة"- الحلقة الثانية:"ومنهم من لا يريد أن يخرج من السجن لأنه لا عمل له ولا وظيفة خارج السجن، في حين أن السجن يضمن له السكن والطعام كما تأتيه بعض التبرعات من المحسنين". هل يقول هذا الكلام شخص انتسب يوماً الى أخلاق أهل العلم!!
ثم اتهامه القيادي أحمد سلامة مبروك الذي اعترض على وثيقته المشؤومة، بأنه تسبب في القبض على ألف شخص! وقد برئ أحمد سلامة مبروك من التهمة بتحقيق موسع عام 1993، ومشهور بين الثقات!
اتهامه المهندس محمد الظواهري بأنه كان يحب الراحة والإقامة في الإمارات، وهو يعلم قصة المهندس محمد الظواهري وكيف وصل إلى اليمن ثم إلى السودان وتم اختياره بالإجماع نائباً للأمير! فقط لأنه رفض وثيقة العار... يسلقه سيد إمام بألسنة حداد!
وهبك تقول هذا الصبحُ ليلٌ، أيعمى العالمون عن الضياء؟ لذلك أخشى أن يقدم النظام فينفذ حكم الإعدام على المهندس محمد الظواهري، فيكون دمه في عنق الدكتور فضل لأنه يحرض النظام بطريق غير مباشر على الفتك بكل من يعترض على وثيقته!
من المسؤول عن سجن ألف شاب؟
كان الدكتور سيد إمام أميراً لجماعة الجهاد حين بدأ الأمن يقبض على هؤلاء الشباب منذ سنة 1991 إلى شهر كانون الثاني يناير 1993! وقد استقال بعد هذا التاريخ بأشهر! فإن تبعة سجن هؤلاء الشباب الذين حرموا من ذويهم وأطفالهم تقع على عاتق الدكتور فضل ويجب أن يقدم إلى محاكمة شرعية!
پ
* مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.