انضم شقيق الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الى انتقاد استقالة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني كبير المفاوضين في أزمة الملف النووي علي لاريجاني، مهاجماً"تضييق حلقة القرار في السلطة التنفيذية"، فيما جدّد مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي ولايتي حملته على قبول الاستقالة. وعقد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اجتماعاً مع المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، علي لاريجاني، وخلفه سعيد جليلي، في لقاء شكل فرصة لمراقبة أي إشارة تصدر عن جليلي في شأن اعتماد طهران نهجاً أكثر تشدداً، خصوصاً أن بعض الديبلوماسيين فسّر خطوة"استبدال"لاريجاني بأنها طريقة لإطالة المحادثات. ولم يتّضح سبب اختيار روما مكاناً للقاء، تحديداً مكتب رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي. لكن الأكيد أن أوروبا تنظر إلى هذا الاجتماع كإحدى الفرص الأخيرة المتبقية قبل زيادة التأزم في الملف الايراني، ووصوله إلى مرحلة المواجهة النهائية، لاسيّما أن جليلي استبق الزيارة باعلان أنه لن يقدّم تنازلات حيال"حق إيران في امتلاك مصادر الطاقة النووية". وقطع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد زيارة لأرمينيا عائداً الى طهران، فيما اشتد الخلاف السياسي في إيران على خلفية استقالة لاريجاني. تزامن ذلك مع إعلان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون استعداده لدرس فرض مزيد من العقوبات على إيران. وقال براون في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت:"مستعدون وسنضغط لفرض مزيد من العقوبات على ايران". وكسر لاريجاني صمته للمرة الأولى بعد استقالته المفاجئة، وأكد ان"سياسات ايران النووية مستقرة ولا تتغير بتغير أمين مجلس الأمن القومي أو حتى الرؤساء"، فيما قال خلفه جليلي ان"المسألة النووية موضع إجماع وتوافق وطني"، مشيراً إلى أن"جهوداً كثيرة بذلت في هذا المجال وستتواصل هذه العملية بثبات". ويعني حضور لاريجاني اجتماع جليلي - سولانا، إجراء عملية تسليم وتسلم بين المسؤولين الإيرانيين. وصدرت انتقادات جديدة بارزة داخل ايران حول استقالة البراغماتي لاريجاني الذي لم يقدم خلال المفاوضات مع الغرب أي تنازلات. ورحّب 183 نائباً إيرانياً ب"الجهود القيمة"التي بذلها لاريجاني في ما يتعلق بالملف النووي. وانتقدوا ضمناً تعيين جليلي القريب الى نجاد، مشدّدين على ان"المضي في البرنامج النووي يجب ان يكون عملية منطقية وحكيمة، كما كان الأمر في الماضي". وأبرز الانتقادات جاء على لسان محمد هاشمي، شقيق الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، الذي اعتبر ان"استقالة لاريجاني تدل على ان حلقة المسؤولين في السلطة التنفيذية تضيق أكثر فأكثر". وأسف للاستقالة مشيراً الى ان الأخير"ينتمي الى الأوساط المحافظة ويحتل مركزاً مهماً فيها". وجدّد وزير الخارجية السابق على أكبر ولايتي، الذي يتولى الآن منصب مستشار المرشد علي خامنئي للشؤون الخارجية، تأكيده ان استقالة لاريجاني كان يجب ان ترفض. على صعيد آخر، لم يظهر نجاد في موقعين كان مقرراً أن يزورهما في أرمينيا. وقال الناطق باسم الرئيس الأرمني روبرت كوتشاريان ان لدى نجاد"أسباباً ملحة لإنهاء زيارته يريفان قبل الموعد". لكن نجاد قال انه أمضى في أرمينيا فترة أطول مما كان مقرراً. مصادر في طهران قالت ل"الحياة"أن نجاد تلقى"تمنيات"قبل سفره بإلغاء تفقد النصب التذكاري للضحايا الأرمن في جدول الزيارة. ولفتت المصادر إلى أن زيارة النصب لو حصلت، ستزيد العلاقات بين طهران وأنقرة تأزماً في هذه المرحلة الحرجة بين الجيش التركي والمتمردين الأكراد. وأضافت أن الجهات التي تمنت على نجاد إسقاط هذا البند من جدول زيارته أرمينيا، رأت ان حدوثها سيأتي منسجماً مع توجه في الكونغرس الأميركي للتصويت على قرار يعترف ب"إبادة"الأرمن، وهو قرار رأت المصادر أن هدفه إحراج القيادة السياسية في تركيا والضغط على رئيس الوزراء الإسلامي رجب طيب أردوغان.