أكد زعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري في ختام محادثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكبار أعضاء مجلس الأمن امس، ان المحكمة الدولية "آتية" وان اجراءات انشائها"تتسارع لتصبح واقعاً". وأكدت مصادر في الأممالمتحدة ان الدائرة القانونية أوشكت على استكمال البحث عن خليفة سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق في الاغتيالات السياسية بدءاً باغتيال رفيق الحريري، وان لديها"مرشحين جيدين جداً"للمنصب. وقالت المصادر انه سيعلن عن هوية المفوض الجديد، الذي قد يصبح المدعي العام، في غضون"أسابيع لا تزيد عن شهر"، لكن المصادر أوضحت انه لم يقع الاختيار على مرشح واحد بعد، انما العملية"تسير جيداً الى الأمام". وزاد امس الحديث عن استصدار قرار جديد في شأن لبنان عن مجلس الأمن، وقالت أوساط أميركية في الأممالمتحدة"إننا في صدد التفكير"و"استطلاع"ما يمكن ان يحتويه مثل هذا القرار"انما ليس لدينا بعد إطار زمني أو موعد محدد"لتقديمه الى أعضاء مجلس الأمن الدولي. وبحسب المصادر فإن أفكار مشروع القرار تنطلق من"أدلة"ستوضع أمام مجلس الأمن قريباً تشير الى تورط جهات وشخصيات سورية رفيعة المستوى في خروقات جدية وخطيرة للقرار 1701 الذي ألزم الدول بعدم تسريب السلاح الى أي أطراف في لبنان. وستأتي هذه الأدلة التي تتضمن اعترافات في معرض تقديم الحكومة اللبنانية مواقفها الى الأممالمتحدة حول القرار 1701. وبحث الحريري مع بان جميع عناصر القرار 1701، بما فيها مزارع شبعا وتسريب السلاح عبر الحدود السورية - اللبنانية، والاغتيالات السياسية، وقال"طلبت منه موقفاً أكثر قوة من الأممالمتحدة لمواجهة هذه الاغتيالات". وتطرقت المحادثات ايضاً الى مسألة الانتخابات الرئاسية في لبنان، وصرح الحريري ان العمل على انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في الاغتيالات السياسية"يتسارع"وان ما يحدث في لبنان"انقلاب على استقراره"، وان"على الأسرة الدولية التحرك بسرعة كبيرة ضد الذين ارتكبوا هذه الجرائم". وقال في اشارة الى الحكومة السورية"عندما يكون هناك نظام يتهجم على 14 آذار ويقول عنه انه صناعة غير لبنانية، يعني ان هناك مشكلة في العلاقات. ونحن نطالب الأممالمتحدة بالحد من هذه الاغتيالات". السفير الروسي فيتالي تشوركين قال في اعقاب اجتماعه مع الحريري ان"روسيا متفائلة جداً بإكمال عملية الانتخابات الرئاسية في لبنان بصورة وفاقية وفي الوقت المناسب. ومن شأن هذا ان يردم الفجوة بين القوى المختلفة في لبنان. لقد أكدت للسيد الحريري ان روسيا ستفعل ما بوسعها لتحقيق هذا الهدف". وأضاف تشوركين رداً على سؤال"الحياة"ان كانت روسيا تنوي المساعدة عبر استخدام نفوذها مع سورية وايران:"لدينا اتصالات مع كل الأطراف، ونحن نبعث برسالة الى الأطراف بأننا نؤمن بان استقرار لبنان وسيادته ووحدة اراضيه فائق الأهمية، وان انهاء مرحلة التوتر في لبنان مهم جداً للشرق الاوسط وللبنان نفسه". السفير الأميركي زلماي خليل زاد أكد ضرورة اجراء الانتخابات"في موعدها ومن دون تدخل خارجي في انتخاب رئيس الجمهورية". وقال:"نريد ان تنشأ المحكمة بأسرع ما يمكن"، مشيراً الى الدعم المالي الضروري للمحكمة. وقال"هناك خطة واضحة الآن للتعجيل بالتمويل، وهناك أفكار للتعجيل والتسريع بانشاء المحكمة". وقال ان الاغتيالات السياسية مستمرة"وهذا يهدد استقرار لبنان وكذلك استقرار المنطقة والعالم، لذلك يجب التحرك أسرع". وأضاف خليل زاد في معرض رده على"الحياة":"سياسياً، أن لمجلس الأمن دوراً في وضع المسؤولين عن الاغتيالات موقع المحاسبة، وعبر ارسال رسالة موحدة للأسرة الدولية بصدد المحاسبة". وقال:"إن الذين ارتكبوا هذه الاغتيالات السياسية سيمثلون أمام العدالة. لن يكون هناك افلات من العقاب مهما استغرق ذلك من وقت. فالأسرة الدولية مصممة على مثولهم أمام المحكمة. فإذا كان جزء من الأهداف وراء الاغتيالات تأخير وعرقلة ومنع اقامة المحكمة الدولية، فإننا مصممون، بل لقد ازداد عزمنا، على تفعيل المحكمة الدولية بأسرع ما يمكن". وكان الحريري أعلن اول من امس خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في نيويورك تمسكه بقرار الحوار حول الاستحقاق الرئاسي، مشدداً على انتخاب رئيس للجمهورية"صُنع في لبنان"، وقال:"لن نساوم على لبنان ودماء الشهداء، ولا على استقرار البلد وحريته وسيادته وعروبته". ودافع الحريري عن حلفائه في قوى 14 آذار، قائلاً إن"هناك مساعي لإظهار وجود خلافات بينها والقول ان كلام سعد الحريري مختلف عن كلام وليد جنبلاط أو الرئيس السابق أمين الجميل أو رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، وأنا أؤكد لكم ان لا أحد يمكنه ان يفرق افراد هذه العائلة الواحدة. نحن جميعاً يد واحدة كل واحد منا يستشير الآخر ثم نأخذ قراراً نتفق عليه جميعاً ولا أحد يغرد خارج السرب وجميعنا واعون لأهدافنا، وما نريده لبنان مستقل لا أحد يتدخل في شؤونه". وزاد انه فخور بحلفائه. وقال:"ليس لديّ تخوف من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية، بل خوفي من ان تستمر الاغتيالات". ورأى أن"من يتسلح اليوم مفلس... ويجب ان نتحاور مرة وعشر مرات وخمسين مرة لمصلحة لبنان". وكرر مهاجمة النظام السوري واتهامه بالاغتيالات، داعياً المجتمع الدولي والدول العربية الى التحرك بالأسلوب الذي يراه مناسباً لحماية النواب من الاغتيال. واعتبر ان"النظام يدق أبواب أميركا للبحث عن تسوية"على دماء والده وغيره من الشهداء ولإلغاء المحكمة الدولية. وفي لبنان، تستضيف بكركي غدا اجتماعاً اول للقيادات المارونية المنضوية في المعارضة يليه اجتماع ثان الجمعة للقادة الموارنة من قوى 14 آذار، من اجل التشاور حول تأمين حضور جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي يحرص صفير على عدم مقاطعة النواب لها. راجع ص 8 وفيما أفادت المعلومات ان اجتماع الخميس لن يحضره الوزير السابق سليمان فرنجية لأنه قرر تفويض زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون بتمثيله، أشارت مصادر القيادات المارونية في قوى 14 آذار الى ان الأقطاب الذين وجّهت إليهم الدعوة سيحضرون الجمعة، وقالت مصادر أخرى مطلعة على أسباب الدعوة ان صفير سيطرح على الجانبين ضرورة حضور جميع النواب جلسة الانتخاب، طالما ان عقدها يحتاج نصاب الثلثين، لأن مقاطعتها"مقاطعة للوطن". وذكرت مصادر في"التيار الوطني الحر"ان العماد عون لن يلتزم حضور جلسة الانتخاب في البرلمان إذا طرح صفير هذا الاقتراح، أشارت الى ان البطريرك يريد التشاور مع القيادات المعنية في مشروع رسالة يوجهها قريباً الى اللبنانيين. الى ذلك، أبلغ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مجلس الوزراء الذي رأس جلسته امس انه بعث برسالتين الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يطلعهما فيهما على التقارير التي عرضها قادة الأجهزة الأمنية في شأن التحقيقات في أحداث مخيم نهر البارد وقتال الجيش مع تنظيم"فتح الإسلام"، وحول تسلح فئات حزبية لبنانية من جانبي المعارضة والأكثرية، نظراً الى ان الأممالمتحدة والجامعة كانتا اتخذتا قرارات في شأن هذين الموضوعين. وهاجمت صحيفة"البعث"السورية امس بعنف الأكثرية في لبنان، متهمة إياها بفتح الأبواب واسعة امام التدخل الخارجي. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها:"اطاحت ردود فعل فريق السلطة في لبنان على خطاب الأمين العام لحزب الله كل الأجواء الإيجابية التي تبدت في أعقاب جلسة البرلمان الأولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وجاءت هذه الردود الهستيرية لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، نية وعزم هذا الفريق على التوجه نحو مزيد من التصعيد.