أفادت مصادر متطابقة أن حسان حطاب المعروف ب "أبي حمزة"، الأمير السابق ومؤسس تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، سيطلق قريباً نداء إلى عناصر"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"لوقف العمل المسلح خلال عيد الفطر المبارك. وأفادت مصادر على صلة بالملف أن حسان حطاب الذي تخلى عن العمل المسلح في آب أغسطس 2003 وبقي متردداً في تسليم نفسه إلى السلطات، موجود الآن لدى أجهزة الأمن التي تستمع إليه قبل إحالته على القضاء للنظر في إمكان استفادته من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وأفيد في البدء أن أجهزة الأمن أوقفت حطاب بعد مشاركته في إفطار رمضاني في إحدى ضواحي العاصمة في 22 أيلول سبتمبر، لكن يبدو الآن أن ذلك كان في إطار تسليم نفسه إلى السلطات التي لم تُصدر حتى الآن موقفاً علنياً توضح فيه حقيقة ما حصل. وليس واضحاً حتى الآن مضمون المبادرة المتوقع أن يُطلقها حطاب، لكن مرجعاً قال إن الأخير يراهن على إجراءات جديدة يتخذها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ضمن تدابير أحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بهدف وضع حد نهائي لأعمال العنف. كذلك ليس واضحاً إن كانت السلطات وافقت على مضمون المبادرة التي يجري التحضير لها في سرية تامة. وظل حطاب طيلة العامين الماضيين متردداً بين"السلم"و"الحرب"، إذ بقي حاملاً سلاحه في مسكن قريب من مرتفعات جبلية محاذية لمنطقة ذراع بن خدة بولاية تيزي وزو 100 كلم شرق العاصمة، برفقة زوجته وأبنائه. وحوّلت قوات الأمن منطقة حطاب إلى"منطقة هدنة"لتمكينه من لقاء مؤيديه الراغبين في التخلي عن العمل المسلح. ويعتبر حسان حطاب 40 عاماً أحد أبرز قيادات الجماعات المسلحة الذين يسلّمون أنفسهم إلى السلطات منذ تصاعد أعمال العنف في العام 1992، وهو كان"أمير المنطقة الثانية"في"الجماعة الإسلامية المسلحة"، ثم أسس"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"في 1998 بعد انشقاقه عن"الجماعة المسلحة"، وظل في جماعته الجديدة إلى غاية تخليه عن العمل المسلح في صيف 2003، بعد أسابيع قليلة من تحرير الرهائن الأوربيين الذين اختطفتهم جماعة عماري صايفي عبدالرزاق البارا التابعة ل"المنطقة الخامسة"في"الجماعة السلفية". ورجحت مراجع قضائية أن يستفيد حطاب من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الذي أيده في أيلول سبتمبر 2005، ولفتت إلى تصريحات سابقة كان أدلى بها الرئيس بوتفليقة في العام 2000 وقال فيها إن حسان حطاب"لم يتورط في قتل المدنيين الأبرياء العزل". وقاد حطاب منذ عامين جهوداً كبيرة لدفع ناشطي"الجماعة السلفية"إلى التخلي عن العمل المسلح، لكن غير واضح اليوم إن كانت مساعيه حققت نتائج مهمة في الميدان. وأصدر عبدالمالك درودكال "أبو مصعب عبدالودود" الذي تحوّلت"الجماعة السلفية"في إمارته إلى فرع ل"تنظيم القاعدة"، بياناً قبل عامين"تبرأ"فيه من"أفعال حسان حطاب". وحسان حطاب من عائلة محافظة قضى معظم أفرادها في أعمال العنف إذ التحق خمسة من إخوته بالجماعات المسلحة منذ العام 1992 وتورط أحدهم في اغتيال رئيس الحكومة السابق العقيد قاصدي مرباح عام 1993.