أحيا ملايين الشيعة أمس ذكرى عاشوراء، وعمت الاحتفالات بهذه الذكرى معظم الدول من باكستان الى الخليج، مروراً بالهند وبنغلادش، فضلاً عن لبنان. ففي العراق شارك حوالي مليون ونصف المليون من الشيعة أمس في احياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي، ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية في كربلاء وسط تشديد للاجراءات الامنية داخل المدينة وحولها. وقال المحافظ عقيل الخزعلي ان"اعداد الزائرين بلغت صباح اليوم أمس مليون ونصف المليون زائر"، مضيفا ان"الزوار يؤدون شعائرهم بشكل جيد ومريح ولم يعكر صفوهم اي حدث". واضاف:"هناك غرفة عمليات برئاسة وزير الامن الوطني شيروان الوائلي تضم المحافظ ومسؤولاً في وزارة الصحة بإسناد وزارات النفط والنقل التي تعمل على توفير الخدمات للوافدين". واشار الى ان"وزارة النقل تعمل على توفير حافلات لإعادة الزائرين الى محافظاتهم بعد انتهاء مراسم الزيارة". وتواصل توافد المشاركين من المحافظات المجاورة سيراً او على متن حافلات وسيارات كانت توقفت على مسافة عشرة الى عشرين كلم بعيدا عن المدينة. ويصل الزوار الى العتبات مشياً على الاقدام، لا سيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما، هي: مدخل بغداد شمالاً وبابل شرقاً والنجف جنوباً. ومن أبرز الطقوس التي تؤديها المواكب التطبير الضرب بالسيف على الرأس ويرتدي الذين يمارسونها لباساً ابيض ويسيرون بشكل منتظم ضمن حلقات مكونة من حوالي عشرة اشخاص تقريباً، يسير قربهم اشخاص يحملون طبولا لتوحيد عملية الضرب. وهناك ايضا مواكب الزنجيل وهؤلاء يرتدون اللباس الاسود ويسيرون بصورة منتظمة ويدورون حول ضريح الامام الحسين على وقع الطبول. واحيا الآلاف من الزوار ليلة أول من امس الباردة في مقامي الامامين الحسين وأخيه غير الشقيق العباس، في حين افترش آخرون الارض وسط الباحة الواسعة ما بين الضريحين استذكارا للواقعة، حيث بقي الامام الحسين آنذاك ساهرا حتى مقتله. وتقتصر هذه الطقوس على الرجال فيما تراقب النساء وهن على جوانب الشوارع هذه الشعائر باكيات لاطمات. وانطلق عند الخامسة صباح أمس اكثر من 500 موكب يرتدي افرادها الملابس البيضاء، حاملين بأيديهم السيوف هاتفين"حيدر حيدر"، اي الامام علي ابن أبي طالب، ضاربين الرؤوس الى ان تسيل الدماء ويصبح لون الرداء أحمر قانياً. وقال علي محمد 30 عاماً أحد المشاركين:"هذا أقل ما نعطيه لابي عبدالله تعبيرا عن تضامننا معه في هذه الواقعة التي ضحى فيها بنفسه وبعائلته من أجل انقاذ الدين والمذهب". واضاف:"نحن لا نشعر بالألم ابداً انما بحالة من التضامن مع امامنا المظلوم". وشددت قوات الامن قبضتها ووضعت في حال تأهب، خصوصاً على المنافذ رغم الزخم البشري الذي بدأ يتدفق بشكل واضح. وقال رحمن مشاوي الناطق باسم شرطة كربلاء ان"الاجهزة الامنية تفرض سيطرتها بصورة كاملة"، مؤكداً:"عدم حدوث أي خرق أمني فالشرطة كثفت انتشارها في مداخل المدينة والشوارع الفرعية والجوار، كما ان الحواجز الثابتة زادت وتيرة التفتيش". وانتظر جميع الزوار أداء آخر شعائر الزيارة قبيل منتصف النهار والمعروفة ب"ركضة طويريج". ويتجمع الآلاف من الزوار للركض مسافة كيلومترات عدة يدخلون خلالها ضريح الامام الحسين ثم يخرجون من باب ما بين الضريحين للانطلاق باتجاه مقام الامام العباس وتنتهي هناك".