وصف وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي، المرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بأنه"خطأ"، فيما اشارت وزارة الخارجية الى ان لا شيء في الموقف الذي صدر عنها عقب الاعدام يشير الى تأييدها له. وقال ساركوزي في وجهة نظر نشرتها صحيفة"لوموند"الفرنسية انه كان يود ان تكون محاكمة صدام"محطة في اطار المسار الديموقراطي العراقي"، لكن"إدانته بالعقوبة القصوى واعدامه يحولان دون ذلك". وأضاف انه يعتبر اعدام الرئيس العراقي السابق"خطأ"لأن ساركوزي يعارض عقوبة الإعدام ولأن هذه المعارضة"تشكل مسألة مبدئية بالنسبة لي". وتابع ساركوزي انه يتمنى استقرار العراق ولكنه يعتبر ان"استقرار هذه المنطقة بالعمق يتطلب تعزيز القيم الديموقراطية"وان من ضمن هذا المسار"فإن إلغاء عقوبة الإعدام يشكل محطة إلزامية". ومضى يقول انه يندد بعدم مثول صدام"الديكتاتور الملطخة يداه بالدماء اكثر من اي شخص آخر في العالم"أمام القضاء على الجرائم الأخرى التي ارتكبها، بحق الأكراد أو الشيعة مثلاً. واعتبر ساركوزي انه من الصعب مصالحة مكونات شعب بعيد خروجه من حكم الديكتاتورية، لكن هذه"المهمة تبدو أكثر صعوبة عندما لا يلقى الضوء كاملاً على الماضي". في غضون ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان لا شيء في البيان الذي أصدرته الوزارة عقب اعدام صدام حسين يشير"الى اننا نؤيد الاعدام". وكان بيان الوزارة اشار الى ان فرنسا التي تدعو مثل شركائها الأوروبيين الى إلغاء عقوبة الإعدام عالمياً، أخذت علماً بإعدام الرئيس العراقي السابق، باعتباره قراراً"يعود للشعب والسلطات العراقية السيدين". ودعت الوزارة العراقيين الى التطلع جميعاً الى تحدي المستقبل والعمل معاً على المصالحة الوطنية. وخلا البيان من أي تنديد، خصوصاً على ضوء السرعة التي اتسمت بها عملية الاعدام، ولمجرد ادانة الرئيس العراقي السابق بواحدة من التهم المتعددة الموجهة اليه. وأوضح ماتيي ان فرنسا شددت على المصالحة الوطنية العراقية، خصوصاً ان ردات الفعل والمواقف المختلفة تشير الى تعميق الفرز الطائفي في العراق.