أكدت موسكو موقفها الداعي إلى إيجاد حل ديبلوماسي للازمة النووية الإيرانية، واعتبرت أن"الحلول السياسية لم تستنفد بعد"، فيما بدأ نائب الرئيس الإيراني غلام رضا آغا زادة محادثات في موسكو تتناول تشغيل محطة"بوشهر"الكهرو- ذرية الإيرانية. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموجود حالياً في نيويورك، تمسك بلاده بموقفها الداعي إلى تسوية الملف الإيراني بالسبل السياسية. واعتبر خلال لقاء أجراه مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، أن سبل التوصل إلى حل ديبلوماسي للازمة لم تستنفد حتى الآن مكرراً معارضة بلاده اللجوء إلى تدابير عقابية ضد إيران . في غضون ذلك، أجرى آغا زادة محادثات في موسكو مع مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو، تركزت بحسب مصادر رسمية روسية على التعاون الروسي - الإيراني في بناء محطة"بوشهر". وقال مصدر إيراني مطلع أن الجانبين الإيراني والروسي سيبحثان في إطار زيارة المسؤول الإيراني المكلف بالملف النووي، الموعد النهائي لتشغيل محطة"بوشهر"، ومواعيد تصدير الوقود النووي الروسي إلى إيران لتشغيل المفاعل النووي الأول لهذه المحطة، علماً بأن العمل على إنجاز المفاعل الأول استكمل بنسبة 95 في المئة بحسب خبراء روس. وكان كيريينكو صرح في وقت سابق بأن الموعد المحدد لبدء تشغيلها هو أيلول سبتمبر من العام المقبل، وشدد على أن بناء المحطة الإيرانية والنقاشات الدائرة حول بدء تشغيلها" لا علاقة له بالمناقشات الجارية حالياً حول مشكلة إيران النووية". واللافت أن موسكو كانت استبقت الزيارة بمطالبة طهران بإعلان"التزام كامل بمعاهدة حظر الانتشار". وعلى رغم أن المسؤولين الإيرانيين والروس ربطوا الزيارة بمسألة محطة"بوشهر"وحدها، فإن التصريحات التي تبادلها الطرفان عشية وصول آغا زادة إلى موسكو، أوحت بوجود ملفات أخرى على جدول الأعمال وخصوصاً الملف النووي الإيراني وموقف طهران من مسألة وقف نشاطات التخصيب، وهو ما دلت عليه لقاءات المسؤول الإيراني في موسكو. وذكرت مصادر روسية ل"الحياة"أن آغا زادة سيجري محادثات مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي ايفانوف ومسؤولين رفيعين في وزارة الخارجية الروسية. وزادت أن الجانب الإيراني يسعى إلى تجنب ممارسة ضغوط على طهران من جانب موسكو، وهو ما عكسته تصريحات آغا زادة قبيل مغادرته طهران عندما تحدث عن" قدرة إيران على إكمال بناء محطة بوشهر بقواها الذاتية، ومن دون مساعدة من روسيا، في حال عجز الروس عن القيام بذلك".
