دان الرئيس الأميركي جورج بوش مجدداً أمس، سورية وايران لدورهما في النزاع في لبنان واتهمهما"بتهديد الشرق الأوسط برمته". وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية إن"سورية هي الداعم الرئيسي لحزب الله منذ سنوات وساعدت في تزويده بأسلحة مصنوعة في ايران"، مضيفاً أن"النظام الايراني أيضاً تحدى الاسرة الدولية مرات بطموحاته في امتلاك اسلحة نووية ومساعدته مجموعات إرهابية". ورأى الرئيس الاميركي ان اعمال ايران وسورية"تهدد الشرق الاوسط برمته وتعرقل تسوية الازمة الحالية واحلال سلام دائم في هذه المنطقة المضطربة". وأوضح الرئيس الاميركي ان موقف بلاده تجاه الازمة اللبنانية - الاسرائيلية"محكوم بإطار دولي... أسس له قرار مجلس الامن رقم 1559 الذي يعترف بسيادة لبنان ويدعو كل القوات الاجنبية للانسحاب من لبنان ونزع سلاح الميليشيات". وذكّر بوش بأنه طلب من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التوجه الى المنطقة مطلع الاسبوع المقبل"للبحث في افضل السبل لتسوية الازمة مع قادة المنطقة"، مؤكداً أن"رايس ستؤكد في وضوح أن تسوية هذه الازمة تقتضي مواجهة المجموعة الارهابية التي شنت الهجمات والدول الداعمة لها". وقال بوش ان"الازمة الحالية في المنطقة اندلعت اثر عملية لمجموعة حزب الله الارهابية خطفت فيها جنديين اسرائيليين واطلقت صواريخ على المدن الاسرائيلية". واعرب عن اعتقاده"بأن من حق الدول ذات السيادة أن تدافع عن مواطنيها وان تتخذ الاجراءات الضرورية لمنع هذه الهجمات". وأكد بوش:"ندرك ثمن هذا النزاع بالنسبة الى المدنيين الابرياء في لبنان واسرائيل"، مذكراً بأنه طلب من اسرائيل"مواصلة توخي أكبر قدر من الحذر لحماية ارواح الابرياء". وبعدما ذكّر بأن مجلس الامن تبنى عام 2004 قراراً ينص خصوصاً على نزع أسلحة الميليشيات في لبنان، أكد بوش أن"حزب الله تحدى المطالب العادلة للمجموعة الدولية بتمسكه بأسلحة ميليشياه في جنوبلبنان وبهجومه على اسرائيل وتحديه الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً". وتابع أن"حزب الله عرض للخطر بهذه العمليات التقدم الكبير في لبنان وخان اللبنانيين". واكد ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يرغبون في العودة الى خريطة الطريق، خطة السلام الدولية التي تنص على قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وقال:"سنواصل دعم القادة المعتدلين مثل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ... وسنواصل مطالبة حماس بوضع حد لعملياتها الارهابية... في المدى البعيد، سيعود السلام فقط عندما تهزم الايديولوجيا الارهابية للحقد والخوف"، وخلص الى القول:"نعلم أن أمننا على المحك في هذا الصراع وبأن الحرية ستسود". ولفت في خطابه الى أن دولاً مثل السعودية والكويت والامارات تحركت لتقديم مساعدات انسانية الى اللبنانيين ودعم حكومتهم، مؤكداً أن أميركا وحلفاءها سينضمون الى تلك الجهود. الى ذلك، أكد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ويلش ان واشنطن لا تسعى الى مجرد انهاء الازمة الحالية، بل"ضمان عدم العودة الى الوضع السابق الذي تسبب بالأزمة اساساً". وأشار خلال مؤتمر صحافي الى وجوب العمل على ضمان"ألا تتمكن مجموعة واحدة من تدمير مصالح دولة من خلال استفزاز دولة مجاورة... نسعى الى حل يضمن امن لبنان واسرائيل والمنطقة والعالم ويحمي الجميع من اعمال متطرفين ينشطون ضد السلام". وشدد على اهمية"ايجاد اطار سياسي الى جانب الاطار الامني"لتسوية الازمة بالتعاون مع الدول الداعمة للاستقرار في المنطقة، مشيراً الى دور السعودية ومصر والاردن. وركز على أن في إمكان الاطراف المعنية بحل الازمة الاستناد الى أسس دولية للحل وفرتها قرارات مجلس الامن رقم 425 و426 و1559 و1680، واصفاً اياها بأنها"علامات على الطريق"لحلحلة الازمة من خلال ارساء حق لبنان في السيادة على اراضيه. وانتقد هذا المسؤول الاميركي دور ايران وسورية في تغذية التطرف والعنف في المنطقة ودورهما في مساعدة"حزب الله"على"خطف سلطة الدولة"اللبنانية. ولفت الى أن بلاده حذرت ايران وسورية اكثر من مرة، لكن"يبدو بأنهما يعانيان من مشكلة في السمع". وفي موسكو، دعمت روسيا رسمياً مبادرة عقد اجتماع ديبلوماسي دولي حول الشرق الاوسط الاسبوع المقبل في روما. واعلنت الخارجية الروسية في بيان"نقترح اجتماعاً لكل الدول والاطراف المعنية بالمساهمة حقيقة في تسوية الازمة، ونقترح ان يشارك في الاجتماع وزراء خارجية روسياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا ولبنان والاردن والسعودية ومصر". وكانت الحكومة الايطالية اكدت اول من امس عقد اجتماع دولي حول لبنان في 26 تموز يوليو في العاصمة الايطالية على المستوى الوزاري بمشاركة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وقال مسؤول رفيع المستوى في الاممالمتحدة إن وزيرة الخارجية الأميركية دعت الى عقد مؤتمر دولي يوم الأربعاء المقبل يتوقع أن يضع خططاً لوقف اطلاق النار لحل أزمة الشرق الاوسط ومناقشة احتمال نشر قوات أجنبية. وأضاف المسؤول عن متابعة القضايا السورية - اللبنانية تيري رود لارسن خلال مقابلة أول من أمس أن المؤتمر الذي سيعقد في روما يرمي الى طرح أفكار للحد من العنف في لبنان واسرائيل. وكشف رود لارسن لتلفزيون"رويترز"أن"هناك توافقاً واسع النطاق في الاراء بين المجتمع الدولي بانه من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار، فأنت تحتاج الى انفتاح سياسي". وفي لندن، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغرت بيكيت في مقابلة نشرتها صحيفة"فايننشال تايمز"إسرائيل من توغل بري في لبنان. وقالت"إنه وضع خطير جداً وقد يشكل منعطفاً ويجب علينا نحن المجتمع الدولي أن نبذل كل ما في وسعنا ليكون منعطفاً الى ما هو أفضل". وأضافت أن"خطأ في الحسابات أو أي خطأ قد تترتب عنه انعكاسات خطيرة ويبدو لي أن ذلك مثير للقلق". وأشارت بيكيت الى أنها"واثقة من أن اسرائيل ستدرس في كل عناية كل اقتراح للقيام بتوغل بري لأنها انتظرت كثيراً قبل الخروج من لبنان في المرة الأخيرة دخلت الى هناك وكلّف ذلك الطرفان كثيراً من الأرواح". واضافت ان الحكومات الغربية ليست لها ادلة ملموسة تشير الى وقوف ايران وسورية وراء هجمات"حزب الله".