ثمة غموض أو لغز يختبئ في شاشات قنوات"أم. بي. سي."، ولاسيما الرابعة التي تدأب على تقديم أحدث البرامج التلفزيونية الأجنبية، الأميركية خصوصاً. فهذه الشبكة تتربع على عرش السوق الإعلانية الأكبر عربياً، السعودية. ويبدو أنها مطلوبة إعلانياً"كرمى لعيونها"، بمعزل عما تقدمه من برامج، علماً أنها حققت تقدماً لافتاً في السنوات الأخيرة جعلها بين الأوائل. مصدر الغموض هو كثرة الإعلانات التي تتخلل البرامج الأميركية المترجمة. فهي خلال برنامج واحد تفوق بأضعاف ما تعرضه محطات. وإذا كان ذلك مبرراً أو مفهوماً مع برنامج مثل"أوبرا"الشهير عالمياً والذي يحظى بجمهور أينما عُرض سواء كان بلغته الإنكليزية أم مترجماً، إلا أن الأمر يزداد غموضاً مع البرنامج الأميركي"دانس"الذي يتسابق فيه هواة الرقص، ويصوت الجمهور الأميركي لمن يختاره من المتنافسين. الأكثر غموضاً وغرابة في الأمر هو"قدرة""أم. بي. سي. 4"على ملء وقفات تلك البرامج بالإعلانات. فمع كل وقفة تتالى الإعلانات التي لا يعرف المشاهد إذا كان حجمها يوازي حجم الإعلانات التي ملأت الوقفات تلك حين بثت البرامج على الشاشات الأميركية، فربما هي أقل وربما أكثر. هذا ما يعيد، مجدداً، السؤال عما إذا كانت الإعلانات على"أم. بي. سي."للمحطة أم للبرامج. ويتفرع من هذا السؤال أسئلة أخرى حول نسبة المشاهدة التي تحظى بها البرامج الأجنبية و"العولمية"مصنفات أجنبية مُنتجة محلياً. فهل هي حقاً مغرية لهذا الكم من الإعلانات، والجمهور العربي يتلقاها وقد تجاوز"هويتها"؟