بدأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد زيارة أمس الى فرنسا، هي الاولى لبلد أوروبي منذ تسلمه منصبه في كانون الثاني يناير الماضي، يبحث خلالها في تعزيز العلاقات كما يُوقع اثناءها بروتوكول تعديل الاتفاق الدفاعي، الذي وقعه البلدان العام 1993، وأهم بنود التعديل ان تتم عقود التسلح بين حكومتي البلدين، من دون وسطاء. وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليوماري، زارت الكويت في الرابع من الشهر الجاري وبحثت في ملف تعديل الاتفاق الدفاعي ومشروعين لتحديث مروحيات فرنسية الصنع تعمل في سلاح الجو الكويتي، ولإنشاء مركز للتدريب في الكويت. وكان لغط أثير في مجلس الأمة البرلمان الكويتي العام 1994 تناول صفقة زوارق للبحرية الكويتية أثر على أهم صفقات التسلح التي ابرمت بين البلدين بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي العام 1991، وعلى رغم مشاركة فرنسا المهمة في حرب التحرير الا ان نصيبها من عقود التسلح كانت محدودة مقارنة بتلك التي ابرمت مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وسيحضر الأمير في باريس احتفالاً خاصاً لمنظمة اليونسكو لتوزيع جوائز كان أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد خصصها للعاملين في مجال الاحتياجات الخاصة للمعاقين. وسيجري صباح الاحمد خلال الزيارة محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك تتناول التعاون التجاري والاستثمارات والتسلح وقضايا الشرق الأوسط. وتستمر زيارته الى باريس، التي يرافقه فيها وفد كبير يضم وزراء الداخلية والدفاع الشيخ جابر مبارك الأحمد الصباح والخارجية الشيخ محمد صباح السالم الصباح والمال بدر الحميدي اضافة الى رئيس جهاز الامن الوطني، حتى الرابع من الشهر المقبل. ويلتقي صباح الأحمد اليوم الخميس شيراك الى مأدبة غداء يقيمها على شرفه في قصر الاليزيه، ويجري معه محادثات تشمل الاوضاع في لبنان وفلسطين والعراق. ومن المقرر أن يزور الامير، في مقر اقامته، رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دوفيلبان ووزراء الخارجية فيليب دوست بلازي والداخلية نيكولا ساركوزي والدفاع ميشال اليوماري، وكان استقبله لدى وصوله الى باريس وزير الاقتصاد والمال تييري بروتون وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية وعميد السلك الديبلوماسي ورؤساء البعثات الديبلوماسية العربية المعتمدة في فرنسا. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان زيارة أمير الكويت هذه"امتداد للزيارات الوزارية الكويتية التي شهدتها فرنسا أخيراً، ولتلك التي قام بها رئيس الحكومة الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح في أيلول سبتمبر الماضي". وأضافت ان هذه الزيارات تشير الى طبيعة العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين، التي تشهد حالياً دفعة جديدة،"معززة بالحوار السياسي المنتظم القائم بينهما". وذكرت أن التبادل التجاري الفرنسي - الكويتي شهد زيادة كبيرة في السنوات الثلاث الماضية، فارتفع بنسبة 30 في المئة على مستواه السابق، خلال الشهور الستة الأولى من السنة. وتمكنت الكويتوباريس من تخطي الفتور في العلاقات بين البلدين ابان الغزو الاميركي للعراق العام 2003 الذي عارضته فرنسا بينما شكلت اراضي الكويت منطلقا له. وعلى المستوى الثنائي، يتوقع ان تتمحور محادثات الامير حول تعزيز العلاقات التجارية علما ان فرنسا تسعى الى خفض العجز الكبير في ميزانها التجاري مع الكويت عبر اجتذاب مزيد من رؤوس المال العامة والخاصة الكويتية اضافة الى ابرام عقود جديدة مع هذا البلد. وتسعى الكويت، التي زادت موجوداتها الى 166 بليون دولار بفضل ارتفاع اسعار النفط، الى تنويع استثماراتها في الخارج. ويُعتقد ان المحادثات الكويتية الفرنسية ستطرق الى العرض الذي قدمته مجموعة"اي ايه دي اس"الاوروبية، التي تملك شركة"ايرباص"لصناعة الطائرات، الى صناديق استثمارية في الخليج من اجل شراء حصص في"ايرباص"التي تواجه صعوبات.