لم تقتصر أضرر إعصار"كاترينا"على أسعار وإمدادات النفط، إذ بدأت نتائجه تنعكس على قطاعات عدّة أخرى حيوية أيضاً منها الزراعة والمعادن والشحن والسياحة. قبل التطرق إلى هذه القطاعات، صدرت التوقعات نصف السنوية ل"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، التي تناولت اقتصادات مجموعة الدول الصناعية الكبرى الست. ولم تعدل المنظمة توقعاتها لنمو الاقتصاد الأميركي توقعت ان يصل إلى 3.6 في المئة في 2005، في حين خفضت توقعات النمو في بريطانيا من 2.4 في المئة إلى 1.9 في السنة الجارية، علماً ان توقعاتها لم تشمل تداعيات إعصار"كاترينا". لكن في معرض تعليقها على أسعار الفائدة لفتت المنظمة إلى ان"على الولاياتالمتحدة ان تحد من رفع سعر الفائدة تحسباً لمضاعفات كاترينا". ومن ناحية أخرى، ذكر وزير الخزانة الأميركي جون سنو ان"ارتفاع أسعار النفط والدمار اللاحق بنشاط الشركات قد يبطئ النمو الاقتصادي نحو 0.5 نقطة مئوية خلال السنة الجارية"، لكنه توقع ان"يؤدي الدفع الاقتصادي الذي سينتج عن ورشة إعادة إعمار المناطق المتضررة إلى رفع النمو في الناتج المحلي الإجمالي 0.5 نقطة مئوية في 2006". أما بالنسبة إلى القطاع المصرفي في المنطقة المنكوبة، فأشار سنو الى انه"ما زال سليماً على رغم من ان بعض المصارف قد تتضرر أكثر من غيرها". وأظهر استطلاع ان ثقة المستهلك الأميركي بالاقتصاد المحلي تراجعت إلى أدنى مستوى يسجل منذ أيار مايو الماضي. إذ ذكرت صحيفة واشنطن بوست ومحطة"إي بي سي نيوز"التلفزيونية ان ارتفاع أسعار الوقود إلى 3 دولار لليتر في بعض أنحاء الولاياتالمتحدة، جعل"مؤشر ارتياح المستهلك"يتراجع إلى 14- في الأسبوع الحالي من 12- في الأسبوع السابق، مضيفة ان نسبة المواطنين المتفائلين بالوضع الاقتصادي تراجعت من 37 في المئة إلى 34 في المئة، بفعل قلق معظمهم على محافظهم الفردية. الأضرار الزراعية وحركة الشحن البحري تعتبر الولايات المنكوبة لويزيانا وميسيسيبي وآلاباما مناطق زراعية رئيسة في الولاياتالمتحدة. كما يشكل مرفأ نيو أورليانز منفذاً رئيساً لتصدير الحبوب، لا سيما انه ينقل نحو 60 في المئة من الذرة والصويا والقمح الأميركي إلى أنحاء العالم. وأعلن مكتب وزير التجارة الأميركي ان"السفن بدأت تحميل البضاعة من مرفأ نيو أورليانز بعد التوقف عن العمل في الأسبوع الماضي". وذكر العضو في لجنة الزراعة في البيت الأبيض بوب غودلات ان الكونغرس في مرحلة دراسة جدوى تقديم تعويضات مالية للمزارعين مقابل ارتفاع أسعار الطاقة والخسائر المحتملة في صادرات الذرة والصويا. وتوقع"اتحاد مكتب الزراعة الأميركي"ان ينفق المزارعون الأميركيون 30 في المئة أكثر على الوقود والديزل والأسمدة"، مضيفاً ان"خسائر المزارعين من كاترينا قد تناهز 2 بليون دولار، وهي مرشحة للزيادة كلما تأخرت عمليات تصدير المحاصيل". وطمأنت وزارة الزراعة الأميركية إلى ان"الأثر على محاصيل الذرة والصويا والأرز والقطن سيكون طفيفاً كون إعصار كاترينا حاد عن المناطق الزراعية"، لافتة إلى ان"مرحلة الحصاد قد تتباطأ قليلاً، لكن المردود العام للمحاصيل لن يتأثر". أسعار المعادن والصلب توقع المحللون ان ترتفع أسعار المواد التي ستستخدم في إعادة إعمار المدن الأميركية المتضررة جراء ارتفاع الطلب عليها، لا سيما المعادن والصلب. إذ توقعوا ان يرتفع سعر الصلب نحو 20 في المئة في الأشهر القليلة المقبلة ليصل إلى 80 دولاراً للطن. في حين سجل النحاس سعراً قياسياً في الأسواق الثلثاء الماضي، إذ سجل سعر التسليم الفوري 1.768 دولار للأونصة في بورصة نيويورك للسلع و1.73 دولار للأونصة على العقود الآجلة لكانون الأول ديسمبر المقبل. وسجل سعر الزنك في بورصة لندن للمعادن أعلى سعر خلال 8 سنوات، بعد إعلان البورصة عن توقف تسليم المعادن من مخازنها في نيو أورليانز"بسبب تعذر الوصول اليها". علماً ان نحو نصف الكمية المعروضة من الزنك في بورصة لندن للمعادن، أي نحو 250 ألف طن، مخزنة في نيو أورليانز. لكن وردت أمس بعض المعلومات المطمئنة بان حالة بعض المخزون ما زالت سليمة. ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز اللندنية ان القطاعات المرتبطة بالسياحة في لويزيانا ميسيسيبي وآلاباما تخسر حالياً نحو 50 مليون دولار يومياً إيرادات بسبب الإعصار، وأشارت جمعية صناعة السفر الأميركية ان نحو 260 ألف وظيفة في المنطقة تعتمد على السياحة، التي جلبت إيرادات في العام الماضي بلغت 18.3 بليون دولار.