الاجاص الاجاص فاكهة قديمة عرفها الانسان منذ القدم والدليل على ذلك بذوره التي وجدها العلماء في حفرياتهم الأثرية. واذا أخذنا بما قاله المؤرخ الروماني بلين، فإنه سجل 38 نوعاً مختلفاً من الاجاص، أما في أيامنا هذه، فإن أصنافه تجاوزت هذا الرقم بكثير. وعلى من يبحث عن فاكهة قريبة من التفاح، فإن ضالته يمكن أن يجدها في الاجاص الذي يتطابق قلباً وقالباً معه من حيث فوائده وخصائصه. يملك الاجاص خصائص مهمة تجعله يحتل مكانة مرموقة على الصعيد الصحي. فهو يخفض الكوليسترول في الدم ويحسن من قوة الذاكرة واليقظة ويحافظ على متانة العظام وصلابتها. وأهمية الاجاص تكمن في غناه بنوعين من الألياف: الألياف الذوابة والألياف غير الذوابة، والألياف الذوابة في الاجاص تتمثل في مادة البكتين التي تشكل بانحلالها مزيجاً هلامياً له أثره في مناهضة الاسهالات، عدا هذا فإن ألياف البكتين تستطيع الارتباط بالكوليسترول وهذا ما يسهل من أمر طرحه في البراز بدل امتصاصه وذهابه الى الدم. أما الألياف غير الذوابة للاجاص فإنها كما يدل اسمها لا تقدر على الانحلال في الماء ولكنها في المقابل تستطيع اقتناص كمية معتبرة من الماء في شباكها وهذا ما يجعلها فاعلة في تنشيط الأمعاء وحثها ومساعدتها على الخلاص من فضلاتها، وهذا يعني أن هذه الألياف مهمة جداً في محاربة الامساك الذي أصبح داء العصر نظراً الى تهافت الناس على أكل النواشف الفقيرة أو التي لا تحتوي اطلاقاً على الألياف الغذائية الضرورية والحيوية لكي تقوم الأمعاء بوظائفها على أفضل ما يرام. ان ألياف"الليجنين"هي الطاغية في الاجاص، وهي ألياف تعبر الأمعاء كعابر سبيل من دون أن تتمكن عناصر الهضم من النيل منها ولكنها تسهم في جر الكوليسترول معها حاملة اياه الى خارج الجسم. ينصح بالاجاص بقوة للمصابين بداء ارتفاع الكوليسترول في الدم، واذا عرفنا ان اجاصة واحدة تزود الشخص بما يعادل الأربعة غرامات من الألياف لأدركنا أهمية الاجاص على هذا الصعيد. أما عن فوائد الاجاص على صعيد العظام والذاكرة فهي ترجع الى احتوائه على عنصر كيماوي يسمى"بور"، وهذا العنصر كان يعتبر حتى وقت غير بعيد بلا أهمية تذكر على الصعيد الغذائي، الا ان الدراسات التي جعلته محوراً لها أفادت ان عنصر البور هو صديق مهم للجهاز العظمي. فقد لاحظ الباحثون ان النسوة اللواتي بلغن سن اليأس والمهددات أكثر من غيرهن للإصابة بمرض هشاشة العظام بإمكانهن أن يوقفن استيطان هذا المرض بامتصاص ما يكفي من ذلك العنصر الذي يلعب دوراً في الحد من تفتت أو ضياع الثروة العظمية المتمثلة بالكلس المهم جداً للحفاظ على عظام صلبة متينة قادرة على مواجهة عاديات الزمن. واذا كان معدن البور مهماً للعظام، فهو مفيد أيضاً للدماغ. فالتحريات التي أنجزت في هذا المجال جاءت لتؤكد هذه الفائدة، فعندما قام العلماء باجراء اختبارات شملت الذاكرة واليقظة والانتباه على مجموعة من الأشخاص، سجل البحاثة نتائج أفضل وأحسن عند أولئك الذين تناولوا ما يكفي من عنصر البور مقارنة مع آخرين تناولوا كميات أقل من المطلوب. وفي احدى الدراسات استطاع المشرفون عليها أن يحصلوا على تحسن في القدرات العقلية لدى الذين دُعِموا بجرعات اضافية من معدن البور. ورب سائل يقول: وكم يلزم الشخص من الاجاص لسد حاجته اليومية؟ اذا علمنا ان الاجاصة الواحدة تحتوي على 0.3 ميليغرام من البور، واذا عرفنا أيضاً ان الحاجة اليومية تقدر بحوالى ال3 ميليغرامات، فهذا يعني أن على الشخص أن يأكل ما يعادل العشر اجاصات يومياً. وبما ان هذا الشيء مستبعد فعلى الانسان أن يؤمن ما يلزمه من أغذية أخرى مثل الملفوف والقنبيط والخس والكرات والكرفس وغيرها من الخضروات الورقية الخضراء، أيضاً يوجد البور في البقوليات وفستق العبيد والأفوكاتو والخوخ والعنب. وفي نهاية المطاف لا يغيب عن البال أن نعرف الآتي عن الاجاص: - ان الاجاص غني بالماء، فهذا الأخير يشكل ما بين 83 و87 في المئة منه، ولهذا يعد مرطباً جيداً للجسم. - ان الاجاص يحتوي على 12 في المئة من وزنه سكاكر، ويأتي سكر الفركتوز في الطليعة. أيضاً الاجاص غني بسكر آخر هو السوربيتول الذي لا يتحلل باللعاب، ولهذا فلا يشجع على الاصابة بنخر الأسنان. - من ناحية الفيتامينات، فإن الاجاص يحتوي على الفيتامين ث بكمية ضئيلة نسبة الى الفواكه الأخرى، ولكن هناك فيتامينات أخرى موجودة فيه مثل حامض الفوليك وبيتا كاروتين والفيتامين E. - يحتوي الاجاص على أحماض عضوية تقل مع اكتمال عملية النضج.