واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفها المدفعي في نطاق المنطقة الامنية العازلة التي دشنتها مساء اول من امس في شمال قطاع غزة، في منطقة تضم اجزاء من اراضي بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، في عملية اطلقت عليها اسم"سماء زرقاء". وقالت وزارة الداخلية والامن الوطني الفلسطينية ان اكثر من 40 قذيفة مدفعية سقطت بالقرب من مقرات قوات الامن الوطني الفلسطينية في المنطقة، فضلا عن قصف المناطق التي يوجد فيها مدنيون فلسطينيون، ما ادى الى اصابة فتى في الرابعة عشرة من عمره. كما اطلقت الطائرات الحربية الاسرائيلية عدداً من الصواريخ على مناطق خالية يعتقد ان مقاومين فلسطينيين يطلقون منها صواريخ في اتجاه اهداف اسرائيلية خارج حدود القطاع. وقالت الوزارة ان سلطات الاحتلال تمارس جرائم"تنفيذاً لما تسميه عملية السماء الزرقاء، التي تهدف من خلالها الى اعادة احتلال جزء من قطاع غزة تبلغ مساحته 16 كيلومتراً مربعاً". وحذرت الوزارة الحكومة الاسرائيلية"من تداعيات هذا العدوان العنصري السافر، خصوصاً ما يتعلق بحياة المواطنين المتشبثين بأرضهم". كما حذرت من المساس بقوات الامن الفلسطينية المنتشرة في المنطقة، والتي اكدت عدم مغادرتها مواقعها بناءً على تعليمات القيادة. واكدت الوزارة رفضها اقامة هذه المنطقة، مشيرةً الى ان قوات الامن الوطني الفلسطيني رفضت اجراء أي تنسيق مع قوات الاحتلال في هذا الخصوص. ونفى الناطق الرسمي باسم الوزارة توفيق أبو خوصة ل"الحياة"ان تكون السلطة الفلسطينية تسلمت خرائط للمنطقة العازلة من اسرائيل أثناء الاجتماع الذي عقد مساء أول من امس بين الطرفين عند حاجز"ايرز"شمال القطاع. وكانت دبابات الاحتلال شرعت في اطلاق عشرات قذائف المدفعية في اتجاه اهداف مختلفة في المنطقة العازلة شمال القطاع، التي حددتها بموجب خريطة ارفقتها مع تحذير مكتوب باللغة العربية اسقطته طائرات اسرائيلية في سماء المنطقة ظهر أول من امس. واظهرت صور تلفزيونية ان جنود الاحتلال وضعوا امامهم عشرات قذائف المدفعية، واخذوا يلقمون المدافع بها ويطلقونها في اتجاه القطاع. وبدت الشوارع الموجودة في بعض انحاء المنطقة العازلة خاليةً تماماً من المارة، في حين رفض المواطنون مغادرة منازلهم بعد تحذيرات قوات الاحتلال لهم وتهديدها بخطر حقيقي سيلحق بهم في حال لم يرحلوا. وبررت اسرائيل الهدف من اقامة المنطقة بأنه لمنع اطلاق الصواريخ الفلسطينية على بلدة"سديروت"داخل الخط الاخضر شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع ومدينة"اشكلون"المجدل/ عسقلان شمال حاجز"ايرز". ومع ذلك، واصلت فصائل المقاومة اطلاق هذه الصواريخ والتلويح بعمليات فدائية في العمق الاسرائيلي. وهددت"سرايا القدس"، الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي"بتنفيذ عمليات استشهادية في قلب اسرائيل. وقالت كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكرية لحركة"فتح"ان ثلاثة من كوادرها نجوا من محاولة اغتيال مساء اول من امس اثناء محاولتهم اطلاق صواريخ في اتجاه بلدة"نتيف هعسراه"عندما أطلقت الدبابات الاسرائيلية قذيفة مدفعية في اتجاههم، لكنها لم تصبهم بأي اذى حسب ما جاء في بيان امس. اسرائيل تواصل هجماتها في غزة ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر أمنية اسرائيلية قولها ان عملية"سماء زرقاء"التي يواصل الجيش الاسرائيلي القيام بها شمال قطاع غزة، ليست محددة بوقت وانها ستتواصل"طالما استمر اطلاق قذائف الهاون والقسام"على بلدات اسرائيلية مدنية وأن"المنطقة العازلة"التي أقامها الجيش ليست مأهولة بالسكان ولا تستخدم للزراعة و"ان كان بعض الفلسطينيين يقيم على مشارفها". من جهته، قال قائد الجيش الجنرال دان حالوتس انه يستبعد أن ينفذ الجيش عملية برية في عمق القطاع معترفاً بأن العملية العسكرية الحالية على القطاع لن تحقق حلاً كاملاً لمشكلة اطلاق قذائف"القسام"لكنها تقلص حجمها. وكان قائد عسكري كبير قال لصحيفة"هآرتس"كلاماً مماثلاً جاء فيه:"اننا لا نوهم أنفسنا بأن سلسلة الخطوات العسكرية الحالية ستحل المشكلة جذرياً والخيارات الأخرى المتاحة تنطوي على إشكالات". وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة رعنان غيسين ان عملية"سماء زرقاء"تأتي بهدف"خلق أفق جديد للفلسطينيين وليدركوا انه اذا استمر القصف ستكون مستحيلة اقامة دولة فلسطينية". وأضاف ان الرسالة التي تحملها العملية العسكرية الحالية تقول للمدنيين الفلسطينيين ان"عليهم أن يبعدوا الارهابيين ومطلقي الهاون والقسام الذين يجلبون الدمار عليهم والمعاناة". ودعا رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية النائب يوفال شطاينتس الحكومة الى اتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على تنظيمات الارهاب لأن السلطة لا تحرك ساكناً ضدها"، متوقعاً الفشل للعملية العسكرية الحالية"التي قد تحول دون اطلاق القسام على عسقلان لكنها لن تمنع اطلاقها على بلدات اسرائيلية أخرى". واقترح شطاينتس قطع التيار الكهربائي عن المناطق التي تطلق منها القذائف. من جهته، رأى وزير الدفاع السابق العمالي بنيامين بن اليعيزر، ان جيش الاحتلال استنفد كل الوسائل العسكرية قبل انسحابه من القطاع"ولم تجد نفعاً"معلناً تأييده القيام بعمليات"انتقائية"ضد مطلقي القذائف"لكن الويل لنا إذا عاقبنا المدنيين العزّل".