في الوقت الذي واصلت أسهم الشركات الألمانية الرئيسة في بورصة فرانكفورت ارتفاعها العمودي، خلال الأيام القليلة الماضية متهيئة لاختراق الحاجز النفسي المتمثل بپ5000 نقطة، ذكر مكتب الاحصاء الاتحادي وخبراء الاقتصاد انهم يتوقعون انتعاشاً ملموساً في الاقتصاد الألماني خلال النصف الثاني من العام الحالي ينتشله من مرحلة الركود المستمرة منذ سنوات عدة. وأعلن وزير الاقتصاد والعمل الألماني فولفغانغ كليمنت أمس أنه ينتظر نمواً اقتصادياً قوياً في الأشهر المقبلة على رغم عدم تسجيل الربع الثاني من العام الحالي أي نمو يذكر على عكس نسبة النمو العالية والمفاجئة التي سجلت خلال الربع الأول وبلغت 0.8 في المئة. وقال انه"بعد نتيجة الربع الأول الممتازة بقي إجمالي الناتج القومي في الربع الثاني من دون تغيير كما كان متوقعاً سلفاً، لكن كل المؤشرات تدل على أن الانتعاش الاقتصادي سيتسارع في النصف الثاني من العام الحالي". وهذا ما أكده أيضاً الخبير الاقتصادي اندرياس ريس الذي توقع أن ينمو الاقتصاد الألماني في الربع الثالث بنسبة 0.5 في المئة، وأن يرتفع الاستهلاك الداخلي أيضاً. ورأى الوزير كليمنت أن التطورات الاقتصادية الحاصلة"تؤكد بوضوح توقعات الحكومة بأن النمو المنتظر لكامل العام 2005 سيبلغ نحو واحد في المئة". وعزا مكتب الاحصاء الاتحادي سبب عدم تسجيل نمو في الربع الثاني الى الزياة الكبيرة الحاصلة في الواردات الألمانية التي أبطلت هذه المرة مفعول الصادرات الايجابي. وعلى رغم التوقعات المتفائلة، حذر خبراء الاقتصاد الألمان من أن استمرار ارتفاع اسعار النفط في العالم يهدد بزيادة الأسعار والتضخم المالي. وذكر مكتب الاحصاء الاتحادي أمس أن تكاليف المعيشة ارتفعت في شهر تموز يوليو الفائت بنسبة 0.5 في المئة عن الشهر الذي سبقه، الأمر الذي رفع نسبة التضخم في المانيا هذا العام من 1.8 الى 2 في المئة. واعتبر مكتب الاحصاء انه لولا ارتفاع أسعار النفط لبقي التضخم في حدود 1.2 في المئة. وتمكن مؤشر"داكس"لأسهم الشركات الألمانية الثلاثين الأهم في البلاد من تسجيل 4990 نقطة مساء الأربعاء، وهو أعلى مستوى له منذ شهر أيار مايو عام 2002، بزيادة بلغت 1.7 في المئة دفعة واحدة. وفاجأ التطور هذا العاملين في القطاع على رغم القفزة التي حققها المؤشر يوم الثلثاء أيضاً. وفسر خبراء البورصة أسباب الارتفاع الكبير لقيمة الأسهم الألمانية بالاعلان عن اجراء انتخابات مبكرة في البلاد أواسط الشهر المقبل كما بسبب الأرباح غير المتوقعة التي كشف عنها عدد من كبريات الشركات في البلاد مثل"اليانس"وپ"لوفتهانزا"و"باير"وپ"ايون". ومنذ مطلع العام الحالي ارتفعت قيمة أسهم مؤشر"داكس"بنسبة 17 في المئة، منها 14 في المئة منذ الاعلان أواخر شهر أيار الماضي عن انتخابات مبكرة. وحتى الواحدة بعد ظهر أمس سجل"داكس"4946 نقطة متراجعاً عن اقفال الأربعاء الماضي بپ44 نقطة، على رغم انه وصل مباشرة بعد فتح السوق صباحاً الى 4970 نقطة. وعزا المحللون الماليون سبب التراجع الى مجموعة من التطورات السلبية الداخلية والخارجية مثل عدم تسجيل نمو اقتصادي في البلاد في الربع الثاني، وضعف المعطيات الأميركية الاقتصادية الأخيرة، والارتفاع الجديد في أسعار النفط، فيما عزوا تراجعه امس الجمعة الى عمليات تصفية ارباح من قبل المستثمرين وشركات الأسهم قبل نهاية الأسبوع. لكن الخبير في البورصة فيديل هلمر أعرب عن تفاؤله، قائلاً ان الكثير من المستثمرين الماليين"يريدون بالتأكيد تحطيم رقم الپ5000 نقطة". وقال خبير مالي في مصرف اجنبي كبير في فرانكفورت لم يشأ الافصاح عن اسمه:"سوف نشهد رقم 5000 نقطة، لكن ربما لن يحدث الأمر اليوم امس.