مقتل جندي أميركي وأربعة جنود عراقيين في هجمات متفرقة . العثور على 18 جثة لعمال استدرجوا للعمل مع الاميركيين في الموصل ومقتل قائد شرطة مدينة الصدر واغتيال مسؤول في الحزب الشيوعي

عثر على 18 جثة لعمال بناء استدرجوا للعمل مع القوات الاميركية في الموصل، واغتال مسلحون مجهولون قائد شرطة مدينة الصدر ومسؤولاً في الحزب الشيوعي. وقتل جندي اميركي واربعة جنود عراقيين وثلاثة مدنيين في حوادث متفرقة في الشمال. وقتل عبدالكريم محمد، قائد"قوات محمد"، في الفلوجة أمس.
قتل مسلحون مجهولون 18 من عمال البناء بعدما استدرجوهم الى مدينة الموصل في محافظة نينوى بحجة العمل في احدى القواعد الاميركية لقاء أجور مرتفعة.
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن"مجهولين استدرجوا هؤلاء العمال ال 18 في الثامن من كانون الاول ديسمبر الماضي من منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد الى الموصل 370 كلم شمال بغداد بحجة وجود عمل ينتظرهم في احدى القواعد الاميركية في المدينة بأجور سخية". واضاف:"عثر على هؤلاء العمال الاربعاء مقتولين ونقلت جثثهم من مدينة الموصل الى مستشفى الكاظمية في بغداد".
ولم يتمكن المصدر من تحديد الجهة التي استدرجتهم الى مدينة الموصل ثم تصفيتهم، وقال:"كل ما نعرفه في الوقت الحاضر هو هذه المعلومات الاولية عن الحادث".
وحي الكاظمية، الواقع شمال بغداد ويضم ضريح الامام موسى الكاظم، من المناطق الفقيرة والمكتظة بالسكان والتي تقطنها غالبية شيعية.
وفي دائرة الطب العدلي التي تقع في منطقة باب المعظم شمال بغداد تجمع العشرات من ذوي القتلى امام الباب بانتظار استلام جثث أقاربهم. واوضح هؤلاء ان القتلى جاؤوا من قرية البيضة في منطقة الرفاعي التابعة لمحافظة ذي قار 375 كلم جنوب بغداد، لكنهم اشاروا الى وجود سائقين آخرين من مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية لم تنقل جثتاهما.
وأكد مصدر طبي طلب عدم الكشف عن هويته ان"الضحايا ال18، الذين تتراوح اعمارهم بين 16 و42 عاماً، قتلوا جميعاً برصاصة في الرأس". وأوضح ذوو القتلى ان عدد هؤلاء عشرون شخصاً وليس 18، لان هناك جثتين لم يتمكنوا من احضارها للسائقين اللذين اوصلوهما وكانتا في مكان بعيد عن الجثث الاخرى.
وروى نعيم حسين فرحان الخفاجي، الذي فقد احد اشقائه ان"مقاولاً يدعى عواد محسن عودة الركابي استأجر هؤلاء العمال في الثامن من الشهر الماضي في منطقة الكاظمية عندما كانوا ينتظرون في احدى الساحات الحصول على فرصة عمل". وأوضح ان"هذه المعلومات حصلنا عليها من عمال آخرين كانوا ينتظرون في الساحة ورفضوا الذهاب الى محافظة نينوى لانه مكان بعيد وفضلوا البقاء في بغداد على رغم العرض المغري الذي قدمه لهم هذا المقاول". وتابع الخفاجي، الذي قدم مع عدد كبير من سكان القرية لاستلام الجثث، ان"المقاول لم يذهب مع العمال لكنه اعطاهم عنواناً طلب منهم التوجه اليه مباشرة". واضاف:"بعد ذهابهم الى محافظة نينوى انقطعت الاخبار ولم يتصل احد منهم بعائلته منذ ذلك التاريخ، مما حدا بأسرهم الى التوجه من الناصرية الى بغداد بحثاً عنهم". واوضح:"قبل توجهنا الى محافظة نينوى، ولأننا نعرف الوضع الامني المتردي هناك، طلبنا المساعدة عبر مراجعة كل دوائر الدولة في بغداد. وقابلنا وزير الداخلية فلاح النقيب شخصياً وطلبنا منه ارسال قوة لمساعدتنا". واضاف:"بعد ثلاثة ايام من المساعي الحثيثة للحصول على مساعدة قررت الاسر التوجه الى مدينة الموصل بحثاً عن ذويها في المستشفيات ومراكز الشرطة". وأكد ان"معلومات وصلت الينا تفيد بأن سكان احدى القرى، التي يطلق عليها السحاجي قرب قرية الرواشد بين مدينتي تلعفر والموصل شمال العراق عثروا على عشرين جثة قرب قريتهم". واوضح انهم"توجهوا الى هذه القرية وبمساعدة اهلها الطيبين تمكنا من نقل الجثث ليلا وبطريقة سرية على شاحنة صغيرة".
مقتل قائد شرطة مدينة الصدر
الى ذلك، قتل مسلحون مجهولون أمس قائد شرطة مدينة الصدر العميد عبدالكريم في غرب بغداد. وقال مصدر في الشرطة طلب عدم الكشف عن هويته ان"مسلحين مجهولين اغتالوا العميد عبدالكريم بأسلحة رشاشة عندما كان يستقل سيارته في منطقة الكمالية غرب بغداد".
من جهة اخرى، أكد المصدر ان"مسلحين مجهولين قتلوا مساء الاربعاء عباس جبر، المفوض في شرطة منطقة الدورة"جنوب بغداد.
وأفاد مصدر آخر في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته ان مجهولين قتلوا مسؤولاً في الحزب الشيوعي العراقي خنقاً بسلك كهربائي في منزله في بغداد. وأضاف انه"عثر على هادي صالح، الذي يعمل مسؤول العلاقات الخارجية في نقابات العمال ويحمل بالاضافة الى جنسيته العراقية جنسية سويدية، مقتولاً خنقاً بسلك كهرباء وهو معصوب العينين".
واتهم الحزب الشيوعي العراقي الذي يتزعمه حميد مجيد موسى"الارهابيين من اعداء الشعب وانصار النظام الديكتاتوري المخلوع"بالوقوف وراء هذا العمل. وهذا ثاني مسؤول في الحزب الشيوعي العراقي يقتل على يد مسلحين مجهولين في غضون عشرة ايام بعد مقتل سعدي عبدالجبار البياتي في 28 كانون الاول ديسمبر الماضي على يد مجهولين بعد يوم من خطفه في جنوب بغداد.
إلى ذلك، قتل اربعة جنود وثلاثة مدنيين عراقيين في هجمات متفرقة أمس شمال بغداد. وقال المقدم محمود محمد من شرطة سامراء"قتل جنديان واصيب ستة آخرون بينهم اربعة جنود ومدنيان بجروح خلال اشتباكات عنيفة حدثت صباح أمس في حي المعتصم وسط مدينة سامراء 120 كلم شمال بغداد بين عناصر من الجيش العراقي ومسلحين مجهولين".
من جانب آخر، أكد الرائد أمجد سعد من الجيش العراقي"مقتل جنديين آخرين واصابة ثلاثة آخرين بجروح في اشتباكات مع مسلحين مجهولين بالقرب من منطقة الضلوعية 70 كلم شمال بغداد".
ومن جهة اخرى، أكد المقدم حسن صلاح من شرطة مدينة بيجي 200 كلم شمال بغداد"مقتل ثلاثة مدنيين وجرح اربعة اخرين بانفجار عبوة ناسفة كانت تستهدفت دورية عسكرية اميركية في منطقة الحجاج 6 كلم شمال بيجي وان الضحايا كانوا على متن سيارة".
مقتل جندي اميركي في الانبار
وأعلن الجيش الاميركي في بيان أمس"مقتل احد جنود مشاة البحرية الاميركية المارينز اثناء مشاركته في عملية لإعادة الاستقرار والامن في محافظة الانبار"غرب العراق.
وكان الجيش الاميركي ذكر في بيان آخر أمس ان انفجار سيارة مفخخة في مدينة الموصل الاربعاء الماضي قاد الى اعتقال اكثر من ثلاثين"ارهابياً". وأضاف ان عناصر من قوات الحرس الوطني العراقي بالتعاون مع جنود من القوات متعددة الجنسية قاموا بحملة بحث بعد انفجار سيارة مفخخة عند حاجز تفتيش تابع للحرس الوطني، وأوقفوا"المسؤولين عن الاعتداء". واضاف البيان انه"بعد وقوع الحادث تعقبت قوة من القوات متعددة الجنسية سيارة غادرت مكان الهجوم، واوقفت 13 مشتبهاً به".
وأوقفت عناصر من قوات الحرس الوطني العراقي 23 مشتبهاً به الى جانب آخر حاول الهرب بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية في حي الصناعة شرق الموصل.
من جهة اخرى، اعلنت قوات مشاة البحرية الاميركية انها اعتقلت تسعة مشتبه بهم في محافظة الانبار منهم ستة في منطقة القائم على الحدود العراقية - السورية.
وفي عمّان، نفى احد اقارب السائقين الاردنيين الثلاثة الذين عثر على جثثهم في الرمادي غرب بغداد ان يكونوا قد نقلوا وقوداً لقوات التحالف في العراق. وقال علي جاسم خالد ان السائقين الذين عثر عليهم قتلى الاربعاء"كانوا ينقلون حاويات بضاعة للعراق حملوها من ميناء العقبة الاردني وليس بنزين وقود كما نقل عنهم". واضاف ان السائقين، وهم من منطقة المفرق شمال الاردن"مضى على نقلهم هذه البضاعة الى شركة في العراق 15 يوماً ولم يعثر لهم على اثر منذ ذلك الحين"، نافياً ان يكونوا قد نقلوا هذه البضائع الى قوات التحالف هناك.
وكان عثر على جثث السائقين وهي تحمل آثار رصاص في الرأس في منطقة الصوفية وسط الرمادي 001 كلم غرب بغداد. ووضعت على الجثث ورقة كتب عليها ان القتلى"سائقون اردنيون كانوا ينقلون بضائع للجيش الاميركي"، وعرف انهم"ناصر حميد سليمان وخليفة زيبان ومحسن علي خالد".
من جهته، أكد المسؤول الاقليمي لنقابة اصحاب الشاحنات في الشمال عبدالرحيم الجمال ان"السائقين الثلاثة كانوا يقودون صهاريج وقود لنقلها لقوات التحالف".
إلى ذلك، كشف وليد عمران محافظ بابل 100 كلم جنوب بغداد ل"الحياة"وجود خطة أمنية واسعة في المحافظة للحيلولة دون تسلل الجماعات المسلحة من شمال المدينة في اللطيفية والحصوة إلى مركز المدينة، موضحاً ان الخطة تشمل اغلاق منافذ المدينة التي تربطها مع بقية المحافظات، وتكثيف وجود قوات الشرطة والحرس الوطني عند نقاط التفتيش واتباع اجراءات صارمة في تفتيش السيارات الداخلة إلى بابل والخارجة منها. وأكد ان الاسابيع الماضية شهدت وقوع عدد من حوادث التفجيرات في عدد من الاقضية في المحافظة مثل المسيب والمحاويل إلى جانب ضبط عدد من السيارات المفخخة التي تم ادخالها إلى مركز المدينة تمهيداً لتفجيرها في المواقع الحكومية.
وأشار إلى العثور على مخابئ للاسلحة في مناطق متفرقة من المدينة وضبط عدد من السيارات المفخخة من قبل قوات الشرطة واعتقال سائقيها من العناصر الارهابية قبل تنفيذهم عمليات التفجير وتوقع ارتفاع نسبة عمليات التفجير في المدينة بسبب نقل العناصر المسلحة لنشاطها من الاطراف إلى داخل المدينة في محاولة لتفجير الاوضاع الامنية فيها.
وشكا من عدم توافر الاجهزة اللازمة لدى الأجهزة المسؤولة للكشف عن السيارات المفخخة ما يسهل دخول العديد منها عن طريق قضائي الحصوة والمحاويل.
إلى ذلك أعلن"مجلس شورى المجاهدين بالفلوجة"في بيان نشر على الانترنت أمس"استشهاد الشيخ عبدالكريم محمد، قائد قوات محمد رسول الله السلفية، في معارك صباح الخميس في حي الشهداء في الفلوجة"، موضحاً ان عبدالكريم قتل"اثر قصف قوات الاحتلال الأميركية منصة إطلاق الصواريخ التي كانت مجموعته تقصف بها قوات الاحتلال في الأحياء الشمالية من المدينة". وأضاف ان"الشيخ عبدالكريم ابن الستين عاماً هو أحد علماء الفلوجة المشهورين بالصلاح ... استشهد ابنه الأكبر قبل 3 أسابيع في معارك الفلوجة القديمة".