سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتمى زعيم "القاعدة" ببقالة في محطة وقود وبادر بإطلاق النار ... لكن رجال الأمن كانوا أكثر دقة في التصويب . سيارة مفخخة أم شبكة الانترنت أوقعت المقرن ورفاقه في الفخ ؟
خففت الضربة الموجعة التي سددتها قوات الأمن السعودية إلى الارهابيين بقتل قائدهم عبد العزيز المقرن وثلاثة من خليته، حزن السعوديين الشديد على "نحر" الرهينة الأميركي بول مارشال جونسون، على رغم استغاثة عائلته وإجارة أصدقائه، وتحريم العلماء في المملكة هدر دمه. وانشغل المواطنون في تبادل الروايات عن المعركة التي عززت الثقة بالأجهزة الأمنية وبقدرتها على التعامل مع المجموعات الإرهابية. تقول رواية أمنية أن العملية بدأت بعد تلقي السلطات بلاغاً عن تحرك ثلاثة سيارات من احدى الاستراحات في حي المونسية. فتحركت دوريات إثر السيارات عبر شوارع الرياض، الى ان توقفت في محطة لبيع الوقود في الجهة الجنوبية من حي الملز حيث طلب رجال الامن من الركاب تسليم انفسهم، الا ان احدهم كان ترجل من السيارة قبل ذلك بثوان لشراء بعض الحاجات من البقالة، فبادر باطلاق النار على رجال الامن الذين ضربوا طوقاً محكماً على المحطة وردوا عليه بالمثل فقتل اربعة من المطلوبين وأحد رجال الامن واصيب اثنان من زملائه اصابات طفيفة. واعتقل 12 من المشتبه بهم. وقالت مصادر ل"الحياة" ان بين المعتقلين في "عملية الملز"، ارهابي ضالع في الهجوم على المدمرة الاميركية "كول" في مدينة عدن في تشرين الاول اكتوبر 2000. وذهبت رواية ثانية الى ان رجال الأمن رصدوا سيارة من نوع "نيسان باترول" خضراء مجهزة للتفجير، فأحكموا الرقابة عليها وعلى المنطقة المحيطة بها، وفور وصول الارهابيين في سيارة من نوع "جي ام سي" شعروا بأنهم محاصرون فترجلوا منها بعدما اوقفوها امام المحطة، وراحوا يطلقون النار، فلجأ عمال المحطة وزبائن فيها الى الحفر التي يتم فيها تغيير زيت السيارات. وقال احد عمال المحطة ل"الحياة" انه بقي مع زملائه واثنين من السعوديين داخل الحفر نحو نصف ساعة هي الوقت الذي استغرقته المعركة. وأضاف العامل، وهو من الجنسية الهندية، أن المقرن دخل إلى البقالة وبدأ باطلاق النار وان احد رجال الأمن تمكن منه أمام الباب، وان اثنين من الإرهابيين حاولا عبور الشارع بعدما أصيبا إلا أن رجال الأمن تمكنوا منهما وسط الشارع. وفي روايات أخرى ان الشريط الذي بثه الارهابيون الثلثاء الماضي وتضمن مشاهد للرهينة الاميركي ساعد عبر استخدام شبكة الانترنت، في التحديد الدقيق لموقع الارهابيين. وتمكن خبراء فنيون في الشبكة من رصد الموقع، وتتبعوا أثر البيان الأخير الذي تضمن الاعلان عن ذبح الرهينة. ولوحظ أثار الرصاص في أبواب المحلات والجدران وغرف نوم العمال في الطبقة الثانية، وهي تدل إلى نشوب معركة طاحنة في مساحة صغيرة، وإلى مهارة رجال الأمن في التصويب وقدرتهم على التعامل مع الإرهابيين في مواقع مأهولة. وكان رجال الأمن الذين انتشروا في الموقع بعد مقتل الأربعة في حالة قصوى من التأهب، وأغلقوا كل المداخل المؤدية إلى الموقع، وطلبوا من مراسل "الحياة" وعدد من زملائه عندما حاولوا الوصول إلى الموقع برفع أيديهم وإلقاء أجهزة التصوير ارضاًَ بعدما صوبوا أسلحتهم نحوهم، وفور تثبتهم من الهويات طلبوا منهم مغادرة المكان نظراً إلى خطورة الوضع، ولوحظ أثناء جولة قامت بها "الحياة" في الموقع أن رجال الأمن المنتشرين بكثافة في الطرق الأساسية والفرعية كانوا يطلبون من المارة، وبعضهم من السكان الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم رفع أيديهم والوقوف في طوابير فيما الأسلحة مصوبة نحوهم.