اعتقال عشرات من أنصار الصدر في كركوك ومقتل 15 في النجف وكربلاء وتقني في قناة "الجزيرة". مقتدى الصدر يدعو أنصاره الى مواصلة المقاومة "إذا قتل"

دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر انصاره الى مواصلة مقاومتهم قوات الاحتلال حتى في حال موته، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة بين أنصار الصدر والقوات الاميركية أمس في النجف وكربلاء التي أسفرت عن مقتل 15 عراقياً بينهم فني يعمل لقناة "الجزيرة"، في كربلاء. واعتقلت القوات الاميركية عشرات من انصار الصدر في كركوك. وفي بعقوبة قتل اربعة من عناصر الأمن، ومدني في الموصل. كما قتل جنديان أميركيان.
وأعلن الجيش الأميركي اعتقال اربعة اشخاص في قضية قتل الاميركي نيكولاس بيرغ، فيما تسلم الصليب الاحمر الايطالي جثة رهينة ايطالي قتل الشهر الماضي.
دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في خطبة الجمعة من مسجد الكوفة انصاره الى مواصلة مقاومتهم قوات الاحتلال حتى في حال موته. وقال: "استمروا في المقاومة ولا تجعلوا من موتي او اعتقالي ذريعة لانهاء ما انتم عليه". وتمكن الصدر من الوصول، على عادته، الى مسجد الكوفة التي تبعد عشرة كيلومترات عن النجف على رغم الحواجز العسكرية الاميركية.
من ناحية اخرى طالب الصدر المرجعيات الدينية في النجف الاشرف بموقف موحد يستنكر الاعتداءات الاميركية على المدن المقدسة. وقال: "اوجه كلامي الى حوزة النجف. ألا يمكن ان يصدر موقف استنكار موحد منكم كما صدر في قم ايران". وشكر الصدر المتضامنين مع الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال "خصوصاً السيد حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله اللبناني.
في غضون ذلك جرت اشتباكات بين مسلحي الصدر والقوات الاميركية عند مدخل الكوفة، وكانت اصوات القذائف والاسلحة الرشاشة تسمع بوضوح خلال صلاة وخطبة الجمعة. وأكد حسام الحسيني احد مساعدي الصدر ان القذائف الاميركية "استهدفت بعد الصلاة مسجد الكوفة وسقطت في محيطه بعد مغادرة الزعيم الشيعي".
وفي النجف تجددت المواجهات العنيفة أمس بين أنصار الصدر والقوات الأميركية، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص واصابة 13 آخرين بجروح. وسمع دوي انفجارات قوية واطلاق نار كثيف بعد ظهر أمس في المدينة. وتركزت المواجهات في ساحة ثورة العشرين التي جرى تطويقها، ومقبرة النجف التي كانت مسرحاً للمعارك الخميس. وأكد الدكتور حيدر الموسوي في مستشفى النجف العام ان ستة عراقيين قتلوا وجرح تسعة آخرون. وأضاف ان مستشفى المدينة أرسل عدداً من الجرحى إلى المحافظات المجاورة لكثرة الجرحى وتفاقم الوضع الصحي بسبب عدم توفر بعض المستلزمات الطبية لمعالجة الاصابات الخطيرة.
إلى ذلك، أعلن مصدر في مكتب الصدر أن القوات الاميركية اعتقلت 25 شخصاً من سكان النجف لدى عودتهم من الكوفة بعد تأديتهم صلاة الجمعة.
واقفلت المحلات التجارية ابوابها، وتوجه عدد قليل من المصلين الى مرقد الامام علي للمشاركة في صلاة الجمعة التي غاب عنها امامها الشيخ صدر الدين القبانجي.
إلى ذلك، اتهمت سلطة "التحالف" في بيان أمس عناصر "جيش المهدي" التابع للصدر بالحاق الضرر في احد مساجد النجف بواسطة قذائف "آر بي جي" واسلحة خفيفة خلال هجوم على دورية للتحالف الخميس اوقع قتيلين في صفوف "جيش المهدي". واضاف البيان من دون تحديد المسجد بالاسم ان "قذائف معادية من الهاون اصابت المسجد. وقتلت قوات التحالف مسلحين اثناء فرارهما من المسجد". وكان الصدر وقوات "التحالف" تبادلا الاسبوع الماضي الاتهامات بالحاق الضرر بقبة مرقد الإمام علي في النجف.
كربلاء: مقتل 9 عراقيين
بينهم فني يعمل لقناة "الجزيرة"
وفي كربلاء قتل 9 عراقيين، بينهم تقني يعمل لقناة "الجزيرة"، وجرح 16 آخرون ليل الخميس - الجمعة خلال اشتباكات عنيفة في كربلاء بين أنصار الصدر وقوات "التحالف". وقال علي العرداوي مسؤول مستشفى طوارىء كربلاء وسط ان جثث تسعة مدنيين عراقيين نقلت الى المستشفى، بينها جثة حميد رشيد والي الذي يعمل في قناة "الجزيرة" الفضائية. واضاف ان عشرة عراقيين آخرين جرحوا في الاشتباكات نفسها ونقلوا الى المستشفى.
وكانت قناة "الجزيرة" ذكرت أولاً ان حميد رشيد والي مصور صحافي، موضحة انه "اصيب ليلاً برصاصة قناص بينما كان يقف قرب نافذة غرفته في أحد فنادق كربلاء"، من دون ان تحدد مصدر اطلاق النار.
وأكد مدير مكتب "الجزيرة" في بغداد سعد ابراهيم "كنا قد انتهينا حوالى الساعة 00.30 بالتوقيت المحلي 20.30 تغ الخميس من بث مباشر من على سطح الفندق عندما استهدف اطلاق نار فريقنا فأصيب حميد رشيد والي برصاصة في الرأس". واضاف ان والي "يعمل معنا منذ فترة طويلة وقد وصل منذ يومين فقط الى كربلاء ليحل محل أحد أعضاء الفريق السابق". وكان على سطح المبنى مصور وصحافي ايضاً.
وتركزت الاشتباكات في الاحياء المحيطة بمرقدي الامام الحسين والامام العباس. وانسحبت الدبابات والمدرعات الاميركية من المناطق المقدسة في كربلاء قبل صلاة الجمعة.
اعتقال أنصار للصدر في كركوك
وفي كركوك اعتقلت القوات الاميركية فجر أمس عشرات من انصار الصدر. واوضح المقدم عدنان صابر من الشرطة العراقية "ان قوة اميركية من 200 عسكري داهمت فجر الجمعة في آن واحد خمسة مكاتب لمقتدى الصدر في المدينة واعتقلت العشرات من انصاره نقلوا الى القاعدة العسكرية الاميركية في مطار كركوك". وقال: "صادروا الاسلحة الموجودة في المكتب الرئيسي وسط المدينة والمكاتب التي تقع في احياء الخضراء والواسطي وواحد حزيران والتسعين".
وأكد اسماعيل كريم، أحد مسؤولي المكتب الرئيسي للصدر في كركوك "ان القوات الاميركية اعتقلت 17 شخصاً من هذا المركز وحده وصادرت اقراصاً مدمجة". وأشار الى ان عناصر من الشرطة العراقية "تضع اقنعة" رافقت القوات الاميركية، موضحاً انهم "كانوا يتحدثون باللغة الكردية". وأكد الضابط في الجيش الاميركي الميجر وليام ساوثارد ان القوات الاميركية وقوات الامن العراقية اقتحمت مكتب الصدر في كركوك واعتقلت 15 من أنصاره وضبطت اسلحة وقنابل يدوية وبنادق. وأوضح ان العملية كانت تستهدف اعتقال عبد الفتاح الموسوي ممثل الصدر في كركوك الذي لم يكن موجوداً في المبنى.
وقال حسين علي، الموظف في مكتب الصدر في المدينة ان القوات الاميركية والشرطة العراقية اعتقلت عشرة من طلبة المعاهد الدينية والشيخ أنور الكنعاني الذي وصل الى كركوك من النجف قبل اسبوع لتعليم الطلبة.
تظاهرتان في كربلاء والناصرية
وانطلقت بعد صلاة الجمعة في كربلاء تظاهرة للاحتجاج على مظاهر التسلح في المدينة. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا بين مرقدي الامام الحسين والعباس وسط كربلاء لافتات كتب عليها "نعم نعم للسلام" و"كربلاء حمامة سلام فاتركوا السلاح" وهم يهتفون "كلا كلا لاراقة الدماء ونعم نعم للسلام".
وشارك في التظاهرة الشيخان أحمد الصافي وعبدالمهدي الكربلائي ممثلا آية الله علي السيستاني وأنصار المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم عضو مجلس الحكم الانتقالي. وقام عدد من المسلحين من "منظمة بدر" بحماية المتظاهرين.
وفي الناصرية اعتصم آلاف المصلين من مؤيدي آية الله السيستاني أمام جامع الإمام علي الهادي في وسط المدينة تضامناً مع دعوات المرجعيات الدينية في النجف مطالبين قوات "التحالف" والعناصر المسلحة بالانسحاب من المدن المقدسة. وحّمل المصلون ورجال الدين قوات "التحالف" المسؤولية عن انتهاك حرمة المقدسات.
مقتل اربعة من عناصر الأمن قرب بعقوبة
وفي بعقوبة قتل أربعة عناصر من قوات الدفاع المدني العراقي اثر اطلاق مجهولين النار على نقطة تفتيش. وأعلن الضابط عبدالكريم محمود حسون ان "مجهولين في ست سيارات هاجموا حاجزاً ثابتاً للتفتيش تابعاً للدفاع المدني". واضاف حسون، الذي كان من العناصر المتمركزة على الحاجز الذي يبعد 15 كلم عن بعقوبة، ان "اربعة من عناصر قوات الدفاع المدني قتلوا واصيب خامس بجروح". واوضح ان "ثلاث سيارات جاءت من كل جهة واطلق من فيها قذائف مضادة للدبابات آر بي جي وقنابل يدوية ونيران اسلحة رشاشة على الحاجز ثم لاذوا بالفرار".
من جهة اخرى، ذكر شهود ان مدنيين عراقيين جرحا امس في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور رتل اميركي في بعقوبة.
وفي الموصل قتل مدني عراقي واصيب ثلاثة بجروح بينهم شرطيان في انفجار عبوة ناسفة أمس.
وفي كركوك اصيب مدنيان عراقيان بجروح أمس جراء انفجار قذيفة هاون اطلقت على دورية اميركية لدى مرورها في وسط المدينة.
إلى ذلك، اعلن الجنرال الاميركي مارك كيميت ان قوات "التحالف" اعتقلت أربعة اشخاص لعلاقتهم بقطع رأس رجل الاعمال الاميركي نيكولاس بيرغ، مؤكداً ان اثنين منهم لا يزالان رهن الاعتقال. وقال كيميت في مؤتمر صحافي في بغداد: "قامت قوات التحالف بعملية مداهمة في بغداد للقبض على اربعة اشخاص يشتبه بضلوعهم في اغتيال نيكولاس بيرغ". واضاف ان "الاشخاص الاربعة احتجزوا وتم التحقيق معهم، واطلق اثنان منهم بينما لا يزال التحقيق جارياً مع اثنين آخرين".
على صعيد آخر، قتل جندي اميركي ومدنيان عراقيان في انفجار عبوة ناسفة في العراق أول من أمس. ورفضت ناطقة عسكرية اميركية تحديد مكان الحادث. وكان الجيش الاميركي أعلن في بيان أمس ان احد جنود مشاة البحرية الاميركية المارينز قتل في حادث سير في محافظة الانبار غرب العراق.
ومع هاتين الوفاتين، يرتفع الى 792 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا منذ اجتياح العراق في آذار مارس 2003.
إلى ذلك، سلمت جثة الرهينة الايطالي فابريتسيو كواتروكي الذي قتل في العراق منتصف نيسان ابريل أمس في بغداد الى رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العاصمة العراقية ماوريتسيو شيلي.