يعتقد البعض أن الموقف الأوروبي من إسرائيل يتحول تدريجياً لمصلحة العرب خصوصاً بعد الحادثة البشعة واغتيال مؤسس حماس الشيخ احمد ياسين، ولكن الأفعال الأوروبية لا تمنح العرب أي تفاؤل حتى في مجال الرياضة. وشهد اجتماع لجنة الدوري الأوروبي لكرة السلة في برشلونه أول من أمس دليلاً دامغاً على التعاطف والتأييد الأوروبي الكبيرين لإسرائيل، وقرر أعضاء اللجنة وبإجماع أصوات الأعضاء الخمسة - من أسبانيا وايطاليا واليونان وألمانيا وكرواتيا-الإبقاء على إقامة المربع الذهبي لنهائيات دوري أبطال أوروبا في تل أبيب من 29 نيسان ابريل الجاري إلى الاول من أيارمايو المقبل رغم المخاوف الأمنية الهائلة التي تحيط بالمدينة الإسرائيلية. وخرج الأسباني خوردي بورتيمبو سكرتير اللجنة بتصريحات للصحافيين بعد القرار "اسرة كرة السلة الأوربية لا تضع وزناً للسياسة ولا تهتم بالتحذيرات الأمنية وتثق في قدرة إسرائيل على حماية ضيوفها". واعتبر وزير خارجية إسرائيل سليفان شالوم القرار المناصر لبلاده "صفعة عنيفة على وجه الإرهاب الدولي وأن أي قرار أخر كان بمثابة جائزة للإرهابيين". الاتحاد الأوروبي لكرة السلة اتخذ موقفاً بالغ العنف ضد نادي بارميسا الأسباني بعد رفضه خوض مباراته ضد ماكابي تل أبيب مساء 25 اذار "مارس" الماضي في اسرائيل بسبب الحالة المتردية للأمن في اسرائيل ورفض الفريق الأسباني حينها السفر وطلب من الاتحاد الأوروبي نقل المباراة الى مكان خارج إسرائيل كما يفعل الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم. ولكن الاتحاد الأوروبي للسلة عاقب بارميسا باعتباره مهزوماً صفر-20 واوقع عليه غرامة مقدارها 5000 يورو، ودفع كل تكاليف سفر الحكام وتنظيم المباراة لنادي مكابي تل أبيب مع تعويضاته عن خسارته بسبب إلغاء المباراة وأعطى الاتحاد للفريق الأسباني مهلة عشرة أيام فقط للاحتجاج على القرار. وبادر سكرتير نادي بارميسيا فالنسيا لويس مونييز بالتأكيد على احترام ناديه للقرار والعقوبات رغم رفضه التام لمضمونها. وأشار الى ان إدارة النادي "لن تتردد في الاحتجاج لإلغاء القرار وإذا تمسك الاتحاد الأوروبي بقراره سيذهب النادي إلى القضاء العادي للحصول على حقوقه"، الهزيمة الاعتبارية لباميسا الأسباني تسببت في تراجعه إلى المركز الثالث في مجموعته خلف زالغيريش كاوناس الليتواني وماكابي الإسرائيلي ولكل منهما 7 نقاط مقابل 6 نقاط فقط للأسبان وقبل مرحلتين فقط من نهاية الدور ثمن النهائي. وكانت الضغوط الإسرائيلية على الاوروبيين في الأيام الخمسة الماضية للحيلولة دون نقل مباريات المربع الذهبي خارج تل أبيب قد وصلت إلى ذروتها، وعمد الإسرائيليون الى تنظيم مظاهرات حاشدة خارج السفارة الأسبانية في القدس وخارج القنصلية الأسبانية في تل أبيب احتجاجاً على انسحاب فريق بارميسيا فالنسيا، وأثمرت الضغوط والمظاهرات ايجاباً ورضخ الأوروبيون وبقيت النهائيات في تل أبيب.