سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإسلامي المغربي المتهم بتزعم جماعة مسلحة ينفي علاقته بالمتهمين بتفجير القطارات . الكربوزي ل"الحياة" : تفجيرات مدريد وراءها جهة ثالثة غير "ايتا" والإسلاميين
أكد محمد الكربوزي أبو عيسى، الإسلامي المغربي الذي تتهمه الرباط بقيادة جماعة إرهابية وهي تهمة ينفيها، ان لا علاقة له بأي من المتهمين في قضية تفجيرات مدريد. واعتبر ان "جهة ثالثة" غير منظمة "ايتا" الانفصالية والإسلاميين وراء هجمات 11 آذار مارس التي تُوصف بأنها "11 سبتمبر الإسباني". وأوردت وسائل إعلام عدة اسم الكربوزي الذي يعيش في بريطانيا منذ 1974 الاسبوع الماضي في إطار التحقيقات في تفجيرات مدريد، وقال بعضها انه مطارد وفر من منزله. لكن الإسلامي المغربي نفى ذلك في لقاء مع "الحياة" في لندن، ودعا من يملك أي دليل ضده ليبرزه. ونفى مجدداً علاقته بجماعة تدعى "الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية" المتهم بتأسيسها والمرتبطة ب"القاعدة". وتحدث عن لقاءات عقدها مع الاستخبارات المغربية بحضور ضباط من جهاز الأمن البريطاني أم آي 5. وشرح سبب زيارته لتركيا التي نشرت وسائل إعلام مغربية انه التقى خلالها في اسطنبول بعض مسؤولي تنظيم "القاعدة". وفي ما يأتي نص المقابلة: يُقال ان لك علاقة بما حصل في مدريد؟ - أرد على هذا الكلام بأن أي انسان أو دولة أو جهة تملك دليلاً على ذلك فلتقدمه. هناك عدالة ومحاكم. لا نعيش في غابة. نعيش في دول لديها قانون وأجهزة أمن. فمن عنده ولو شبهة فليقدمها ... يتصل بالحكومة، بشرطة سكوتلنديارد أو جهاز الأمن "أم آي 5". الأجهزة البريطانية تعرف كل شيء عني. تعرف هاتفي وهاتف محاميتي وكيف تتصل بي. لكن هذه حرب إعلامية وراءها الحكومة المغربية لتُظهر للناس انها تحارب الارهاب وتتقرب من الحكومات الغربية وأميركا. وما هو موقفك من تفجيرات مدريد؟ - أقول في تفجيرات مدريد ما قلته في تفجيرات الدار البيضاء في 16 أيار/ مايو 1993: هذا عمل لا يقبله أحد حتى من الإسلاميين. لا تجد أحداً منهم يبرر ما حصل. كيف يُقتل المسافرون في القطارات الذاهبون الى أعمالهم؟ ليست عندهم علاقة بشيء. هؤلاء الناس هم من وقف مع المعتقلين في غوانتانامو. هم من وقف حقيقة ضد الحرب في العراق. فكيف يمكن ان يقبل انسان ان يُقتل شخص منهم ذاهب الى عمله. لا يقبل ذلك لا عقل ولا منطق. والله لا أظن ان مسلماً يقوم بمثل هذا العمل. حتى الناس الذين اعتُقلوا لا أظنهم يقومون بهذا العمل. وماذا عن شريط "ابو دجانة الأفغاني" المغربي الذي يتبنّى التفجيرات؟ - الله أعلم، ولكن اعتقد ان تفجيرات مدريد وراءها جهة ثالثة غير "ايتا" وغير الاسلاميين. جهة تريد ضرب الاسلاميين في اوروبا. رأت ان الغالبية الاسلامية في إسبانيا من مغاربة فألصقوا التهمة بهم. وصار الجميع الآن يقول ان المغاربة وراء التفجيرات. حتى المتهمين في القضية بكوا في المحكمة وقالوا انهم ابرياء. وماذا عن بيانات "كتائب أبو حفص المصري"؟ - هؤلاء تبنوا قطع الكهرباء عن نيويورك وكندا وبريطانيا العام الماضي. اعتقد بأنهم أولاد صغار يعيشون وراء جهاز الكومبيوتر. استخبارات العالم تستطيع ان تحدد من أين تأتي تلك البيانات وهل هي صحيحة أم لا. وماذا عن علاقتك بالمعتقلين في مدريد وعلى رأسهم جمال زوغام؟ - لم أر أحداً منهم ولا أعرفه ولم التق أبداً به. ومن عنده دليل على علاقتي بأحد منهم فليبرزه. الحكومة هنا موجودة: سكوتلنديارد واستخبارات "أم آي 5". أنا لا اعرف أحداً من المعتقلين. حتى "أبو الدحداح" عماد الدين بركات يركس المتهم بأنه زعيم "خلية القاعدة" في اسبانيا الذي قيل انه زار بريطانيا 20 مرة، لم التقه ولا مرة واحدة. الاستخبارات البريطانية تعرف ذلك. "ام آي 5" تعرف كل شيء هنا. تعرف مع من التقى "ابو الدحداح". وماذا عن علاقتك بجمال زوغام؟ - لا أعرفه. لا علاقة لي به بتاتاًَ. فكيف تكون لي علاقة بشخص لا أعرفه. يقال ان الأمن الاسباني والمغربي يربط بينك وبينه وبين "ابو مصعب الزرقاوي". - كما قلت: من عنده دليل فليقدمه. لا يُعتد بكلام القيل والقال، كلام السوق. انا موجود لأرد على أي تهمة ضدي. الناس تعرفني. يقولون انني هارب؟ لست هارباً. لا تزال المعلومات المتوافرة من المغرب وغيره تشير الى قيادتك "الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية" ولقائك عناصرها في تركيا ومالطا وسورية وليبيا لسهولة دخولهم الى هناك من دون تأشيرة. - اعطني دليلاً على ما تقول. الاستخبارات المغربية قالت لي هذا الكلام في لقاءات حصلت معه في لندن بداية العام الماضي. قلت لها انني لا أنتمي الى أي جماعة. كلما عقد بعض الناس اجتماعاً يقولون انهم جماعة. في المغرب الآن أكثر من 60 جماعة، بحسب معلومات الحكومة المغربية. لا تنتمي الى "الجماعة المقاتلة"؟ - لا انتمي اليها ولا أعرفها. لا جماعة مغربية ولا غيرها. لكن القضاء المغربي دانك غيابياً في هذا الموضوع بالسجن 20 سنة؟ - يمكنني ان آتي بأوراق من القضاء المغربي تقول ان فلاناً وفلاناً لهم علاقة بي. وفي الأخير جاؤوا بهم الى المحكمة ونفوا ذلك. يعذبون الناس حتى يدلون باعترافات. لو كنت أنا في المغرب لكنت قلت أي شيء يُطلب مني ان اقوله. هناك مئات المعتقلين في المغرب الآن، بينما ليس هناك في اسبانيا سوى عشرة صاروا الآن 14. المغرب يريد ان يتقرب من الحكومات الغربية عبر موضوع مكافحة الارهاب. كل يوم هناك عشرات الاعتقالات. هذا ارهابي من "القاعدة" وهذا من "السلفية الجهادية" أو "السراط المستقيم". هل تريد ان تقول ان الحكومة المغربية تختلق كل هذه الأمور؟ - نعم. ليس فقط ضدي بل ضد كثيرين. يُقال انك حضرت اجتماعات مع إسلاميين في تركيا قبل تفجيرات الدار البيضاء؟ - كنت أذهب الى تركيا كي أتاجر في الملابس. هذا سبب ذهابي الى هناك. كذلك صهري يعيش هناك، وهو اتُهم بمثل ما اتُهمت. كنت أزوره في تركيا. في تلك الفترة كانون الثاني/ يناير 2003 جاءت الاستخبارات المغربية وطلبت التحدث معي. فجلست معهم باعتبار ان الاستخبارات البريطانية ام آي 5 كانت حاضرة. هذا اللقاء تم قبل ذهابي الى تركيا، ثم حصل اجتماع ثان وثالث. وقال لي كبير مسؤولي الاستخبارات المغربية في اللقاء الثالث: لماذا لا تعود الى المغرب .... فقلت: انني لا اثق بكم. فقال: نعطيك ضمانات بعدم المس بك. فقلت: إذا وثقت بك لا أثق بمن أعلى منك. فرد: الذي أعلى مني هو من أرسلني. فقلت: دعني أفكّر في الأمر. قال: كم تحتاج من وقت؟ ثلاثة أشهر؟ فقلت له: إن شاء الله. بدأت اللقاءات قبل الأضحى واعتقدت ان الأمور تحسنت. بعد اسابيع من اللقاء الأخير حصلت تفجيرات الدار البيضاء بدأ يُقال عني انني ذهبت الى اسطنبول للقاء مع "القاعدة" وتلقيت 40 مليون باوند. كل ذلك كذب. بدأوا يروّجون كلاماً عني. ولكن أين هو الدليل؟ الاستخبارات البريطانية تعرف كل شيء. ألم تحقق معك الشرطة البريطانية؟ - جاءت سكوتلنديارد الى بيتي بعد فترة من زيارتي تركيا وقبل أحداث الدار البيضاء. قالوا انهم يريدون تفتيش البيت. فتشوه ورأوا الملابس التي أتيت بها من تركيا. وذهبوا. ثم حصلت تفجيرات الدار البيضاء. ولكن لماذا دهمت الشرطة منزلك قبل التفجيرات؟ - قالوا انهم يريدون فحص جهاز الكومبيوتر في منزلك. لم يكن التحقيق في قضية إرهابية؟ - لم يكن له علاقة بالإرهاب. فحصوا الكومبيوتر وفتشوا البيت. ثم ذهبوا. لم يوجهوا لي أي تهمة. والآن بعد تفجيرات مدريد ألم تتصل بك الشرطة؟ - أبداً. لم يتصل بي أحد. الحكومة البريطانية تعرف رقم هاتف محاميتي. أي شيء يريدونه للاتصال بي متوافر عندهم. حتى انني سمعت كلاماً عن أنني فار وهارب من منزلي. لم تفر من المنزل؟ - ضحك... لن أجيب عن هذا السؤال. يكفي ان تسأل من يعرفني هل غادرت منزلي. أذهب كل يوم الى المدرسة لآخذ الأولاد اليها. إسأل ياسر السري الإسلامي المصري. يراني كل يوم آخذ الأولاد الى المدرسة. وأصلي الجمعة في المسجد. فكيف يُقال انني مختف. لماذا اختفي؟ ممن أختفي؟ من الحكومة؟ الحكومة تعرفني وتعرف كيف تصل لي. هل تبلغت رسمياً بالحكم عليك في المغرب؟ - لم أتبلغ شيئاً. كنت أسعى الى ان أُنصّب محامياً للدفاع عني لكنني فوجئت بصدور الحكم ضدي. هم ليس عندهم قانون. ما هي علاقتك بالشيخ أبو قتادة الفلسطيني؟ - كنت اصلي في المسجد عنده كما يصلي غيري. لكن لمدة سنة ونصف سنة قبل اعتقاله في 2002 لم أعد أصلي هناك. حصل شيء خلاف ولم أعد أذهب الى هناك. كنت أصلي فعلاً في "الفور فيذرث" لكنني انقطعت. تقول انك لم تلتق "أبو الدحداح". لكن هذا كان يأتي الى لندن ويلتقي "ابو قتادة" وانت تصلي عنده. - الاستخبارات البريطانية تعرف كل شيء. تعرف عند من كان يأتي الى هنا ومن كان يلتقي ... ابو الدحداح جاء الى لندن 20 مرة ولم التقه. رأيت فقط صورته في الصحف بعد اعتقاله. الحمد لله انني لم التقه فلو جلست معه لكان استُغل ذلك للقول انني متورط في هذا وذاك. هل كنت من تلاميذ الشيخ أبو قتادة؟ - يا ليتني كنت تلميذ الشيخ ابو قتادة. تلاميذه عندهم مستوى وثقافة جيدة. أما أنا فلا أرى في نفسي ذلك المستوى التعليمي. أي واحد كان يروح عند الشيخ "ابو قتادة" يقول انه تلميذه. لماذا؟ كي يقولون انه يؤيده في فتوى قتل النساء والأطفال في الجزائر. هناك كثير من العلماء نجلس معهم ونأخذ منهم. هل شاركت في الجهاد الافغاني؟ - لا لم أشارك. لكنك كنت في باكستان في تلك الفترة؟ - كنت أعمل في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، والحكومة البريطانية تعرف ذلك. كنت أجمع الملابس من "الاخوان المسلمين" في مقرهم في كيلبورن. كانوا يجمعون ملابس وتبرعات في المساجد وآخذها لهيئة الاغاثة الإسلامية في بيشاور في باكستان. لم تذهب من هناك الى افغانستان؟ - أبداً. لم تتدرب في معسكرات "القاعدة" - أي قاعدة؟ لا أعرف التدريب ومن عنده دليل على عكس ذلك فليأت به. كل ما يُقال عني أريد الدليل عليه. كلام الكذب لا اقبله.