سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علاوي اتصل بالأمير عبدالله والتقى وجهاء من السنة ... والقوات الأميركية تقبض على قريبين للدوري . معارضو الحرب يخسرون في شرم الشيخ والبيان يدعو لوقف الإرهاب ولا يشير للاحتلال
خلا البيان الختامي لقمة شرم الشيخ الذي اطلعت "الحياة" على نصه الانكليزي من أي إشارة إلى الاحتلال الأميركي أو تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية، ووصف مقاومة هذه القوات بأنها "إرهاب". ووافقت الدول المجاورة للعراق على النص من دون أي تعديل، ممهدة الطريق أمام الدول الأخرى للتوقيع عليه اليوم. أي أن الدول التي عارضت الحرب، وافقت على تحمل نتائجها وتبعاتها. وغادر وفد المعارضة العراقية المنتجع المصري إثر احتجاج وزير الخارجية هوشيار زيباري على وجوده وعلى استقبال رسميين عرب لأعضائه. راجع ص3 و4 وفيما وضعت الحكومة العراقية المؤتمرين أمام الأمر الواقع، محددة 30 كانون الثاني يناير المقبل موعداً لاجراء الانتخابات، اتصل رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي بولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ووضعه في صورة ما يجري. كما اجتمع مع عدد من الوجهاء السنّة، وأكد لهم فتح تحقيق في اقتحام مسجد أبي حنيفة في بغداد. في غضون ذلك، استمرت القوات الأميركية بتمشيط الفلوجة وشن عمليات في الموصل، واعتقلت 35 شخصاً في كركوك بينهم مقربان من نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق عزة إبراهيم الدوري. وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مساء أمس أن الدول المجاورة للعراق أقرت مشروع البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ من دون ادخال أي تعديلات عليه. ويؤكد مشروع البيان الختامي، الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه، أن وجود القوات الأجنبية في العراق "ليس مفتوحاً إلى ما لا نهاية"، ولكنه لا يتضمن جدولاً زمنياً لانسحابها من العراق، كما كانت تأمل فرنسا وسورية ودول أخرى. وقال أبو الغيط في ختام اجتماع استمر حوالي ساعتين: "حصل اتفاق لاعتماد البيان الختامي، وهذا يفتح الطريق أمام اجتماع الغد" اليوم. وأضاف ان الاجتماع "كان ايجابياً للغاية"، مؤكداً أنه تمت "مناقشة الانتخابات والحاجة إلى دعم الأمن وتأمين أوسع مشاركة ممكنة، وكان هناك بعض التفاهمات واتفاق في وجهات النظر". ويتوقع ان يؤيد المؤتمر الذي سيفتتح ويختتم اليوم الحكومة العراقية الموقتة، ملبياً معظم ما سعت اليه على رغم الصعوبات التي واجهت مرحلة الإعداد للمؤتمر وصياغة مشروع البيان الختامي الذي يعتمده وزراء خارجية عشرين دولة، يمثلون الدول الصناعية الكبرى والصين ودول الجوار، اضافة الى مصر وأربع منظمات اقليمية هي: الأممالمتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي والاتحاد الأوروبي. وعلى رغم التناقضات والتباين في الرؤى والمواقف بين الدول المشاركة في المؤتمر، والتي عارضت غالبيتها الحرب على العراق وانتقدت النتائج التي أسفرت عنها، إلا أن الجميع سيجلس الى طاولة واحدة ليوقعوا على ما توافقوا عليه. ورأت مصادر شاركت في صياغة البيان النهائي ان الحكومة العراقية ستحصل اليوم على كل ما طالبت به خصوصاً استبعاد اي ايحاء بتأييد المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، بل ان البيان سيصف تلك الأعمال بأنها "عمليات ارهابية"، اضافة الى عدم تحديد جدول زمني دقيق لإنهاء الاحتلال، وهذا أمر سعت اليه، في مرحلة المشاورات والمفاوضات والإعداد للبيان الختامي، دول عدة على رأسها فرنسا وسورية وايران. وتأكيد "عراق متحد فيديرالي متعدد تحترم فيه حقوق الانسان بشكل كامل". واللافت ان المشاركين في المؤتمر لن يوقعوا على نص عربي للبيان الختامي وسيكون ذلك منطقياً كون كل مشاريع البيان كانت أمامهم بالانكليزية فقط. وعلى ذلك فإن مشروع البيان الذي نشرته "الحياة" السبت الماضي كان ترجمة للنسخة الانكليزية، لكن الجديد هو ما كشفت عنه مصادر شاركت في المراحل النهائية للصياغة قائلة ان ما سُرب ونشر "غيبت عنه عبارات مهمة، وجمل مؤثرة" تمثل "الوزن الثقيل"، ورجحت المصادر ان يكون الهدف من ذلك "اخراج بنود البيان على جرعات قابلة للهضم بالنسبة الى معارضي المؤتمر سواء من العراقيين أو العرب على المستويين الرسمي والشعبي ولتفادي تشويه صورة أطراف رفضت فكرة الحرب على العراق وستوقع على بيان يتعاطى مع تداعياتها". وزير من المشاركين وصف المؤتمر بأنه "ساحة للصفقات والمساومات"، واعتبر ان البيان الختامي جاء محصلة لتلك الصفقات سواء على مستوى الدول الكبرى أو الدول الاقليمية، مشيراً الى ان دولاً مثل الصين والمانيا وروسيا لم تتوان عن اثارة قضايا تتعلق بحجم الصفقات والمشاريع التي ستمنح لشركاتها في العراق، ورأى أن وعوداً حصلت عليها دول جعلت مواقفها أقل حدة في قضية الديون العراقية، ما سهل احالتها على "نادي باريس" ليفصل فيها. وبالنسبة إلى سورية وإيران، أشار الوزير إلى احتمال وقف التصعيد الأميركي، أو على الأقل تخفيفه، مقابل مرونة هذه الدول تجاه بنود البيان قد تشكل أعباء سياسية عليها. اعتقالات في كركوك، أعلن مصدر عسكري أميركي أمس اعتقال 35 شخصاً بينهم اثنان من المقربين من عزة إبراهيم الدوري، الرجل الثاني في النظام العراقي السابق، والذي لم تتمكن القوات الأميركية حتى الآن من إلقاء القبض عليه، إضافة إلى عدد من العرب لم يحدده. وقال الكولونيل لويد مايلدز، قائد القوات الأميركية في كركوك، في مؤتمر صحافي إن قواته "اعتقلت 35 عراقياً في مناطق مختلفة من كركوك خلال الساعات الماضية بينهم اثنان من المقربين من الدوري وعدد من السوريين واليمنيين". وأوضح ان خمسة منهم اعتقلوا في منطقة الزاب 90 كلم غرب كركوك، بينهم اثنان من قادة التمرد المقربين من عزة الدوري، هما سفيان عمر علي النعيمي وحسن علي حسن الصقلاوي. وأضاف ان "سفيان عمر علي النعيمي يقود التمرد في المناطق التي تشتد فيها عمليات العنف ضد القوات الأميركية والمدنيين، وهو نسيب لعزة الدوري ومرافق سابق له وكان معه عدد من السوريين واليمنيين". كما اعتقل حسن علي حسن الصقلاوي وهو قائد خلية للتمرد في منطقة السديرة 120 كلم غرب كركوك، وهو شخص كان مقرباً من نظام صدام حسين.