سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عودة مظاهر الحياة الى أبيدجان ومخاوف من انعكاسات الازمة على بقية المناطق . ساحل العاج : استمرار اجلاء الرعايا الاجانب وبدء محادثات المعارضة في جنوب أفريقيا
دعت السلطات العاجية سكان ابيدجان الى استئناف العمل، بعدما عاد الهدوء الجزئي الى مناطقها في اعقاب المواجهات الدامية التي اندلعت السبت الماضي، بين انصار الرئيس لوران غباغبو والقوات الفرنسية. وعادت حركة السير الى المدينة، وتولى عمال تنظيف الشوارع، وانتشر عدد كبير من رجال الدرك في محيط المتاجر الكبرى. لكن ذلك لم يمنع اطلاق منظمات انسانية دولية تحذيرات من استمرار التأثيرات السلبية لحوادث العنف الاخيرة على بقية انحاء البلاد، خصوصاً في الجزء الشمالي من البلاد الذي يسيطر عليه المتمردون. واوضح بيان لمنظمة الصليب الاحمر الدولية ان سكان المناطق الشمالية والغربية محرومون من الطاقة الكهربائية منذ اسبوع، والكميات الكبيرة من المياه، ما يزيد مخاطر الاصابة بالامراض، في حين ابدت وكالة غوث الطفولة يونيسيف خشيتها من ضياع الجهود الذي بذلتها طوال عامين في تعزيز خدمات الرعاية الصحية ورفع مستوى التعليم. من جهتها، اكدت مصادر في برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة فرار نحو 5 آلاف مواطن عاجي الى ليبيريا في الايام السابقة، وتوقعت انضمام آخرين اليهم لاحقاً. في غضون ذلك، استمرت افواج الرعايا الفرنسيين والاجانب الذين استهدفتهم التظاهرات المعادية لوجودهم ونهبت منازلهم واحرقت، في مغادرة البلاد. واجلت فرنسا نحو 1600 مواطن في فترة يومين، واسبانيا نحو 92 مواطناً على متن طائرة حربية خاصة. وابدت الولاياتالمتحدة استعدادها لدفع مبالغ ضخمة في سبيل اجلاء رعاياها غير الديبلوماسيين، في حين تواجدت وحدات بريطانية في ابيدجان لتأمين اجلاء نحو 400 مواطن. وتزامن ذلك مع ارسال فرنسا سفينتين حربيتين محملتين دبابات وعربات مصفحة وخمس مروحيات عسكرية واخرى مزودة احدث تكنولوجيا الاستطلاع لتعزيز قدرات قواتها في ساحل العاج، علماً ان رحلتها ستكتمل في 20 الجاري. وفي سياق الجهود السياسية المبذولة لحل الازمة، وصل زعماء يمثلون الاحزاب المعارضة والجماعات المسلحة في ساحل العاج الى جنوب أفريقيا اليوم الخميس من اجل عقد محادثات تستمر حتى بعد غد الاحد مع الرئيس ثابو مبيكي. وستضم المحادثات زعيم المتمردين جويلام سورو، ورئيس الوزراء السابق وزعيم حزب "تجمع الجمهوريين" المعارض الحسن وترا، والرئيس العاجي السابق هنري كونان بيديي، في حين سيتولى مبيكي مهمة اطلاع الرئيس غباغبو والفرنسيين على تطوراتها. وفي نيويورك، ارجأ مجلس الامن التصويت على مشروع قرار فرنسي ينص على فرض عقوبات على ساحل العاج الى الاثنين، بناء على طلب المجموعة الافريقية. لكن السفير الاميركي جون دانفورث الذي يترأس المجلس اكد وجود اجماع على مضمون المشروع الفرنسي. لبنانيو ساحل العاج من جهتهم، كرر اللبنانيون في ساحل العاج نداءهم الى دولتهم لانقاذهم. وتحدث بعض اركان الجالية عن سوء الأوضاع هناك، مشيرين الى انهم "لم يشهدوا مثيلاً لها، اذ طاول النهب المحال والمنازل".