بعد عملية مطاردة ومحاولات اغتيال فاشلة تواصلت على مدار 18 عاماً، نجحت إسرائيل في تصفية عدنان الغول، الرجل الثاني في "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الإسلامية" حماس، وذلك عندما اطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية ليل الخميس الجمعة صاروخاً في اتجاه السيارة التي كان يستقلها بصحبة مرافقه عماد عباس في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهادهما معاً. وبنجاحها في اغتيال الغول، تكون إسرائيل وجهت الضربة القوية الثالثة لحركة "حماس" خلال سبعة اشهر، بعد اغتيالها الزعيم الروحي للحركة الشيخ أحمد ياسين، وخلفه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. وفور عملية الاغتيال، خرج آلاف الفلسطينيين من منازلهم بمسيرات عفوية تهتف بحياة الشهيد الغول، وتطلق النار في الهواء، وتطالب بالانتقام لاغتياله. وأعربت مصادر إسرائيلية عن سعادتها بما أسمته "نجاح" الجيش بتصفية الغول ويده اليمنى عباس. واعتبر مسؤولون كبار في جيش الاحتلال ان الحديث يدور عن "احدى التصفيات الاهم في السنوات الماضية". وذكرت الصحف العبرية ان جهاز الامن استقبل برضى نجاح عملية الاغتيال. وقتل نجلا الغول، بلال ومحمد، خلال محاولات اغتيال منفصلة استهدفته في السابق، لكنه نجا منها، وفي إحداها فقد أحد ذراعيه. والغول، هو نائب محمد الضيف القائد العام ل"كتائب القسام"، وكانا نجيا معاً من محاولة اغتيال استهدفتهما قبل نحو عامين. ويعتبر من مؤسسي العمل العسكري في "حماس" وأحد أفضل العقول المصنعة والمبتكرة لوسائل المقاومة. وفور عملية الاغتيال توعدت "كتائب القسام" برد عنيف على العملية. وردت الكتائب بقصف مستوطنات القطاع ب "صواريخ القسام" التي يعتبر الغول الأب الروحي لها، ما ألحق أضراراً مادية بعدد من منازل المستوطنين. وشيع أكثر من 30 ألفا من أنصار حركة "حماس" وجموع من الفلسطينيين ظهر الجمعة الشهيد الغول ومرافقه القائد الميداني عباس، وسط صيحات الغضب ودعوات الانتقام. شهيدان في خان يونس وفي مدينة خان يونس، استشهد فجر امس إياد السر، وهو قائد ميداني في "كتائب القسام"، أثناء تنفيذه مهمة جهادية رداً على عملية الاغتيال، وفقاً لما ورد في بيان الكتائب. كما استشهد أحمد الحداد 12 عاماً وأصيب آخر بجراح متوسطة، عندما اطلقت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة في اتجاه مسيرة تشييع الشهيد السر في المدينة.