تعد مكتبة البلدية في الإسكندرية - والتي أهديت مقتنياتها إلى مكتبة الاسكندرية - واحدة من أقدم المكتبات العامة في مصر، فتاريخ إنشائها يرجع إلى سنة 1892. ومحتوى المكتبة من المخطوطات، يجعل منها أكبر خزانة خطية في الإسكندرية، فهي تقتني ما يزيد على ستة آلاف مخطوطة، وازداد هذا المحتوى شيئاً فشيئاً، بفضل الإهداءات والتبرعات التي كانت تصل إلى المكتبة منذ إنشائها، لمدة عقود ستة، ثم توقفت الإهداءات بعد 1952. وأكبر مجموعة دخلت إلى المكتبة، هي مخطوطات إبراهيم باشا، ابن محمد علي، وأبرز ذلك الدكتور يوسف زيدان عند فحصه مخطوطات المكتبة لإعداد فهرس لها، ويبلغ عدد هذه المخطوطات 1200 مخطوطة، مسجلاً عليها توقيع، وأحياناً ختم إبراهيم باشا بصيغة: إبراهيم سر عسكر، أما بقية المجاميع الخطية التي زودت بها المكتبة، فلا توجد إشارة إلى أصحابها، ولا تحتفظ سجلات المكتبة الحالية بأية معلومات عن ذلك. أما نوادر المخطوطات في بلدية الإسكندرية، فهي لا تكاد تقع تحت الحصر، وهي نوادر خطية من كل قرن، وفي كل فن، فمن ذلك: - الجامع الصحيح، للإمام مسلم بن الحجاج النيسابورى، كتبها خلف ابن حكيم، بقلم كوفي، سنة 368 هجرية. - المدونة في الفقه المالكي: مخطوطة نفيسة في أربعة مجلدات مكتوبة على رق الغزال، كل مجلد محفوظ في علبة من الجلد المقوى الفاخر، كتبت جميعها بقلم مغربي، في تواريخ مختلفة، بداية من سنة 499 إلى سنة 530هجرية. تضم هذه المخطوطة 38 كتاباً من أهم متون الفقه المالكي وأشهرها، هو المدونة برواية سحنون بن سعيد التنوفي المتوفى سنة 240 هجرية، عن عبدالرحمن العتقي المتوفى 191 هجرية عن الإمام مالك بن أنس المتوفي 179 هجرية. - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، المتوفى سنة 463 هجرية، وفي آخر المخطوطة سماع يفيد أن النسخة سمعت وأجيزت من أبي القاسم المبرد بن محمد بن الحسن المعروف بابن البزوري، الذي سبق له أن سمع الكتاب على مؤلفه الخطيب البغدادي، والسماع مؤرخ بسنة 529 هجرية، ما يعني أن المخطوطة قريبة العهد من عصر المؤلف. - رسالة الحدود، لأبي الحسن سعيد بن هبة الله الطيب، المتوفى 495 هجرية، وهي نسخة قديمة مهترئة، تقع في40 ورقة. - شرح الملخص في الهيئة البسيطة للجغميني، بخط الشارح: قاضي زاده الرومي، المتوفى بعد سنة 820 هجرية وهي سنة النسخ. - التاريخ الكبير، وهي مسودات كتاب المقريزي، يبدو أنه لم يتمه، وهي بخط المقريزي نفسه. - غاية المقصد في زوائد المسند، لنور الدين الهيثمي، المتوفى 807 هجرية، كتبها عاصم بن إسحق، سنة 793 هجرية في حياة المؤلف. - إصلاح المنطق - 2، لابن السكيت اللغوي، المتوفى 244 هجرية، كتب بقلم مغربي قديم، في القرن الرابع الهجري، تقع في 107 ورقات. - كليات الحساب، لشمس الدين الزركشي، كتبها حسن بن طيب وهو تلميذ المؤلف بخط نسخي، سنة 677 هجرية، تقع في 23 ورقة. - الوافي، للنسفي المتوفى 710 هجرية، كتب بخط معتاد سنة 691 هجرية في حياة المؤلف، تقع في 146ورقة. - تمثل مجموعة جامعة الإسكندرية أقل المجموعات الخطية عدداً في الإسكندرية، فهي تشتمل على 1691مخطوطة. ومع ذلك، فهي تضم بين مقتنياتها مجموعة من النوادر الخطية. وقد تكونت هذه المجموعة من إهداءات أثرياء الإسكندرية المتتالية لجامعة الإسكندرية منذ تأسيسها وحتى اليوم، ومن مجموعات هذه المكتبة: - مجموعة جعفر ولي باشا: هذه المجموعة من أنفس المجموعات الخطية في مصر، وهي أهم مجموعة خطية في مكتبة جامعة الإسكندرية، تحتوي على 683 مجلداً عربياً، تشمل في مجموعها الفارسية والتركية والفرمانات العثمانية. وتجمع مخطوطات جعفر ولي بين الفنون والمعارف كافة، فلا تكاد تخلو من أي فرع منها، ففيها الفقه والحديث والأدب والطب والفلك والطبيعيات، وفيها نفائس النسخ المزخرفة المذهبة، البديعة الخطوط والتجليد. - مجموعة الدكتور عزيز سوريال: أهديت إلى جامعة الإسكندرية سنة 1991، وصاحبها توفي في الولاياتالمتحدة الأميركية عن عمر ناهز التسعين سنة. وكان يعمل أستاذاً لتاريخ العصور الوسطى في قسم التاريخ في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية حتى أوائل الخمسينات، ثم رحل من مصر، وعمل في كبريات الجامعات الأوروبية والأميركية. وفي مجموعة مخطوطاته 156 مجلداً عربياً تشتمل على 177 عنواناً، عدا البرديات والوثائق الأوروبية والخرائط. وقد آلت هذه المجموعة الخطية، مع مئات الكتب المطبوعة إلى مكتبة المجموعة على دفعتين، الأولى إهداء منه إليها سنة 1950، والأخرى اشترتها الجامعة منه. وتشتمل هذه المجموعة على الكثير من مخطوطات الفقه الإسلامي، بعضها يعود الى القرن الثامن الهجري، وتوجد بها مخطوطات بخط مؤلفيها. - مجموعة ماكس مايرهوف، وتشغل مكانة متميزة بين محتويات المكتبة، وهي تقع في 1444مجلداً ضخماً، تشتمل على 180عنواناً، وعلى الغلاف الداخلي لكل مجلد بطاقة مكتوب عليها: كتب دكتور ماكس مايرهوف، هذا إضافة إلى مجموعة كبيرة من المصورات المهمة، وبعض المخطوطات التركية والفارسية. ويغلب على المجموعة فن الطب، ذلك أن ماكس مايرهوف مهتم به، فنجد معظم المخطوطات تخص الطب العربي والتخصصات القريبة منه، كالصيدلة. لكن المجموعة احتوت أيضاً على أهم نصوص الطب العربي، وفيها مخطوطات كتبت في القرن الثامن الهجري، ومخطوطات مزخرفة مذهبة. - مجموعة المعهد الألماني: وهي من أكثرها قيمة، مع أنها لا تزيد على 6 مجلدات تشتمل على 9 عناوين، إذ تضم أقدم مخطوطة في مكتبة الإسكندرية كتاب البدائع للكاشاني مؤرخة بسنة 599 هجرية، وتحمل كل مخطوطة من هذه المجموعة ختماً مميزاً، عليه النسر الشهير، شعار الدولة الألمانية، وهي مجموعة متنوعة الفنون. - مجموعة دري باشا: ذكر تقويم الجامعة أن المكتبة العامة اشتهرت بمكتبة دكتور دري باشا الخاصة التي احتوت على 337 مجلداً، منها 15 عنواناً عربياً، وهذه المخطوطات في حال جيدة، فيها ما هو بخط مؤلفها. - مجموعة منير ولي: عددها 10مجلدات، تشمل 17عنواناً عربياً، إضافة إلى بضع مخطوطات تركية، ولا يوجد ما يميز مخطوطات منير ولي سوى أنها متنوعة الفنون بين الأدب والفقه والطب، متفاوتة القدم ما بين القرنين التاسع والرابع عشر الهجريين، بعضها نفيس مذهب. * مدير إدارة الإعلام في مكتبة الإسكندرية ونائب مدير مركز الخطوط في المكتبة.