الوتيرة التصاعدية في الإعداد والتخطيط والتنفيذ المبدئي هي لسان حال اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة المقررة في النصف الأول من كانون الأول ديسمبر 2006 في الدوحة، من منطلق المخطط المرسوم، لا سيما أن المعنيين بالأمر يؤكدون أن "الآسياد المقبل" سيكون علامة فارقة، ويؤسس لمفهوم جديد للتنظيم والاستضافة... والمتابع لتطورات الإعداد للحدث الكبير لا بد وأن يسلّط الضوء على الخطة التصاعدية التي تبلورت معالمها هذا الشهر، كما أوضحها لي مدير اللجنة العليا المنظمة عبدالله القحطاني الذي التقيته خلال وجودي في الدوحة لمناسبة تغطية وقائع بطولة "قطر إكسون موبيل الدولية لكرة المضرب"... لا سيما أن المناسبات الدولية الكبرى الكثيرة في قطر هذه الأيام تشكل باباً للترويج والتعريف بالآسياد المنتظر. وفي جولة أفق عامة، اطلعت على تفاصيل عدة ترسي منهجية الإعداد للآسياد، المقرر أن تشكل دورة ألعاب دول غرب آسيا في كانون الأول ديسمبر 2005 "نهاية السباق" إلى التنظيم، حيث يصبح "الروتوش" وحده عنوان المرحلة الفاصلة بين الدورة وافتتاح "الألعاب القارية"... جولة أفق شملت أيضاً المفهوم الترويجي والتسويقي للحدث. تضع اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية ال15 المقررة عام 2006 في الدوحة، اللمسات الأخيرة للخطة المتكاملة المقرر إنجازها في غضون السنوات الثلاث المقبلة... وستشهد الأشهر المقبلة تلقي عروض الشركات الراغبة في التزام مراحل المشروع ثم فضّ مناقصاتها. وكشف المدير العام للجنة العليا المنظمة عبدالله القحطاني ل"الحياة" أن المشروع الرياضي الأضخم بعد الألعاب الأولمبية يشكل تحدياً لقطر نظراً لحجم الدولة وكبر الألعاب، والهدف من دون شك أن تصبح المناسبة سقفاً للمقارنة... أما المحاور التي تحقق وحدة متكاملة لشؤون التنظيم بأبعاده كلها فهي تقنية المعلومات والنقل التلفزيوني والإقامة، وسيفوق مستواها المتعارف عليه في الألعاب الأولمبية، وستختبر هذه الأنظمة في دورة غرب آسيا. وأوضح القحطاني "ننطلق من تصميم برنامج المعلومات والتقنية من ضرورة استيعابه لمتطلبات 35 لعبة تتضمن 165 مسابقة موزعة على 14 يوماً، وسيخوضها نحو 10500 رياضي ورياضية والشركة المتخصصة بهذا القطاع ستضع باعتبارها كثافة المعلومات المطلوبة وما يجب توفيره لمركز إعلامي سيشيد على مساحة 10 آلاف متر مربع لتلبية حاجات 2500 شخص كحد أدنى دفعة واحدة، ومركز تلفزيوني دولي للنقل المباشر، إذ أن لكل لعبة مواصفاتها وسوقها الخاصة، والوحدة المكلفة بتغطيتها ستكون تلفزيوناً قائماً بذاته، مع الأخذ في الاعتبار طلبات الراعين والمعلنين". ولفت القحطاني إلى أن الشركات صاحبة الخبرة والاختصاص في هذا القطاع ستنهي تقديم عروضها الشهر المقبل، ويعلن الفائز المؤهل من بينها في الأول من أيار مايو. وأشار إلى أن المخطط الإعدادي للألعاب الذي تبنته اللجنة المنظمة تطرق إلى أن للتلفزيون الدور الترويجي الرئيس للمناسبة "لا سيما أن عدد السكان قليل ووجود الشاشة الصغيرة في كل بيت يمثل مدرجات افتراضية مكتظة". هكذا ستحدد اللجنة المنظمة أبرز محورين لبطولة كبرى يحتاج فيها المشاهد لنتائج دقيقة ومباشرة ونقل مميز من ناحية "الزاوية التلفزيونية" والتعليق المتخصص... ويتماشى هذان المحوران مع التحضيرات التي بدأت منذ سنتين والخاصة بالأمور الفنية والتشغيلية وحاجات الأمن والإقامة والطعام والنقل. "لذا ستكون سنة 2005 فرصة ذهبية للاختبار في دورة ألعاب غرب آسيا، وتبقى أمامنا بعدها سنة "سماح" كاملة لإجراء أي تعديل مناسب". أما القرية الأولمبية التي ستصبح بمرافقها لاحقاً ملحقاً متكاملاً من مدينة حمد الطبية، "فلن يحتاج أن يخرج منها الرياضي للتفتيش عن حاجاته، إذ ستلبي كل ما يطلبه، وهي مؤلفة من 871 وحدة سكنية". وتضع اللجنة العليا المنظمة باعتبارها أن حجم الاستيعاب سيكون بحدود 30 ألف شخص بين وفود ومدعوين وكبار ضيوف. تنسيق وعما أثاره المجلس الأولمبي الآسيوي منذ أشهر حول تأخّر عملية خطوات الاستضافة، أكد القحطاني أنه مجرد خلاف في الرؤية وقد سوي تماماً، وأعلن أخيراً مدير المجلس عبدالمطلب أحمد "نحن على اتصال بشكل شبه يومي لمعالجة أي خلل قد يحصل ونلمس تجاوباً قطرياً واضحاً وفهماً لدور المجلس الذي يقدم النصح". ونوه بالخطوات العملية "التي تجسّد ما طالبنا به". وكان المجلس الآسيوي وافق على 90 في المئة من المنشآت القطرية، وأوضح أحمد "نحن نحث على اعتماد هذه المنشآت وبعضها لا يزال قيد الإنشاء من الاتحادات الدولية لكل لعبة". وبناء على ما تقدم يشير القحطاني إلى أن المرافق والمنشآت ستكون تحفة معمارية "مثلاً استاد خليفة الأولمبي الذي يتسع ل50 ألف متفرج يعد لوحة تكنولوجية مع لحظ كل الشوؤن التشغيلية والفنية للمستقبل". وفي وقت تتكاثر الفنادق الدولية في الدوحة وجوارها، أثيرت في الآونة الأخيرة قدرة استيعاب مطار العاصمة علماً أن خطة لتوسعته يتوقع أن تنجز قبل ألعاب غرب آسيا. وفي حال ظهور مشكلات معينة بسبب العدد الكبير من الرياضيين والإداريين، اقترح المجلس الأولمبي الآسيوي أن يتوجه أفراد البعثات مباشرة إلى القرية الأولمبية حيث تنجز إجراءات الدخول الرسمية بدلاً من المطار، ما سيخفف من الازدحام الذي قد يحصل، لا سيما أن النمو المتوقع في عدد البعثات قياساً إلى الدورة السابقة يصل إلى 15 في المئة، فضلاً عن نحو 5 آلاف إعلامي. وكشف القحطاني ل"الحياة" أن من الخيارات المطروحة، إقامة مركز دخول في كل دولة مشاركة ينجز المعاملات، فتصل البعثة إلى الدوحة "مستوفية الشروط" وتتوجه مباشرة إلى القرية الأولمبية "علماً أننا سنلحظ قسماً خاصاً للدورة في المطار".