قللت عائلة علي الفقعسي الغامدي وأقاربه من أهمية أي معلومات يمتلكها في الكشف عن أي عمليات ارهابية في المستقبل أو الكشف عن مخبأ زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وذلك لأنه عمل ضمن "المجاهدين العرب" في افغانستان "ابان فترة الاحتلال السوفياتي في الثمانينات"، ونفوا أن يكون ابنهم على علاقة ببن لادن، أو ان يكون وراء التفجيرات الأخيرة في السعودية المملكة العربية السعودية، مؤكدين ثقتهم في "براءته"، ومتهمين الوسائل الإعلامية بنشر روايات "غير صحيحة" عنه. وقال سفر الغامدي، عم المتهم، ل"الحياة" ان علي متزوج من سيدة مغربية تبلغ من العمر نحو 30 عاماً، قابلها في احدى الدول العربية رجّح ان تكون سورية العام الماضي، وعاد بصحبتها إلى المملكة. وأكدت زوجة احد اخوان المتهم انها لا تعرف أي اسرار خاصة عن زوجة علي سوى اسمها عائدة. وقالت بعدما طلبت "الحياة" الحديث إلى عائدة هاتفياً انها في المستشفى لتلقي العلاج جراء الارهاق خصوصاً انها أمضت الفترة الماضية قبل ان يسلّم زوجها نفسه، تتنقل متخفية بين مكةوجدة والمدينة قبل ان توقف مع سيدتين سورية ومغربية في سيارة عبدالمنعم الغامدي احد المطلوبين. ونقلت زوجة اخي المتهم عن عائدة ان "علي ذهل وصعق عندما أذيع اسمه" ضمن قائمة المطلوبين ال19 التي اعلنتها السلطات السعودية مطلع الشهر الماضي بعد احباط خطة للقيام بعمل تخريبي في البلاد". وأبدت زوجة الأخ ثقتها "الكبيرة في براءة علي، لأنه لو لم يكن واثقاً من براءته لما بادر بتسليم نفسه" إلى مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف. وأوضح سفر الغامدي ان وزارة الداخلية السعودية وضعت زوجة علي أمام خيارين: أما العودة إلى اهلها أو الذهاب مع والد زوجها، وانها اختارت العيش مع أهل زوجها "لأنها تحبه بجنون ولولا ذلك لما بقيت معه في الفترة العصيبة التي مرت به أخيراً" قبل تسليم نفسه. وأكد ان شخصية علي "ليست شاذة أو منحرفة حتى بعدما عاد من افغانستان، ولم يكن يحمل افكاراً متطرفة أو عدوانية، وكان حافظاً للقرآن الكريم". وقال: "ثقتنا كبيرة في عدالة ولاة الأمر والقضاء، وعلى يقين بأن العدل سيأخذ مجراه". وأضاف: "نضع ايدينا في ايدي رجالات كل هذه البلاد"، مشيراً إلى احتمال ان تكون لدى علي "معلومات بسيطة" لكنه "شبه متأكد من عدم اشتراكه في اعمال ارهابية أو تخريبية ضد البلاد، ولا توجد بينه وبين بن لادن أي علاقة". وأكد شيخ قبيلة بني خثيم التي ينتمي إليها الفقعسي مدير مدرسة رغدان الابتدائية التي درس فيها المتهم الشيخ عبدالرحمن بن هاشم الغامدي ل"الحياة" ان الفقعسي "لم يكن له أي سلوك خارجي ينم عن شخصية عدائية". وقال "ان بداية التغيير في شخصيته كانت المحطة الافغانية اذ كان يغيب عن اهله سنوات". وأوضح انه سئل عن شخصين من افراد قبيلته من السلطات الأمنية السعودية هما: اسامة معيض الغامدي و سامي عبدالله التريش الغامدي، عازياً سبب ذلك الى "انهما سكنا مع علي الفقعسي في الرياض اثناء الدراسة في الجامعة". وذكر الشيخ عبدالرحمن ان عدد افراد قبيلته يتجاوز ال20 الفاً "جميعهم ضد أي عمل تخريبي أو ارهابي لان مثل تلك الأعمال ليست من سمة المسلم الحق"، موضحاً ان العدد الاجمالي لعائلة الفقعسي "يصل إلى 120 شخصاً تتفاوت طبيعة اعمالهم ويقطنون قرية رغدان القديمة التي كانت محطة القادمين من اليمن إلى الحج، نظراً إلى وجود قاعدة للأتراك فيها. وقال: "اخطط للاجتماع بأفراد القبيلة وشبانها لتقديم النصح والتوجيه لهم وتذكيرهم بما حصل من اجل اخذ الاحتياطات اللازمة"، مؤكداً نيته "انشاء مجلس للقرية والقبيلة حتى يتمكن من التعرف فيه على كل افراد القبيلة ومراقبة سلوكياتهم ومعرفة الغائب لأكثر من سنة، والابلاغ عن كل من يثبت انه يحمل فكراً شاذاً ومتطرفاً". واتفق مدير ثانوية ومتوسطة رغدان السابق عبدالله علي الزهراني، المتقاعد حالياً، مع عائلة الفقعسي حول شخصيته، ووصفه بأنه "شخص عادي، ولم يكن أثناء فترة الدراسة ذا شخصية شاذة، ولم يكن يوحي بأنه سيصنف يوماً بالرجل الخطر". وقال وكيل مدرسة رغدان الثانوية في الباحة سعيد صالح ل"الحياة" ان الفقعسي كان "كثير النشاط ويحب حصص التربية الفنية، واشتهر بإجادته فن الخط والرسم، ومارس الخط العربي على اللوحات الخشبية".