بكيتك بغداد حتى سال دجلة بلون أحمر من دموعي، وأغمضت عيني لأصد الطلقات والقذائف بصدري، لعل صدري يحمي طفلاً، أو أماً أو عجوزاً من الموت المحتم. وهل سبق ان فرق الموت بين الجند والأبرياء؟ بغداد توقفُ نبضات قلبي في حزن على الشهداء الأبرار، أشلاء ممزقة تقاذفتها رياح الحرب على أرصفة الطريق. لا من يسأل عنها، أو يبكيها، غير أشباح رُسم على وجهها الخوف. ينظرون الى السماء لتنزل الرحمة عليهم عوضاً من أداة الموت. بكيتك بغداد، وأنا أرى دمك يسوح أمامي، مكتوف اليدين، ولا أعلم كيف أساعدك بغير الدعاء، سائلاً الرحمة من رب العالمين. والرب لا ينسى عباده ولا دعاء المساكين. بغداد لن تبكي. فهل يبكي من رضع من دجلة الحياة؟ بغداد لن تبكي، فاسألوا أهلها البواسل عن مقابر الغزاة التي فرشت بها الأرض. فالتاريخ شاهد على شموخ مدينة الرشيد. اغمض عينيك يا صغيري، ولا تدع جسمك يرتعد من الخوف. فأنت في بغداد، عاصمة الرشيد وأمجاد العراق. ستضمك بجناحيها، وتحميك من نار الجبناء. أغمض عينيك يا صغيري ونم، فما بعد الليل إلا النهار. أياد المهاجري [email protected]