ان ميزان القوة في الحرب الاميركية الحالية على العراق مختل في شكل فادح لمصلحة اميركا. وهذا يعني ان الاخيرة مؤهلة - في نهاية الامر وعلى رغم المقاومة العراقية الباسلة - لتحقيق نصر عسكري حاسم يضمن لها مزيداً من السيطرة على احتياطات النفط الهائلة في الشرق الاوسط، وهو مدخل الى إحكام السيطرة التامة على نفط بحر قزوين. وان نصراً كهذا يمنح اميركا افضلية مؤكدة على كل منافسيها في عالم اليوم على الصعيد الاقتصادي. وتمتلك اميركا كثيراً من مقومات النمو المتسارع مستقبلاً، في مجالات القوة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والعلمية. فهي، على سبيل المثال لا الحصر، تتمتع بكميات هائلة من الموارد الطبيعية، وبقاعدة سكانية ضخمة يتألف قطاع كبير نسبياً منها من المواطنين الشباب. وهي تمتلك اكبر موازنة عسكرية في التاريخ. وأخيراً هي تنفق على البحث العلمي أضعاف ما تنفقه عليه معظم الدول الصناعية الاخرى. ولكن هناك عوامل تكاد تشير في مجملها، الى تزايد احتمالات انهيار الامبراطورية الاميركية على المدى القصير الى المتوسط. وهذه العوامل هي: - ان العدوان الثلاثي على مصر، في 1956، من دون قرار من الشرعية الدولية كان النهاية الحقيقية للامبراطوريتين البريطانية والفرنسية. الامر الذي قد يتكرر في الوقت الحاضر مع الولاياتالمتحدة. - ان انهيار الاتحاد السوفياتي، في اواخر الثمانينات، جاء انهياراً شبه مفاجئ، ومن دون مقدمات. - سبق لأميركا ان تكبدت خسائر بشرية وعسكرية فادحة في دول مثل فيتنام والصومال، ومن غير المستبعد ان يتكرر في العراق، او في اي دولة اخرى قد تفكر ادارة بوش اليمينية المتطرفة في شن العدوان عليها. - ان احداث 11 ايلول سبتمبر اثبتت للعالم مدى هشاشة منظومة القوة الاميركية، وسهولة اختراقها. - الحكمة المأثورة تقول ان التاريخ يعيد نفسه في حلقات متكررة. الاسكندرية - محمد علي ثابت مترجم [email protected]