أحرق فنانون أردنيون العلم الأميركي خلال الاعتصام الذي نظمته نقابة الفنانين الأردنيين، أمام مقرها في منطقة "اللويبدة" في العاصمة الأردنية عمّان، أوّل من أمس، احتجاجاً على "العدوان الهمجي على العراق" وعلى سياسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، والذي شاركت فيه نخبة من نجوم الفن الأردني الغاضبين. وتخلل الاعتصام مسيرة شموع، وكلمتان الأولى للفنانة ريم سعادة باللغتين العربية والإنكليزية، والثانية لمحمد العبادي نقيب الفنانين الأردنيين، ندد من خلالهما الفنانون الأردنيون بالحرب على العراق وسياسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. وفي حوار قال العبادي: "الاعتصام شكل من اشكال الرفض للعدوان على الاهل في العراق وفي فلسطين... الفنان ضمير الأمة ونبض الشارع... هناك الكثير من أشكال التعبير، سواء بالأغنية أم بالدراما أم بالمسرح أم بالتلفزيون... وما نقوم به اليوم اعتصام هادئ يعبر عن رفض الشارع الاردني لما يجرى من هجمة همجية تستهدف الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والمراكز المدنية في العراق... نحن بلد ديموقراطي ويتمتع بسقف عال من الحرية، لذا لم نجد أي معارضة من الأجهزة الرسمية، ولا يوجد هنا ما يمنع الشارع الاردني من التعبير عن رفضه لما يجرى في العراقوفلسطين". وأضاف: "ما نقدمه هو من باب "أضعف الإيمان"، وهو محاولة للتعبير عن رأي الشارع الاردني عما يجرى في العراق الشقيق وفي فلسطين الشقيقة... أنا أعتقد أن ما نقوم به لا يخرج عن نطاق التعبير الحضاري ضد جريمة تقترف بحق الانسانية". وتابع: "سنعمل على إرسال الغذاء والدواء إلى أهلنا في العراق الذين يعانون من "البلطجة الأميركية"، كما سيقوم عدد من رموز الفن الأردني، قريباً، بزيارة تضامنية لبغداد". وعن مشاعره الشخصية تجاه ما يحدث، يقول العبادي: "تعتريني مشاعر الغضب والحزن لما أشاهده عبر شاشات التلفزة الأردنية والفضائيات الأخرى من قتل وتعذيب ودماء وأنا أستهجن تصرفات "هذا العالم المتحضر"، الذي لا توجد طريقة لابداء ديموقراطيته إلا عبر الدبابات وطائرات الاباتشي وقاذفات ب 52". وأكد الفنان ربيع شهاب أنه وعدد من زملائه وزميلاته بصدد تقديم العديد من العروض المسرحية التي سيخصص ريعها لمصلحة الشعب العراقي، مشيراً إلى أن هذا ما يمكنهم فعله للتخفيف عن معاناة الشعب العراقي. أما الفنان محمود صايمة فاعتبر ان "العراق هو الهدف الأول لأميركا وبريطانيا وإسرائيل، وأن كثيراً من الدول العربية والإسلامية ستستهدف في وقت لاحق"، معبراً عن استهجانه للعب العرب دور المتفرج، مؤكداً "ان التفوق الغربي ما كان لولا التخاذل العربي". وقالت الفنانة عبير عيسى: "من الضروري أن يشعر الشعب العراقي بأننا معه، قد لا نحمل بنادق أو مدافع لكن مشاعرنا وأحاسيسنا ودعواتنا الصادقة معه وله... نحن شعب واحد، ومن المؤكد أن الفنان الأردني لن يتأخر عن كل ما يمكن أن يقدمه للتخفيف من معاناة الشعب العراقي". واعتبر الفنان عاكف نجم أن للفن دوراً كبيراً في المعارك، وأن على الفنانين الأردنيين والعرب لعب دور فاعل في رفض العدوان على العراق، خصوصاً أن العالم بأسره ومن ورائه هيئة الأممالمتحدة عجزا عن إيقاف هذا العدوان". وقالت الفنانة ريم سعادة: "على كل فنان أن يشارك في مثل هذه الفاعليات، ويقول كلمة الحق، ويرفع صوته، ويطالب برفع هذا العدوان الهمجي على شعوبنا، سواءً في فلسطين أم في العراق أم في جنوبلبنان... لا بد من أن نتجاوز دور المتلقي، دورنا هو نشر الكلمة الواعية وتحميس الشارع كي يخرج ويعبر عن مشاعره وافكاره... لا بد من أن نقول للإدارة الأميركية، لبوش المستهتر بعقولنا، الذي ما انفك يكذب ويكذب ويتعامل معنا كأطفال سذج إننا ندرك الحقيقة، ونستطيع أن نوصل ما نفهمه للآخرين... نحن لا نريد ديموقراطيتكم يا سيد بوش... نحن نريد حريتنا التي نختارها بأنفسهنا لا أنتم". وتتابع سعادة وهي تصرخ: "احنا بدنا انوقف العدوان والاستيطان في اسرائيل. احنا بدنا العدالة احنا ما بهددنا العراق... إسرائيل هي السرطان اللي بيهددنا". أما الفنانة مارغو حداد فقالت: "ليس في إمكاننا التعبير عن رفضنا للعدوان إلا بهذه الوسيلة، التي من خلالها نناشد الأمة العربية التحرك الفعلي لوقف الجرائم الوحشية التي يعاني منها الشعب العراقي". وأصدرت نقابة الفنانين الأردنيين بياناً تضامنياً مع الشعبين العراقيوالفلسطيني، جاء فيه "ان الفنانين الأردنيين، وهم ضمير الشارع الأردني يرفضون العدوان الأميركي البريطاني على العراق الشقيق ويعتبرونه عدواناً على الأمة العربية والإسلامية كافة، مستنكرين العمل المروع والمجزرة الدموية ضد الأبرياء والعزل من أبناء الشعب العراقي، مناشدين الفنانين العرب والفنانين في العالم ضرورة التصدي للمؤامرة على العراق وحضارته وثقافته وفنه، ومؤكدين أن هذه المجزرة جاءت على أيدي زمرة المكر والغيلة ما هي إلا انتهاك للإنسانية والقيم الدينية واستخفاف بكل الأعراف والهيئات الدولية".