أدى تشتت القوى الاصلاحية انتخابياً واتحاد القوى المحافظة الى إحداث مفاجأة كبيرة في الانتخابات البلدية خصوصاً في العاصمة طهران لمصلحة مرشحين قريبين الى التيار المحافظ، وسط ذهول داخل التيار الاصلاحي الذي سارع الى الحديث عن العبر مما جرى، واعتراف محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني بالهزيمة وتقديم التهانئ للفائزين من التيار المحافظ. وكان فوز القائمة القريبة من المحافظين مدوياً وصاعقاً، اذ حصدت 14 مقعداً من اصل 15 مقعداً هي عدد مقاعد المجلس البلدي في طهران ما يعني انتزاع المحافظين رئاسة بلدية العاصمة من أيدي الاصلاحيين. واحتل صدارة الفائزين مهدي شمران شقيق وزير الدفاع الايراني السابق مصطفى شمران. وسارعت هذه القائمة الفائزة التي تطرح شعار "اتباع ولاية الفقيه" الى الاعلان عن عدم انتسابها الى اي فريق سياسي، وعلى انها مستقلة. واللافت ان القوائم المقربة الى المحافظين فازت بالغالبية ايضاً في مدن اساسية كمدينة مشهد شرق وكاشان وبندر عباس بحسبما اعلنت صحيفة "كيهان" المحافظة التي رأت اوساطها ان الشعب اعطى رأيه لمصلحة الذين رأى انهم يمثلونه. وسارع الاصلاحيون الى احتواء نتائج الخسارة الانتخابية خصوصاً في طهران حيث خرجت قائمة حزب "جبهة المشاركة" القريب الى الرئيس خاتمي من السباق بخسارة كبيرة. وجاء رئيس القائمة مصطفى تاج زاده النائب السابق لوزير الداخلية والعدو اللدود للمحافظين في المرتبة ال16. وبدأ الاصلاحيون البحث عن اسباب ما حصل اذ كان واضحاً ان المشاركة الشعبية الضئيلة التي وصلت الى 25 في المئة في طهران صبت في مصلحة المحافظين الذين استفادوا أيضاً من تشتت القوى الاصلاحية وخوضها الانتخابات بقوائم متنافسة ابرزها قائمة حزب "كوادر البناء" القريب من الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، وقائمة حزب "جبهة المشاركة"، وقائمة "حزب التضامن الاصلاحي"، وقائمة "التيار القومي الديني والليبرالي". وتشتتت اصوات داعمي التيار الاصلاحي بين هذه القوائم المتنافسة، فيما صبت اصوات داعمي التيار المحافظ لمصلحة قائمة واحدة تقدمت الى الانتخابات بصفة مستقلة من دون ان تلقى دعماً علنياً من القوى السياسية المحافظة.