أين الدكتور كمال درويش مما يدور في أروقة نادي الزمالك الذي يترأسه؟ ففي وقت كان لا بد من أن ينعم جميع منسوبي ومحبي هذا النادي العريق بالراحة والسعادة والاطمئنان في أعقاب حصد 3 بطولات أفريقية مهمة هي دوري الأبطال والكأس السوبر في كرة القدم، ودوري الأبطال في كرة اليد... انقلبت الأمور رأساً على عقب، ودبت الخلافات وتوترت الأجواء في شكل لم يسبق له مثيل خصوصاً في ميدان اللعبة الشعبية الأولى. خلافات التوأمين حسام وإبراهيم حسن مع المدرب البرازيلي كارلوس كابرال من جهة، وخلافاتهما مع الإدارة من جهة أخرى مثلت الشرارة الأولى في اندلاع النيران في "البيت الأبيض"، لأن أحداً لم يعد يهتم بتوابع ما يفعل، فطالما كان العفو والسماح من نصيب التوأمين... فالأكيد أن الأمر لن يختلف مع غيرهما في ظل هذا التسيب الواضح. اجتماعات ومؤامرات يقودها ويعدها قائد الفريق خالد الغندور، فيكتشفه ب"الصدفة" المدير الإداري أحمد رفعت! وفشل محاولات الضغط من عضو مجلس الإدارة عزمي مجاهد لإرغام المدرب البرازيلي كارلوس كابرال على إشراك نجل العضو في المباريات الرسمية رغماً عن وجهة النظر الفنية للجهاز الفني بأكمله، تؤدي إلى أن يقود هذا العضو انقلاباً على المدرب في مجلس الإدارة، وأن يقوم بإثارة الرأي العام ضده من خلال تصريحات صحافية... ولم يكتف بذلك بل حث الجماهير "الغافلة" على الهتاف ضد البرازيلي وسبه والتحرش به! وكابرال يغضب ويثور ويمتنع عن قيادة المران وكأنه مدرس في مدرسة ابتدائية غاضب على تلاميذه لأنهم لا يطيعونه وأيضاً على "الناظر" لأنه لا يلبي طلباته "القراقوشية"، وكأنه نسي أنه مدرب محترف يتقاضى مئات الآلاف من الجنيهات المصرية وأن عليه أن يتمكن من كسب ود جميع اللاعبين وأن يوفر المناخ الأسري اللازم لأي مجموعة من البشر تهدف إلى تحقيق إنجازات مشتركة... بل يذهب إلى أبعد من ذلك كله ويتهم رفعت بأنه وراء "المصائب" التي انتشرت أخيراً في أجواء الفريق وفي مقدمها قرار إيقاف الغندور مرتين في يومين متتاليين! والبقية المؤسفة ستأتي حتماً طالما أن الدكتور درويش يؤثر الصمت على غير عادته هذه المرة، فلقد عهدناه دوماً سباقاً إلى حل المشكلات وساعياً إلى إرضاء الجميع من أجل أن تأتي الرياح بما تشتهيه سفينته... فهل رياح العاصفة الحالية أشد منه؟! ما يجرى في هذه القلعة الكبيرة شيء يندى له الجبين ويحتاج إلى وقفة حاسمة حتى لا تخر وتنهار على عروشها، لأن هذا النادي الكبير ونجاحه وتألقه لا يهم المصريين وحدهم بل يهم كل العرب... على اعتبار أنه النادي المصري الأكثر شعبية في الوطن العربي منذ الستينات، وتحديداً منذ أيام اليمني علي محسن والسوداني عمر النور، وغيرهما من نجوم الكرة العربية الذين لعبوا في صفوفه.