سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الكويتية" و"القطرية" إلى الشارقة و"طيران الخليج" إلى أبوظبي و"الأردنية" إلى أثينا . الحرب ستعرقل حركة النقل الجوي في محيط الخليج وتزيد كلفة السفر والتأمين
وضعت المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" خطط طوارئ لشركات الطيران تتضمن، في حال نشوب أي حرب على العراق، اعتماد خطوط نقل جوي بعيداً عن الممرات الجوية القريبة من مسارح العمليات. وقررت شركات الطيران في البلدان المجاورة للعراق تغيير عملياتها، إذا وقعت الحرب لأسباب عدة، أبرزها السلامة بالاضافة إلى تخفيف أعباء التأمين، وعدم التخلي عن مسافريها. وفي المقابل فإنه من المنتظر أن يعاني المسافرون من وإلى المنطقة العربية من ارتفاع في رسوم التأمين، ومن اختلال مواعيد الرحلات وازدياد مدتها، ومن احتمال إغلاق بعض المطارات. ويتوقع بعض الشركات العربية أن يستفيد أيضاً من تراجع حركة النقل الدولي، لتحقيق نمو إضافي وملء الفراغ الذي قد يسببه إلغاء رحلات بعض الناقلات الجوية الغربية. أعدت شركات طيران عربية عدة تقع مطاراتها الوطنية في مناطق مجاورة للعراق خطط طوارئ متفاوتة لتنفيذها في حال اندلاع الحرب. وتتكتم غالبية هذه الشركات على الخطط الموضوعة خشية إثارة مخاوف لدى الجمهور وإرباك المسافرين. وكانت "الخطوط الكويتية" الشركة الوحيدة التي فضلت إعلان نيتها الانتقال الى مطار الشارقة في حال اندلاع عمليات حربية، وذلك لابعاد طائراتها وخطوطها التشغيلية عن الممرات الجوية التي ستستخدمها القوات الأميركية والبريطانية في هجماتها. وعلمت "الحياة" أن شركات أخرى تعد خططاً متفاوتة لتغيير مكان عملياتها، أو نقل بعض طائراتها على الأرجح، إلى مطارات أخرى. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن هناك احتمالاً أن تلجأ القوات الأميركية، في حال احتاج تطوير الهجوم الجوي الى الانطلاق من قواعد أرضية، أو نقل المعدات بصورة كثيفة، إلى طلب استخدام بعض المطارات المدنية في جوار العراق. وتعتبر البحرين مركز العمليات البحرية الأميركية، والكويت مركز العمليات البرية، وقطر مركز القيادة العسكرية، وعمليات التموين بالوقود. ومن شأن أي تحول في خطط البنتاغون أن يضيق مجال استخدام المطارات المدنية في الدول الثلاث، سيما وأن حاملات الطائرات الأميركية الخمس لن تكون مناسبة لمد أي جسر جوي يرغب البنتاغون في إقامته، إذا اتخذت الحرب مساراً غير متوقع يقتضي إمدادات متواصلة. وقال عبدالوهاب تفاحة، الأمين العام ل"الاتحاد العربي للنقل الجوي"، ل"الحياة" إن "الحرب ستؤثر في الممرات والطرق الجوية التي يمكن أن تتداخل مع مسرح العمليات، ما سيؤدي الى فرض قيود على حركة الطائرات المدنية، إما في أوقات محددة، أو باستمرار إلى أن تنتهي الحرب". ونبّه إلى أن "ما حصل في حرب كوسوفو سيتكرر، إذ تم تغيير مسار بعض الرحلات الجوية آنذاك، ما أدى الى إطالتها بمقدار ساعتين في بعض الأحيان، وإلى تأخير مواعيدها في أحيان أخرى". ولفت إلى أن الحرب "ستؤثر حتماً في كامل الرحلات المنطلقة من الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العليا وإليها"، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" أمّنت مسارات جوية بديلة بين الشرق الأقصى وأوروبا، "لكنها لن تكون بالضرورة الأجدى لشركات الطيران". "طيران الخليج" وتنوي "طيران الخليج" نقل عملياتها الى دولة الامارات أو سلطنة عُمان، وهما البلدان الآخران المالكان للناقلة الى جانب البحرين. ويتكتم المسؤولون في الشركة عن خطط الطوارئ التي وضعوها. وأكدت مصادر مطلعة في الشركة ل"الحياة" أن "لا نية في الوقت الحالي لاغلاق مطار المنامة الدولي"، وأن "طيران الخليج ستواصل الطيران والعمل مهما كانت الظروف". وينشغل مسؤولو الناقلة بجملة مشاريع ومنتجات جديدة ستطرح في الشهور المقبلة. كما أن النتائج التي حققتها في الشهور الثلاثة الماضية فاقت أكثر التوقعات تفاؤلاً، وهو ما يبرر الانزعاج الذين يشعرون به، والقلق من أن تؤثر الحرب المقبلة في نتائجهم الايجابية. وعلمت "الحياة" أن الشركة ستُبقي مركز عملياتها في مطار المنامة، حتى لو جرى نقل بعض طائراتها إلى مطار أبوظبي أو مطار العين في دولة الامارات، أو إلى مطار مسقطالعماني، وإن كان المرجح هو مطار أبوظبي. وتنوي الشركة نقل الزيادة المحتملة في أكلاف التأمين إلى مسافريها، وسط تقديرات تشير إلى احتمال تراجع معدلات الحركة على رحلاتها. وقال الشيخ عبدالله بن محمد بن علي، رئيس هيئة الطيران المدني في إمارة الشارقة، ل"الحياة" إن المطار سيكون مفتوحاً ل"الخطوط الكويتية" وأي شركة طيران عربية أخرى ترغب في العمل انطلاقاً منه. وأضاف أن المطار يستطيع استقبال عشرات الطائرات في حال الضرورة "وستبذل كل الجهود لمساعدة الاخوان العرب في مواجهة أي طارئ". وعلمت "الحياة" أن "الخطوط القطرية" وضعت خطط طوارئ عدة، لمواجهة أي تغير في الأوضاع في المنطقة والحد من حرية حركة الطائرات، وارتفاع أسعار التأمين "إذا" حتمت الأوضاع تغير خطط عملياتها. وتنوي الناقلة اعتماد مطار الشارقة كمركز لعملياتها. وهي أعدت خططاً لنقل 500 من أصل 1800 من موظفيها الى الشارقة وإسكانهم في فنادق فيها لتسيير العمليات، على أن يبقى المركز الرئيسي للعمليات في الدوحة "حيث سيبقى المطار مفتوحاً". وبررت المصادر الأمر بأن مطار الشارقة يملك سعة استقبال ضخمة للطائرات. وقالت إن الشركة ستواصل رحلاتها الى الشرق الأقصى وشبه القارة الهندية، مع تخفيض عدد الرحلات الأوروبية إلى الحد الأدنى، نظراً إلي الازدحام المتوقع والكبير على الممرات الجوية الى أوروبا بسبب العمليات العسكرية. وأبرمت الناقلة كما بقية الناقلات في الخليج اتفاقات عدة مع ايران للسماح لها بالطيران فوق أراضيها، وتجنب المسارات الجوية القريبة من العراق. "الملكية الأردنية" وعلمت "الحياة" أن "الملكية الأردنية" تنوي نقل جزء كبير من عملياتها الى مطار أثينا الدولي. ووضعت الناقلة الأردنية خطط طوارئ. وقالت مصادر مطلعة في أثينا ل"الحياة" إن الاحتمال الأفضل هو أن تتركز العمليات العسكرية في حركة الملاحة التجارية من دون تغيير، وإن كان من المرجح أن تتراجع الحركة بعض الشيء بسبب انخفاض الطلب على السفر الى المنطقة ومنها. إلا أن السيناريو المرجح أيضاً هو أن تتحول المنطقة، بسبب طبيعة العمليات العسكرية، إلى منطقة "عالية المخاطر"، وهو ما يعني أن التأمين سيصل الى مستوى رادع أو غير ممكن تحمله، ما سيدفع "الملكية الأردنية" وبقية الناقلات المتمركزة في جوار العراق إلى نقل طائراتها الى مناطق تشغيل أبعد، وأقل كلفة تأمينية. ولا تنوي "الملكية" نقل موظفين لها، ولكنها ستتخذ مركزاً لها في مطار أثينا، لا سيما الطائرات المملوكة من قبل ممولين خارجيين وهذه يقارب عددها 15 طائرة، في حين ستواصل قرابة أربع طائرات تملكها "الأردنية" الطيران من الأردن وإليه، "في ظل إصرار السلطات الأردنية على عدم إغلاق مطار الملكة علياء الدولي"، المجاور لعمان. وقال أمين أحمد الحيمي، نائب المدير العام في "اليمنية" ل"الحياة" إن شركته أعدت خطط طوارئ، تخص رحلاتها المتجهة إلى شرق الخليج، وأبرمت اتفاقات مع ايران لتسيير رحلاتها عبر أجوائها، في حال وقوع الحرب. وأضاف: "لدينا رحلتان أسبوعياً إلى كل من الدوحةوالمنامة وثلاث إلى الرياض. وخططنا تلحظ تغيير مسار الرحلات ما سيطيل مدتها 55 دقيقة. وإذا توقفت حركة الملاحة التجارية باتجاه هذه المناطق، أو أغلق مطارا الدوحةوالمنامة فسنوقف رحلاتنا هذه، وإلا سنواصل العمل بشكل عادي". وقال إن شركته زادت إجراءاتها الأمنية في المطارات والمنشآت الجوية التابعة لها، وعلى متن الطائرات. وأشار إلى أن "اليمنية" أعدت موازنة طوارئ، تحظى بدعم الحكومة، لسد أي مبالغ إضافية قد تترتب على زيادة أكلاف التأمين. وفيما قال مسؤولون في مطار بيروت ل"الحياة" إن "طيران الامارات" سألت عن احتمال استخدام المطار لتوقف بعض رحلاتها فيه، في حال أغلقت المسارات الجوية لظرف ما، نفى بطرس بطرس، مسؤول العلاقات العامة في الناقلة الاماراتية، أن تكون الشركة أعدت أي خطط طوارئ. وقال ل"الحياة": "دولة الامارات بعيدة للغاية عن مناطق أي عمليات محتملة. وتجاربنا الماضية تظهر أننا لم نوقف أي خط جوي بسبب الأوضاع العسكرية، لا بل على العكس، نحن مستعدون للاستفادة من أي تراجع في حركة النقل الجوي في المنطقة حولنا لملء الفراغ، انطلاقاً من مركز عملياتنا في مطاردبي الدولي".