يتعرض 3400 شخص لوفيات مبكرة سنوياً في القاهرة الكبرى، ويضيع 28 مليون يوم عمل في ما يسمى ب"النشاط المحدود" وذلك نتيجة تلوث هواء العاصمة. وكأن مصادر التلوث المتزايدة دائماً والمتجددة أحياناً من عوادم سيارات ومصانع وحرق ما يزيد على عشرة آلاف طن يومياً من القمامة لم تعد كافية لتشبع هواء قاهرة المعز بالملوثات، حتى انضمت السحابة ضيفة سنوية كل عام في سماء القاهرة، فتخنق الأنفاس. فللعام الرابع على التوالي تخيم على سماء القاهرة الكبرى بعد المغرب سحابة دخان سوداء كثيفة في تشرين الأول أكتوبر وتشرين الثاني نوفمبر، وهي لا تخلف ميعاداً. وألصقت التهمة في بادئ الأمر لحرق قش الرز، ثم حاول الخبراء تحميل المسؤولية لعوادم السيارات وحرق المخلفات والنفايات، فبدأ سكان القاهرة يفقدون الاهتمام بالسحابة. وعلى رغم محاولات خبراء الفلك والجيوفيزيقا إثراء التحليلات بإدخال أسباب حرارة سطح الأرض، وحركة المنخفضات الهوائية، وطبقات الهواء العليا والسفلى، إلا أن أهل القاهرة باتوا يتعاملون مع السحابة باعتبارها ظاهرة كونية.