آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    "البيئة والمياه" تختتم فعاليات أسبوع البيئة في حائل    وزراء الموارد والبلديات والتعليم يؤكدون في مؤتمر "السلامة المهنية" أهمية التكامل لتطبيق معايير السلامة بين العاملين    18535 مواطنا ومواطنة ينضمون للقطاع الخاص في أبريل    انطلاق التمرين البحري المختلط للدول المطلة على البحر الأحمر «الموج الأحمر 7» بالأسطول الغربي    المؤتمر الدوري الرياضي: لا اختلاف في الدعم و90% من المفاوضات عبر النادي    محمد عبده يتعافى بعد تلقيه العلاج بالكيماوي    إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وصول التوأم السيامي الفلبيني «أكيزا وعائشة» إلى الرياض    قيادي في فتح: حماس تتفاوض لتأمين قياداتها    دوريات «المجاهدين» بجازان تقبض على شخص لترويجه 3.8 كيلوغرام من مادة الحشيش    الديب: إيرادات الميزانية السعودية تعكس قوة الاقتصاد وكفاءة الإنفاق    أمير منطقة الرياض يؤدي الصلاة على الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز    اصطدام سيارة بإحدى بوابات البيت الأبيض ومقتل سائقها    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار على منطقة الرياض    محافظ الطائف يرأس أجتماع المجلس المحلي    المملكة تستضيف اجتماعيّ المجلس التنفيذي والمؤتمر العام ل"الألكسو"    قربان: قطاع الحياة الفطرية يوفر فرصًا استثمارية ضخمة في السياحة البيئية    كلوب: مدرب ليفربول المقبل لن يواجه صعوبات    التجارة غير النفطية تواصل النمو في أبريل    فرص واعدة لصُناع الأفلام في المملكة    منتدى المشاريع العالمي في يونيو المقبل بالرياض    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام هيئة التراث بالمنطقة    ميسي يسجل ثلاثة أرقام قياسية جديدة في الدوري الأمريكي    كاسترو يكشف موقف تاليسكا وغريب من مواجهة الهلال    "عطاء التعليمية" تدشن المبنى المطور للمرحلة الثانوية بمدارس الرواد بالرياض    20 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح    ( مسيرة أرفى ) تعلن عن إنطلاق فعاليات شهر التصلب المتعدد    "تعليم تبوك" و"أرامكو" يطلقان حملة توعوية للوقاية من الحرائق    الأمم المتحدة تكشف: آلاف السودانيين يفرون يوميا من جحيم الحرب    المملكة تعين وتروي المحتاجين حول العالم    "ميدياثون الحج والعمرة" يختتم أعماله    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    تنمية جازان تفعل برنامجًا ترفيهيًا في جزر فرسان    توقعات بهطول أمطار رعدية خفيفة على معظم مناطق المملكة    اللحوم والبقوليات تسبب "النقرس"    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    البدر «أنسن العاطفة» و«حلّق بالوطن» وحدّث الأغنية    آه يا رمل وهبايب.. تدفن جروح الحبايب.. ورحت يا بدر التمام    «MBC FM».. 3 عقود على أول إذاعة سعودية خاصة    السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    تعديلات واستثناءات في لائحة ضريبة التصرفات العقارية    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    موسكو: «الأطلسي» يستعد لصراع محتمل    مفاوضات هدنة غزة.. ترقب لنتائج مختلفة    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معرض كتاب في دمشق ... ندرة قراء وإقبال على سعيد وكويتزي
نشر في الحياة يوم 15 - 10 - 2003

شهدت دمشق في الثلث الأول من شهر تشرين الأول أكتوبر الجاري معرض الكتاب الدولي التاسع عشر الذي اصبح تقليداً سنوياً يتيح للقارئ السوري الاطلاع على العناوين الجديدة والإصدارات في شتى حقول الفكر والفنون والآداب، حيث وصل عدد الدول المشاركة في هذه الدورة إلى 21 دولة منها 13 عربية، في ما بلغ عدد دور النشر المشاركة 439 داراً عرضت في 14 صالة على أرض معرض دمشق الدولي اكثر من 43 ألف عنوان. وخصصت صالة لكتب الأطفال وصالة للكتاب الأجنبي وصالة للحواسيب وتجهيزاتها وقاعة للإنترنت، إضافة إلى تطوير في وسائل الإرشاد والدلالة التي توصل القارئ إلى الكتاب الذي يريد بسهولة ويسر.
أصدرت إدارة المعرض دليلاً ورقياً وآخر إلكترونياً وضع على شبكة الإنترنت على موقع مكتبة الأسد - الجهة الرسمية التي تنظم المعرض - يحوي أسماء العناوين المعروضة مع بطاقة وصفية تتضمن اسم الكتاب والمؤلف ودار النشر وسعر الكتاب، فضلاً عن وجود مخطط جغرافي للمعرض ولوحات دلالة تبين أسماء دور النشر المشاركة وأماكن تموضعها. وإن لم يثمر كل ذلك في الإرشاد، فإن قاعة الاستعلامات تقدم ما يقدمه الدليل وفي شكل مباشر.
أسعار
لكن يبدو أن هموم الكتاب هي في مكان آخر. فهذا الجهد التنظيمي لا يخفي حقيقة العزوف عن القراءة. ففي قسمات وجه الزائر وهو يغادر أرض المعرض فارغ اليدين تقرأ الكثير مما تخفيه الأضواء والطقس الاحتفالي والأغلفة الجميلة ولذلك أسباب كثيرة لعل المحاورة التي دارت بين مندوب "المركز الثقافي العربي" وأحد الطلبة القادمين من شرق آسيا لدراسة الشريعة في دمشق تكشف عن بعضها. فقد جرت المساومة على كتاب "مفهوم النص، دراسة في علوم القرآن" لنصر حامد أبو زيد الذي كان الطالب يرغب في شرائه لكنه حين سمع بسعر الكتاب خمسة دولارات تردد ثم تحايل على المندوب كي يخفض له السعر نصف دولار فحسب! فلم يشأ المندوب أن يحرجه ومرت المساومة بهدوء لكنها خلفت انطباعاً قوياً يؤكد ان سعر الكتاب هو المعضلة الرئيسة التي تقف حائلاً دون وصول الكتاب إلى القارئ الذي يغير رأيه أكثر من مرة حتى يعثر على سعر يناسب مع ما في جيبه. وهذا ما يفسر، على سبيل المثال، الإقبال الشديد على جناح الهيئة العامة المصرية للكتاب التي تبيع عناوين مهمة بسعر زهيد.
وإذا كان معرض الكتاب في دمشق يعد إحدى التظاهرات الثقافية الرسمية التي تفتح نافذة واسعة أمام جمهور متعطش للقراءة، غير أنها لا تستغل في الشكل الأنسب كما يشير عز الدين عبود دار المدى الذي شن هجوماً قاسياً على آلية إدارة المعرض في التعامل مع الناشرين، إذ "تضع دور النشر بغثها وسمينها في سلة واحدة وتفسح المجال أمام مكتبات عامة لا علاقة لها بالنشر لعرض كتبها" وتسمح بعرض كتب "رديئة وتافهة" على حد تعبيره، لافتاً إلى غياب بعض دور النشر العريقة التي كانت تشارك في السنوات السابقة، لا سيما من المغرب العربي ومصر، بسبب التعقيدات الكثيرة وقائمة الممنوعات الطويلة المقدمة من هذه الإدارة للناشرين لاحظنا بعض الأجنحة فارغة لاستنكاف الدار عن المشاركة في الأيام الأخيرة واشتكى عبود من غلاء أجرة الجناح التي تبلغ حوالى ألف دولار أميركي.
رأي آخر
في المقابل، رأى شادي قطنة دار النفائس - الأردن ان هذا السعر مقبول وأشاد بالتنظيم وشاطره الرأي سمير عبدالعال دار الوفاء - مصر الذي مدح القارئ السوري القادر على التمييز بين الكتاب الجيد والرديء.
إن مسألة تراجع دور الكتاب ليست كلاماً يقال بل هي حقيقة تؤكدها الأرقام. "ففي الستينات كانت دار الآداب البيروتية تطبع من كل عنوان 10 آلاف نسخة، أما الآن فلا يتجاوز عدد النسخ الثلاثة آلاف مهما كان الكتاب مهماً والمؤلف معروفاً"، كما يقول وليد نوفل مدير التسويق في هذه الدار، مضيفاً أن دولاً مثل "العراق وليبيا واليمن كانت تستهلك كميات كبيرة من الكتب، غير أن النسب تراجعت بسبب السياسات القائمة فيها والتي أدت إلى إلهاء المواطن بلقمة العيش". ومثل هذا الرأي يقوله عصام أبو حمدان دار الساقي إذ يعزو قلة الإقبال إلى "ضعف القوة الشرائية لدى المواطن ليس في سورية فحسب بل في معظم الدول العربية"، معتبراً ان الجهات الرسمية مقصرة و"لا تقوم بالدور المطلوب في دعم الكتاب في مسائل الشحن والجمارك والرقابة والخامات الأولية لصنع الكتاب... الخ."، ناهيك عن غياب "السياسة التي تحض على القراءة"، ما يزيد من الأعباء على الناشر الذي يضطر إلى وضع سعر عال للكتاب يغطي به النفقات الباهظة ليكون الخاسر الوحيد في هذه المعادلة القارئ. وعزا مهيار كردي وزارة الثقافة المغربية والمركز الثقافي العربي قلة الإقبال إلى التوقيت. فالمعرض يواكب تقريباً بدء العام الدراسي في المدارس والجامعات وذلك يكلف الأسرة أعباء مالية لا تستطيع معها التوفير لشراء الكتب.
إن الأمية المنتشرة في البلاد العربية تشكل عائقاً مهماً آخر في وجه الكتاب، إذ يصل الرقم إلى حوالى 65 مليون أمي. كما أن المجتمع العربي هو مجتمع ريفي ونادراً ما تجد منافذ لبيع الكتب في الأرياف العربية. وهناك من يقول ان أسباب العزوف عن القراءة كامنة في تطور وسائل التسلية والترفيه ووجود بدائل كالإنترنت والفضائيات وغيرها، ما ابعد القارئ عن الكتاب الذي لم يعد "خير جليس" كما كان يقول المتنبي. بيد أن هذا التحليل وإن انطوى على جزء من الحقيقة فهي حقيقة ناقصة يمكن دحضها بالأرقام. ففي البلدان الأوروبية حيث تنتشر وسائل الترفيه والتسلية في شكل اكبر وبما لا يقاس بما هو قائم في البلاد العربية، فإن إصدارات أي دولة أوروبية في السنة الواحدة تتجاوز الثلاثين ألف عنوان، في حين يهبط هذا الرقم في البلاد العربية كلها إلى حوالى 3 آلاف عنوان، ناهيك عن الترجمة إلى العربية التي تأتي دائماً متأخرة.
مسألة الرقابة
أما في ما يتعلق بالرقابة - وهي كذلك من العوائق التي تحد من حركة الكتاب - "فحدِّث ولا حرج". ففي غياب معايير أو ضوابط محددة لهذه العملية، فإن المزاجية أو الفوضى هي التي تتحكم في عقلية الرقيب الجاهل الذي يسعى إلى إرضاء سيده وهي مسألة تؤرق الناشر الذي يطالب بإلغائها والاكتفاء ب"رقابة الضمير"، وهو ما أكده بدوره علي العايدي مدير معرض دمشق للكتاب الذي نفى أن تكون هناك رقابة متبعة في هذا المعرض بالمعنى الدقيق للكلمة، إذ اقتصرت التوجيهات على "أن تكون نسبة الاصدارت في السنوات الخمس الأخيرة لا تقل عن خمسين في المئة من نسبة الكتب المعروضة" وضرورة أن تكون "طباعة الكتاب وإخراجه جيدين وأن يكون مضمونه جديداً وراقياً" بمعنى أن هذه الرقابة منعت الكتب التي تتناول ما سماه ب"السخافات" كالسحر والتنجيم والشعوذة... الخ. ولكننا لاحظنا عناوين في المعرض تخالف هذا الكلام مثل "فياغرا حبيبتي" و"كيف تربح المليون" و"الأبراج والحب" لمؤلفه محمد صالح الباحث في العلوم الفلكية والتحليل النفسي و"بعشرة أسابيع تصبحين اصغر بعشر سنين" و"دلائل حظك ومستقبلك في كفك" وغيرها من العناوين التي لا نعتقد أنها تعبر عن الرقي الذي تحدث عنه العايدي على رغم وجود عناوين لا يمكن التشكيك في أهميتها.
كتب باعت
وفاة إدوارد سعيد قبيل المعرض رفعت نسب مبيعات كتبه التي وضعت في أمكنة بارزة، والأمر نفسه ينطبق على الروائي الجنوب إفريقي ج. م كويتزي الذي لم يلتفت إليه أحد في الأيام الأولى للمعرض. لكن ما إن شاع خبر فوزه بجائزة نوبل للآداب حتى نفدت نسخ روايتيه المترجمتين إلى العربية "خزي" و"في انتظار البرابرة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.