استشهد فلسطيني وأصيب آخر برصاص الجيش الاسرائيلي قرب حاجز عسكري جنوب قطاع غزة، وذلك في حادث تناقضت الشهادات في شأنه، اذ اعلنت مصادر عسكرية ان الفلسطيني كان مسلحا وكان ينوي القاء قنبلة على الجنود، وهو امر نفاه شهود فلسطينيون قالوا ان الفلسطيني لم يكن مسلحا وان الجنود اطلقوا عليه النار لانه لم يمتثل للاوامر ونزل من السيارة التي كانت تقله. في غضون ذلك، وجهت السلطة الفلسطينية رسائل عاجلة الى العديد من الدول تطالبها بالتدخل لالغاء قرار اسرائيل ضم قبة راحيل في الضفة والعمل على رفع الحصار الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية الذي بات "يهدد بكارثة". القدسالمحتلة، غزة - أ ف ب، رويترز - أفاد مصدر أمني فلسطيني ان الفلسطيني خليل مسعود الحزقي 23 عاما من مخيم النصيرات، قتل برصاص الجيش الاسرائيلي عند حاجز عسكري في منطقة بين حاجزي ابو هولي في دير البلح والمطاحن في خان يونس جنوب قطاع غزة. واضاف ان "الجانب الاسرائيلي رفض السماح لسيارات الاسعاف الفلسطينية بالوصول الى المكان لنقله واحتجز الجثة"، و"ابلغ لجنة الارتباط الفلسطينية العسكرية بالحادث وادعى" ان القتيل كان مسلحا وكان يعتزم القاء قنبلة يدوية على الموقع العسكري عند حاجز الطواحين قرب الطريق المؤدية الى مستوطنة "غوش قطيف" جنوب قطاع غزة. وروى احد الشهود ان "قوات الاحتلال اغلقت الحاجزين العسكريين فجأة وقامت بعملية تفتيش تعسفية في سيارات المواطنين الفلسطينيين، وعندما نزل احد المواطنين من سيارته اطلقوا عليه النار واردوه قتيلا وأصيب آخر في المكان". واضاف ان "جنود الاحتلال اعتقلوا ثلاثة مواطنين على الاقل واحتجزوا مئات المواطنين بين الحاجزين ومنعوهم من اجتياز أي من الحاجزين العسكريين، كما يفعلون يوميا تقريبا". وروت شاهدة انها "كانت في السيارة ذاتها التي كان فيها الرجل عندما اطلق الجنود عليه النار بكثافة لدى نزوله من السيارة فاستشهد فورا". وتابعت: "لم نر معه سلاحا". واضافت ان "قوات الاحتلال التي وصلت باعداد كبيرة الى المنطقة اوقفت كل السيارات بين الحاجزين وطلبت من جميع الرجال النزول وان تبقى النساء في السيارات". من جانبها، قالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجنود اطلقوا نيرانهم على رجل القى قنابل عليهم، وسلموا جثته الى مسؤولين فلسطينيين قالوا بدورهم ان الرجل قتل بالرصاص. من جهة أخرى، قال مصدر أمني فلسطيني إن قوات الاحتلال توغلت صباح أمس بحماية خمس دبابات ورفقة جرافتين عسكريتين، اكثر من 200 متر في دير البلح وسط قطاع غزة وجرفت مساحات واسعة من الاراضي طاولت تدمير دفيئة زراعية تعود لعائلة العزب شمال مستوطنة "كفار داروم". وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الجرافات جرفت في المنطقة نفسها ليل الاحد - الاثنين مساحات واسعة واقتلعت اشجارا كثيرة خصوصا من الزيتون ودمرت عددا من الدفيئات. الى ذلك، أفاد مصدر امني فلسطيني مسؤول امس ان الجيش بدأ اعتبارا من الاحد بمنع الفلسطينيين من استخدام جزء من الطريق الشرقية الدائرية لمدينة غزة تصل بينها وبين بلدة بيت حانون شمال القطاع أثناء الليل. وقال مسؤول امني ان "قوات الاحتلال حظرت على المواطنين الفلسطينيين استخدام هذه الطريق منذ الغروب حتى شروق اليوم التالي وابلغت لجنة الارتباط العسكري الفلسطيني انه سيمنع اي تحرك في فترة الليل في تلك المنطقة". وكانت القوات الاسرائيلية قامت خلال توغلها الاحد في هذه المنطقة باحداث خمس حفر كبيرة بعرض الطريق لمنع استخدامه. ويبلغ طول هذا الجزء من الطريق الذي منع الفلسطينيون من استخدامه ليلا خمسة كيلومترات وكان يسلكه عادة حوالي 12 الف عامل فلسطيني يذهبون يوميا فجرا للعمل في اسرائيل. في غضون ذلك، كانت اسرائيل ما زالت مقطوعة عن العالم امس حيث اغلقت مداخلها البرية والبحرية، ولم تصدر اي صحيفة لمناسبة "يوم الغفران" او يوم كيبور، اهم الاعياد اليهودية، في حين من المتوقع ان ينتهي اغلاق الاراضي الفلسطينية اليوم. السلطة ترفض ضم "قبة راحيل" من جهة اخرى، قال وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية "وجهت رسائل عاجلة الى الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والنروج وكندا واستراليا وسفراء دول افريقيا واسيا تطالبهم بالتدخل الفوري لوقف العدوان الاسرائيلي والغاء قرار اسرائيل بضم منطقة مسجد بلال قبة راحيل في بيت لحم". وشدد على ضرورة رفع منع التجول وانهاء الحصار المفروض على المدن الفلسطينية خصوصا نابلس التي تعيش ظروفا كارثية منذ اشهر حتى باتت اوجه الحياة في المدينة مهددة بالشلل بما فيها قطاعا التعليم والصحة". واوضح ان الرسائل تعتبر ان "تغيير مكانة وصفة مسجد بلال بن رباح قبة راحيل وضم هذا الموقع لاسرائيل خرق فاضح للاتفاقات المبرمة". وكانت الحكومة الاسرائيلية اقرت الاربعاء الماضي تحويل الموقع الى مجمع مغلق يتم ضمه الى القدس عبر ممر يجري بناؤه بين القدس والضفة. وسيتم شق طريق تجتاز اراضي يملكها سكان من بيت لحم، ويمكن ايضا ان تقسم الى شطرين مخيم عائدة حيث يقيم 3500 لاجىء.