لم تعد وسائل الاتصال عبر الانترنت محدودة بالموقع الجغرافي، إذ إن تقدم التكنولوجيا أتاح للمسافر في البحر والجو والبر البقاء متصلاً مع العالم. ويعود الفضل في هذا الإنجاز الى شركات تكنولوجيا الاتصالات العالمية للافادة من القدرات المادية والتقنية المتاحة وترسيخها لتقديم الأفضل للمستخدم. ويتشارك عدد قليل من شركات الأقمار الاصطناعية، مثل "ايريديوم" و "غلوبال ستار" و"الثريا" و"انمارسات"، في خدمات تقديم الصوت، ونقل البيانات المتحركة. وتتيح هذه الخدمات تقديم نظم اتصال أحياناً. وفي مناطق الكوارث، مثلاً، تستخدم بعض جهات الانقاذ هواتف وأجهزة تسهل عملياتها. وفي كارثة انهيار سد "زيزون" في سورية، حضرت منظمة "اتصالات بلا حدود"، وقدمت مرافقاً للاتصالات الطارئة. وتملك المنظمة أسطولاً من وحدات هاتف "إنمارسات" المحمولة الصغيرة و"غان"، اي GAN، وهي الاحرف الاولى التي تختصر عبارة Global Area Network، اي الشبكة الدولية. وتستخدمه لأغراض لوجستية، مثل تمكين الناجين من النزاعات أو الكوارث الطبيعية، كالبلقان وسورية، لتحري مصير عائلاتهم والاتصال بهم. ما هو "غان"؟ بدورها، لا تستطيع الصحافة المرئية والمسموعة الاستغناء عن الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية. وما نراه على شاشات التلفزة من أخبار المناطق النائية مثل أفغانستان وباكستان وغيرهما، منقول عبر اقمار الاتصالات المتطورة. ويعتبر نظام "غان"، الأكثر انتشاراً، إذ يعتمد على إرسال أو استقبال المعلومات عبر نطاق الحزمة الواسعة من أي مكان في العالم، ويتيح نقل الصوت والصورة والبيانات بسرعة تصل الى 64 كيلو بت في الثانية. وتمثل هذه السرعة سبعة أضعاف السرعة التي يمكن الحصول عليها حالياً عبر شبكات الخلوي العادية، ويعطي خدمة نقل الصوت والفاكس في جودة عالية، تعتمده الصحافة وشركات البترول، ويكون على هيئة وحدات متنقلة لا يتعدى حجمها حجم الكمبيوتر المحمول. كما يوفر إمكان الاتصال بالشبكات المحلية، اي Local Area Network، ويشكل حلاً مثالياً للمستخدمين الدائمي الحركة والتنقل. وتسعى "انمارسات" إلى طرح نظام جديد يقدم سرعات نقل البيانات تصل الى 166 كيلو بت في الثانية. وربما وصل السوق في أواخر العام الحالي. وشرعت كذلك في التمهيد للجيل الرابع من أقمارها الاصطناعية، التي ستوفر سرعة نقل بيانات تصل إلى 432 كيلوبت في الثانية. وكان الاتصال من البحر أولى المراحل التي تقدمت فيها خدمات الاتصال الصوتي عبر الأقمار الاصطناعية. وازدادت الحاجة اليها مع تزايد خدمات الشحن البحري، وكذلك الزيادة المطردة في الكوارث البحرية. البر والبحر والجو وتعتبر خدمة "فلييت أف 77"Fleet F77 من أحدث نظم الاتصالات في البحر، وهي خدمة الاتصالات البحرية الجديدة. وتستند الى نقل حزم البيانات المتحركة. وتوفر خدمات البريد الإلكتروني والاتصال الآمن بالإنترنت، اضافة إلى تشكيلة واسعة من الخدمات الاختيارية مثل الفاكس. وبذا تتيح إنشاء مكاتب متحركة كاملة الجهوزية في عرض البحر. والجدير ذكره ان عاملي السلامة والاعتمادية من أهم العوامل في صناعة النقل البحري. وخدمة "فلييت أف 77" هي خدمة الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية الوحيدة التي تفي بأحدث الشروط التي وضعتها هيئة الملاحة العالمية. وروعي في تصميمها إعطاء الأولوية للاتصالات الصوتية وإجراءات الوقاية. وتمنح تلقائياً إشارات الطوارئ والاستغاثة والسلامة أولوية قصوى. أما في ما يخص الترفيه والاتصالات لركاب الطائرات، فإن نظام "سويفت 64"Swift 64 يمنحهم القدرة على استخدام الإنترنت والبريد الإلكتروني وإشارات الفيديو ونقل الملفات وغيرها. ويستخدم في 21 طائرة نقل ركاب عالمية راهناً. وزود نحو ثمانين في المئة من الطائرات التجارية البعيدة المدى، وأكثر من 1000 طائرة نفاثة خاصة، هوائي إنمارسات للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية الذي تستلزمه خدمات "سويفت 64". وأعلن أخيراً عن مشروع تطوير أو عرض وسيلة لاسلكية للاتصال بخدمات الوسائط المتعددة من غرف قيادة الطائرات يسعى إلى تصميم أول بيئة لاسلكية بالكامل معدّة خصيصاً للعمل جواً.