أكد مسؤول أردني ل"الحياة" أمس أن لا علاقة بين التهديدات التي يتعرض لها العراق وبين تدريبات مشتركة ستجريها القوات الأردنية مع وحدات من الجيش الأميركي في جنوب المملكة، أواخر آب اغسطس المقبل. في الوقت ذاته، رشح مزيد من المعلومات عن نتائج المحادثات التي اختتمها في أنقرة قبل يومين مساعد وزير الدفاع الأميركي بول وولفوفيتز الذي حاول اقناع تركيا بتقديم دعم لعمل عسكري لاطاحة الرئيس صدام حسين. وكشف ان وولفوفيتز ابلغ المسؤولين الأتراك ان إدارة الرئيس جورج بوش اتخذت قرار الحسم العسكري لإقصاء صدام، وان العملية العسكرية ستبدأ شتاء 2003 انطلاقاً من جنوبالعراق، وتشارك فيها أحزاب المعارضة في الداخل والخارج. وأبلغ المسؤول الأميركي الجانب التركي ان واشنطن جدية في افساح المجال لأنقرة كي يكون لها شأن في تحديد مستقبل العراق، لكن ذلك مرتبط بمدى تعاونها عسكرياً مع الولاياتالمتحدة. ولم ينس وولفوفيتز الاشارة الى دور المعارضة في العملية المحتملة التي أكد ان ادارة بوش لن تتراجع عنها ولو لم تشارك فيها تركيا، وان تطلب ذلك تغيير الخطة لتعتمد على جبهات وقوى أخرى ستكون لها الأفضلية في تحديد مستقبل العراق. مسؤول تركي قال ل"الحياة": "حاول وولفوفيتز ان يقول لنا في شكل ديبلوماسي ودود ما قاله بوش بعد احداث 11 أيلول سبتمبر: اما ان تكونوا معنا واما ضدنا". وزاد ان موقف واشنطن قد يحرج انقرة، لذلك جاءت المطالب التركية وكأنها مبالغ فيها لتتجاوز مطالبها المعروفة تجاه شمال العراق وقضية التركمان، الى طلب دعم أميركي لتسوية المسألة القبرصية بالنحو الذي يرضي أنقرة، والضغط على الاتحاد الأوروبي ليحدد تاريخ بدء المفاوضات مع تركيا على عضويتها، وزيادة الدعم المالي والعسكري للقوات التركية في افغانستان ودعم الاقتصاد التركي بمزيد من القروض. وأشارت القيادات العسكرية التركية الى ما وصفته بتضارب في المواقف الأميركية تجاه انقرة، ففيما تؤكد على العلاقات الاستراتيجية مع تركيا يعيق الكونغرس بيع انقرة أسلحة اميركية، ويرفض الغاء فوائد الديون العسكرية التركية المستحقة للولايات المتحدة. واللافت أن عدداً كبيراً من الديموقراطيين في الكونغرس وعدداً متزايداً من الجمهوريين بدأ يطالب إدارة بوش بتوضيح خططها في شأن العراق، فيما حمل عضو مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي جون كيري على سياسة بوش حيال العراق وملف الشرق الأوسط، واصفاً اياها بأنها "تصرفات هواة" راجع ص 2. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الديموقراطيون، تعد لعقد جلسة استماع تخصص للعراق مطلع الشهر المقبل. التدريبات الأردنية - الأميركية وأمس أعلن الأردن ان تدريبات مشتركة بين قواته ووحدات من الجيش الأميركي ستبدأ أواخر آب في جنوب المملكة. وأبلغ مسؤول أردني فضل عدم نشر اسمه "الحياة" ان "المناورات بين الأردنوالولاياتالمتحدة لا علاقة لها بتاتاً بالتهديدات التي يتعرض لها العراق ويرفضها الأردن بشدة". وزاد ان "التدريبات التي ستجرى في منطقة العقبة جزء من برنامج روتيني في التعاون العسكري بين البلدين" ولا علاقة لها بأي خطط أو سيناريوات يجري ترتيبها في المنطقة. وأوضح ان هذه المناورات التي ستجرى بعيداً عن الحدود الشرقية بين الأردنوالعراق "محددة بفترة اسبوعين، وفور انتهائها سيغادر العسكريون الأميركيون البلاد"، مجدداً نفي الأردن "وجود قواعد أميركية على أراضيه".