شارك مئات من سكان مخيمي البقعة والوحدات للاجئين الفلسطينيين في الاردن امس في تظاهرات احتجاج احرقت خلالها الاعلام الاميركية والاسرائيلية، في اول تحد من نوعه للحظر الشامل الذي فرضته الحكومة على المسيرات منذ العام الماضي. وطالب المتظاهرون الدول العربية بالتصدي لاسرائيل ووقف عدوانها على الفلسطينيين، كما حضوا الاردن ومصر على قطع العلاقات مع الدولة العبرية. وانتشرت قوات مكافحة الشغب بكثافة في مناطق محيطة بالمخيمين كإجراء احترازي، ولم تسجل اي صدامات مع المتظاهرين الذين تفرقوا بعد المسيرات السلمية. وكان طلاب الجامعة الاردنية نظموا مسيرة داخل حرمها الخميس الماضي على رغم الحظر الذي فرضته السلطات منذ انطلاق الانتفاضة الفلسطينية والتي اعقبتها تظاهرات صاخبة في عمان. ولفت مراقبون الى ان الحكومة لم تسع الى منع التظاهرات امس بالقوة، في مؤشر الى رغبتها في احتواء الغضب الشعبي، في ضوء تسارع وتيرة العدوان الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال الاسرائيلي وارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين خلال الايام الاخيرة. الى ذلك، رحب الاردن امس بإعلان الرئيس جورج بوش عودة الموفد الاميركي انطوني زيني الى الشرق الاوسط كخطوة اولى على طريق تهدئة الوضع. وقال وزير الخارجية مروان المعشر قبل مغادرته الى القاهرة امس للمشاركة في اجتماعات الدورة 117 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية ولجنة المتابعة برئاسة الاردن التي تبدأ اعمالها اليوم ان الخطوة الاميركية "مهمة جداً لكنها الاولى على طريق تهدئة الوضع ووقف دوامة العنف وحمام الدم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني". واضاف ان "التصرفات الاسرائيلية لم تعد مقبولة"، مشدداً على ضرورة "تطبيق اتفاقات تينيت وميتشل كخطوة اولى وفورية". واعرب عن امله بأن يتمكن المبعوث الاميركي من تحقيق ذلك فور وصوله كخطوة اولى يليها استئناف العملية السلمية بناء على المبادرة السعودية وقراري مجلس الامن الرقم 242 و338. وزاد ان الاردن "يعمل مع دول اخرى من اجل بلورة المبادرة السعودية باتجاه تبنيها في القمة العربية في شكل يعطي العالم فكرة واضحة فحواها ان الدول العربية تريد السلام المبني على استرجاع الحقوق العربية وتحقيق سلام عادل في الشرق الاوسط".