"إن حجارة الطوب في رام الله هي جدران معسكر الإبادة وأنتم الأسرى أيها الفلسطينيون، علينا أن نقرع أجراس العالم صارخين أن ما يحدث اليوم في فلسطين هو جريمة ضد الأبرياء لا يمكن السكوت عليها وعلينا إيقافها ولا فرق بين ما يحدث اليوم وما كان حدث في معسكر أوشفيتز للإبادة النازية مع اختلاف المعطيات الزمنية والمكانية"، بهذه الروح الجريئة تكلم الكاتب البرتغالي الكبير جوزيه ساراماغو في اللقاء التضامني مع الشعب الفلسطيني ومع الشاعر محمود درويش المحاصر في الرقعة الصغيرة من التراب التاريخي التي بقيت للفلسطينيين ليثير ضده عاصفة إعلامية كبيرة في إسرائيل وفي العالم اليهودي في أميركا وأوروبا. الصحافة الإسرائيلية هاجمت ساراماغو بأسلوبها الغريزي متهمة إياه بخادم العقلية التوتاليتارية في الحزب الشيوعي وأنه يعمل الآن مدافعاً عن الإرهاب الفلسطيني وتوتاليتارية الرئيس ياسرعرفات، الصفحات الأولى للصحافة العبرية الصادرة في القدس الغربية وتل أبيب نعتته وزملاءه في البرلمان العالمي للكتّاب بأنهم لا ساميون وقحون. عاموس عوز الكاتب الإسرائيلي أشار في إفتتاحية "يديعوت أحرونوت" الواسعة الأنتشار أن الإحتلال سلبي وسيئ لكنّ المقارنة بين الضحية والجلاد وأستعارة المشهد النازي أمر لا يرضى به الإسرائيليون. أما الكاتب أهرون أفيلفلد فأعتبر ساراماغو لا سامياً مطلقاً وقالت الكاتبة نعمي فرنكل التي تقطن الحي اليهودي في الخليل أن ساراماغو كاتب وقح وعلينا عدم الأكتراث لأقواله فهو ليس على علم بما يتعرض له اليهود من الخوف والموت. ناشرو الكتب في إسرائيل لوحوا بأن تصريحاته ستنعكس سلباً على شراء كتبه وهو أحد الكتاب الرائجين في ترجماته العبرية. والوفد الذي حضر مع ساراماغو وضم كورس وولن شونيكا وفينشيزو كونسولو وكريستان سالمون وبرايتن برايتنباخ وخوان غونتيسولو سيلتقي في قاعة المسرح العربي في يافا اليوم الخميس شخصيات إسرائيلية وفلسطينية مؤيدة للسلام. ساراماغو تحدث الى صحيفة يديعوت أحرونوت رافضاً أن يكون ندم على تصريحاته وأصر على رأيه المعارض للأحتلال. ممثلو السلطات الأسرائيلية عبروا عن غضبهم من الزيارة ومنعوا دخول بعض الصحافيين والأدباء الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر كحضور المؤتمر في رام الله. الأوساط المثقفة في فلسطين شعرت بالدعم المعنوي ووسمت اللقاء بأهمية خاصة عربياً وعالمياً.