أعلن الاتحاد الاوروبي التزامه تمويل بعض نفقات بناء طريق ساحلي على البحر الابيض المتوسط على طول 520 كلم يربط مدينة طنجة المغربية بالحدود الجزائرية عبر جبال الريف الوعرة، ضمن استراتيجية تمهد لإقامة منطقة تجارية يورومتوسطية حرة. وينتظر الاعلان عن مناقصة دولية لتنفيذ الجزء الاول من المشروع في الأسابيع القليلة المقبلة. جاء في بيان للممثلية الاوروبية في الرباط ان بروكسيل تلتزم منح المغرب نحو 80 مليون يورو للمساهمة في بناء الطريق الساحلي "لفك العزلة عن مناطق الريف والاعداد لمنطقة تجارية حرة بين دول اتحاد المغرب العربي قبل نهاية العقد الجاري". ويعتزم الاتحاد تمويل وصلات اخرى من الطريق داخل الجزائر وتونس لربط المنطقة بشبكة من الطرق السريعة تسهيلاً لتنقل البضائع والاشخاص ومنها أفراد الجالية المغاربية المقيمة في اوروبا. ويعتقد الاتحاد ان المساهمة في تمويل مشاريع اقليمية في شمال افريقيا ستمهد لإقامة منطقة تجارية يورومتوسطية حرة تشكل حالياً احد الاهداف الاستراتيجية للاتحاد الذي خصص لها دعماً يوازي 10 بلايين يورو ضمن برنامج "ميدا 2" يمول بالتساوي من موارد المفوضية ومن البنك الاوروبي للاستثمار. وتشكل الطريق الساحلي على البحر الابيض المتوسط احد اكبر المشاريع الاقليمية التي تهدف في جانب اخر تغيير انظمة الزراعة المحلية في مناطق الريف المغربية التي يتهمها الاتحاد بانتاج مادة القنب الهندي المخدرة ويحضها على انتاج مزروعات بديلة. وينتظر الاعلان عن مناقصة دولية لتنفيذ الجزء الاول من المشروع في الاسابيع القليلة المقبلة على ان يبدأ الشطر الثاني وسط جبال الريف السنة المقبلة وتستمرالاشغال 30 شهراً وستربط هذه الطريق قبل سنة 2006 منطقة طنجة - تطوان شمال غربي المغرب مع منطقة وجدة - بركان في اقصى شرق المغرب على الحدود الجزائرية على مسافة تُقدر بنحو 520 كلم منها 234 كلم سيتم بناؤها بالكامل و286 كلم سيتم اعادة تحديثها وتوسيعها. وينقسم الشطر المغربي من هذه الطريق الساحلية الى جزءين يمتد الاول انطلاقاً من المحيط الاطلسي طنجة مروراً بتطوان ويصل جبال الريف الشاهقة في الوسط حيث سيتم بناء انفاق وسط الجبال لفك العزلة عن منطقة الريف على مسافة 35 كلم بالقرب من مدينة الحسيمة التي تفصل بين شرق وغرب جبال الريف. وتستكمل الطريق بعد ذلك وسط الجبال الى ان تصل وجدة التي تعتبر عاصمة منطقة شرق المغرب. وحسب مصادر وزارة التجهيز المغربية، فإن المشروع قطع اشواطاً كبيرة وسيكون الدعم الاوروبي مساعداً خصوصاً في المناطق القريبة من مدينة الحسيمة، وخصص الاتحاد 3,5 مليون دولار للدراسات التقنية واعتماد المعايير الدولية في بناء الانفاق وسط الجبال. وذكرت مفوضية الاتحاد الاوروبي ان المشاريع الاقليمية الجديدة ستخضع في تشييدها الى المعايير الاوروبية لانها ستُستخدم لاحقاً في تفعيل المنطقة التجارية اليورو-متوسطية الحرة.