باريس - "الحياة" - أصدرت محكمة موناكو أمس، حكماً بالسجن عشر سنوات للممرض الأميركي تيد ماهر، لإدانته في قتل المصرفي ادمون صفرا 67 عاماً وممرضته في كانون الأول ديسمبر 1999. واختارت المحكمة عقوبة أخفّ من تلك التي طالب بها المدعي العام، وهي 12 سنة سجناً. ويأتي هذا القرار بعد أسبوع جلسات عقدتها محكمة موناكو حيث كان يقيم صفرا برفقة زوجته وحراسه الشخصيين، ومثل أمامها ماهر 44 عاماً. وأقر المتهم في شهادته أمام المحكمة ان الحريق المتعمّد الذي أشعله في منزل صفرا وأدى الى مقتله وممرضته فيفيان تورانت، كان عملاً سخيفاً. ورأى المدعي العام دانيال سيردي في مرافعته ان ماهر أطلق باشعاله الحريق في منزل صفرا "آلة جهنمية وانه ترك النيران تلتهم أرجاء المنزل". وأضاف: "ان الحريق والقتيلين اللذين سقطا من جرائه، عمل تقع مسؤوليته عليه ماهر وحده"، وان السر الوحيد الذي يلازم هذه القضية "هو ما دار في رأس ماهر وجعله يشعل الحريق". وكان مقتل صفرا في حريق التهم منزله المكوّن من طبقات عدّة والمحاط بحماية أمنية مشددة وبأجهزة مراقبة الكترونية، أثار حيرة المحققين الذين رجحوا للوهلة الأولى ان تكون المافيا الروسية هي المسؤولة عن الحادث. لكنه تبيّن لهم لاحقاً ان الحريق لم يكن سوى سيناريو أعدّه ماهر بنفسه، ليس بدافع قتل صفرا وإنما الظهور أمامه بمظهر البطل. وتعمد ماهر طعن نفسه بالسكين، مما جعل المحققين يعتقدون في البداية أنه أصيب خلال مشادة مع مضرمي الحريق، من ثم أشعل النار في سلة مهملات، معتبراً انه سيأتي من يخمد الحريق في الوقت المناسب. لكن النيران امتدت بسرعة فائقة في أرجاء المنزل مما جعل صفرا وممرضته يلجآن هرباً منها الى أحد الحمامات حيث قضيا اختناقاً.