تصاعدت المشاعر المعادية للأميركيين في كوريا الجنوبية، ووصل الأمر إلى حد إقدام مواطن في سيول على طعن ضابط أميركي. وجاء ذلك في إطار تفاعلات تبرئة جنديين أميركيين بعدما تسببا في قتل فتاتين كوريتين في حادث سير. وصعّد الشطر الشمالي هجومه على واشنطن متهمًا إياها باستخدام المساعدات للضغط للتخلي عن برنامجه النووي. سيول - رويترز، أ ف ب - أعلن الجيش الأميركي أمس، أن كوريًا جنوبيًا أصاب ضابطًا في الجيش الأميركي بطعنات سكين في سيول، في واحدة من سلسلة حوادث وقعت في اليومين الماضيين عقب تظاهرات حاشدة مناهضة للولايات المتحدة. ووقع الهجوم أول من أمس، وأصيب الضابط برتبة ليوتنانت كولونيل بجروح طفيفة، وقال الجيش الأميركي في بيان، إن الهجوم الذي أصيب فيه الضابط خارج مقر الجيش الثامن الأميركي، جاء بعدما أهان ثلاثة كوريين الأخير، ثم هاجموه بعدما تجاهل استفزازاتهم. وأكدت الشرطة الكورية الجنوبية أنها تبحث عن مرتكبي الحادث الثلاثة. وصدرت تعليمات إلى الجنود الأميركيين المتمركزين في كوريا الجنوبية وعددهم 37 ألفًا، بأن يحدوا من ظهورهم، بعد تصاعد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بسبب مقتل فتاتين دهستهما مركبة عسكرية أميركية في حزيران يونيو الماضي. وجاء الاعتداء على الضابط في أعقاب شجار في المنطقة نفسها بين مواطنين كوريين وثلاثة جنود أميركيين قالوا إنهم تعرضوا أول من أمس، لتحرش بعدما صدمت سيارة أجرة سيارتهم وترجل منها ركابها وتعاركوا معهم. وحققت الشرطة المحلية مع الجنود الثلاثة. وكان عشرات الآلاف من الكوريين الجنوبيين شاركوا السبت الماضي، في تظاهرات احتجاج في وسط سيول ومدن أخرى، مطالبين بإعادة محاكمة جنديين دهست مركبتهما الفتاتين الكوريتين، وبرأتهما محكمة عسكرية أميركية. الشطر الشمالي على صعيد آخر، اتهمت كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة باستخدام المساعدة الإنسانية سلاحًا لحملها على التخلي عن برنامجها النووي. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن الناطق باسم الخارجية قوله إن واشنطن "تعارض بكل الوسائل المتاحة تقديم المساعدة الانسانية، لتحقيق أهدافها السياسية الخسيسة". وأضاف أن بيونغيانغ ما زالت ترغب في الحصول على "أي مساعدة ليست لها أغراض". ويأتي الجدل عن المساعدة الانسانية في وقت يدور فيه اختبار قوة بين بيونغيانغ وواشنطن حول البرنامج النووي السري الذي أطلقته كوريا الشمالية. كما حذرت كوريا الشمالية من أن الولاياتالمتحدة "لن تخرج سليمة" في حال نشوب نزاع في شبه الجزيرة الكورية، وأن حليفتها كوريا الجنوبية "لن تنجو من الكارثة". وكانت حدة التوتر تصاعدت مجددًا بعد معلومات عن البرنامج النووي الكوري الشمالي. وعلقت واشنطن الشهر الماضي مساعدة حيوية لتزويد كوريا الشمالية بالوقود لتتمكن من إنتاج الطاقة الكهربائية وضمان وسائل التدفئة خلال فصل الشتاء. وردا على قرار تعليق مد كوريا الشمالية بالوقود، هددت بيونغيانغ الأسبوع الماضي بإعادة تشغيل منشآتها النووية المجمدة منذ ثماني سنوات.