رأى عدد من الوزراء الاسرائيليين ان عدم قبول الاعلام الغربي الرواية الاسرائيلية عن سفينة الأسلحة "لطمة للسياسة الاعلامية لحكومة ارييل شارون". وقال وزير التعاون الاقليمي روني ميلو "لم يعد العالم يصدقنا" واتهم الاعلام بالفشل "في استثمار حدث غير مسبوق ليشرح الموقف الاسرائيلي من السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات" ولفتت وسائل الاعلام العبرية الى عدم مشاركة وسائل الاعلام الاجنبية في الترويج للسيناريو الاسرائيلي وعدم إبرازه في صدر صفحاتها كما جرت العادة في سنوات خلت. وتراشق مسؤولو الاعلام في الخارجية الاسرائيلية والناطق بلسان الجيش رون كيتري التهم وألقى كل طرف المسؤولية عن الفشل على الآخر. لكن الجميع اتفق على ان الاعلام الاجنبي، خصوصاً الاميركي المعروف بتعاطفه مع اسرائيل لم يعد يكتفي بإبراز الرواية الاسرائيلية من دون إرفاقها برواية الطرف المتهم. واشار مسؤول الاعلام في الخارجية جدعون مئير الى عدم ارتياحه الى تغيب ممثلي شبكات التلفزيون الغربية "سي ان ان" و"بي بي سي" و"سكاي نيوز" عن المؤتمر الصحافي الاستعراضي الذي عقده أقطاب الدولة في ايلات، أول من أمس، حيث احضرت السفينة. وقال انه اجرى اتصالات شخصية مع مسؤولي هذه الشبكات لاستيضاح أمر غيابهم. وانتقد مسؤولون في الوزارة استثناء الجيش عن الوزارة ليشارك في الحملة الاعلامية. وقالوا ان هم الناطق بلسان الجيش انصب على اصدار بيانات لتقديس شخصية وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر، وتعزيز مكانته زعيماً لحزب العمل، وشخصية الجنرال شاؤول موفاز الساعي الى خوض المعترك السياسي بعدما يخلع البزة العسكرية في تموز يوليو المقبل. وحاول الناطق باسم الجيش تبرير الفشل الاعلامي بعدم التجاوب الكافي من ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية في اسرائيل، وبأن المؤتمر الصحافي الذي عقده، بشكل درامي، الجنرال موفاز، الجمعة الماضي، للاعلان عن كشف السفينة جاء في نهاية الاسبوع ولم يكن أمام الصحافيين الاجانب متسع من الوقت للمشاركة فيه. لكن مسؤولاً في الخارجية علل الاخفاق الاعلامي بأن الخبر الذي نشرته "نيويورك تايمز" صباح السبت أفاد ان السفينة كانت متجهة الى "حزب الله"، وان الاستخبارات الاميركية لم تتأكد بعد من الادعاء الاسرائيلي بأن ايران وراء القضية. وبعث المسؤول برسالة الى السفير الاسرائيلي في واشنطن ديفيد عبري يطالبه بالعمل لتقليل الأضرار التي سببها نشر الخبر في "نيويورك تايمز". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن صحافي فرنسي قوله انه وزملاءه رأوا ان توقيت النشر عن السفينة لم يأت صدفة، بل "تم تلحينه وتوقيته مع زيارة المبعوث الاميركي انتوني زيني وقبيل لقائه مع الرئيس الفلسطيني لتحديد جدول أعمال اللقاء بينهما". وتابع صحافي اميركي قائلاً ان ثمة اعتقاد لديه بأن اسرائيل تحاول ان تفرض على المراسلين الاجانب "الأجندة المريحة لها بهدف صرف النظر عن مهمة زيني والاستماع الى ترتيلات شارون وموفاز بأن عرفات ليس مقبولاً ولا يمكن التوصل الى حل معه". وتشير "هآرتس" ايضاً الى ان المراسلين الاجانب لا يتلهفون لنقل تصريحات موفاز ويعتبرون دوافعها سياسية لأنه "لا يتحدث كما يتوقع من رئيس أركان في دولة ديموقراطية من المفروض ان تكون الكلمة الاساسية فيها للسياسيين... ما يحصل هنا هو العكس"، حسبما قال مراسل بريطاني يعمل في القدس. ومن جهته أبلغ صحافي اميركي اذاعة الجيش امس ان الايام التي قبلت الصحافة الاميركية الروايات الاسرائيلية كحقائق لا تحتاج الى الفحص "ولت الى غير رجعة". اما مراسل الاذاعة العبرية الرسمية في الدنمارك فرأى ان التعتيم عن سفينة الأسلحة في الدول الأوروبية مرده الى مظاهر معاداة السامية والمواقف المناهضة لاسرائيل، مقتبساً مقالاً من احدى الصحف النروجية قارن كاتبه بين شارون والزعيم النازي أدولف هتلر.