واشنطن، زوريخ، اسمرا، القاهرة - "الحياة"، رويترز - بدأ المبعوث الاميركي الى السودان جون دانفورث مهمة، في افريقيا، لكسب التأييد لاقتراحه من اجل انهاء قصف الحكومة السودانية للمدنيين في الجنوب. وافاد مسؤول اميركي ان دانفورث، وهو سناتور سابق، يجري محادثات مع المسوءولين السودانيين في الخرطوم وممثلي المعارضة الجنوبية في الجنوب وفي كينيا المجاورة، كما يزور القاهرة، في اطار مشاورات ايضا مع "الاطراف في المنطقة". وكان دانفورث قام باول زيارة له للسودان في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقام وفد اميركي بزيارة مماثلة في كانون الاول ديسمبر لمتابعة العمل من اجل تنفيذ خطة من اربع نقاط لتمهيد السبيل الي محادثات السلام. وتوصل الوفد الى اتفاق على كل النقاط، باستثناء انهاء الغارات التي تشنها القوات الجوية السودانية. وقال عضو في الفريق المصاحب لدانفورث ان المحطة الاولى في جولته ستكون نيروبي التي سيسافر منها الى الخرطوم. وفي اسمرا، ابلغ امين التنظيم والادارة في "التجمع الوطني الديخوقراطي" السوداني المعارض شريف حرير "الحياة" ان دانفورث الغى اجتماعا مع قيادة "التجمع" كان مقررا الاحد في العاصمة الاريترية، وذلك بسبب اندلاع مواجهات عسكرية بين القوات السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" في جبال النوبة. وفي القاهرة، افاد ناطق باسم السفارة الاميركية ان دانفورث يبدأ الخميس زيارة لمصر تستغرق أياما للبحث في المشكلة السودانية. وقال ان المبعوث الاميركي سيجري مشاورات مع عدد من كبار المسؤولين، بينهم وزير الخارجية السيد أحمد ماهر تتناول الاوضاع في السودان. وأوضح أن الزيارة تأتي في اطار الجهود الاميركية لدفع المبادرات المصرية - الليبية ومبادرة "ايغاد" لحل المشكلة السودانية. الى ذلك، صرح وزير الخارجية المصري لدى عودته من الخرطوم حيث شارك في قمة "ايغاد" باته بحث مع الرئيس عمر البشير في القضية السودانية والمبادرة المصرية - الليبية. ونقل عن البشير ترحيبه بالجهود التي بذلت في هذا الشأن والتي توصلت الى قبول كل الأطراف للأسس التي حددتها المبادرة، وبذلك اصبح من الممكن قريبا توجيه الدعوة الى مؤتمر للمصالحة يحدد موعده بين الاطراف السودانية كلها. وأشار ماهر الى أنه اجتمع ايضا مع نظيره السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وامين اللجنة الشعبية للوحدة الافريقية الدكتور علي التريكي، وانه تم الاتفاق على سرعة تفعيل المبادرة. وفي زوريخ، قال مسؤول في وزارة الخارجية السويسرية اول من امس ان حكومة بلاده دعت ممثلين عن الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الى اجراء محادثات في سويسرا حول وقف اطلاق النار الاسبوع المقبل. وقالت موريل برسيت كوهين الناطقة باسم الوزارة ان ايا من الجانبين لم يرد بعد على العرض. واضافت ان من المتوقع ان تستمر المحادثات اسبوعا وانها ستجري في مكان غير محدد. وزادت: "كانت لنا اتصالات منذ سنوات عديدة مع الاطراف السودانية. والان ومع المشاركة الاميركية القوية اصبحت الظروف مواتية للتوصل الى اتفاق" للسلام في السودان. ووقعت "الحركة الشعبية" اتفاقا يوم الاثنين الماضي مع مليشيا منافسة هي "قوة الدفاع عن شعب السودان"، لكن الناطقة السويسرية قالت ان الاخيرة لم تدع الى المشاركة في المحادثات.