سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غوكسيل تحدث عن غياب إشارات إلى أي تصعيد محتمل على الحدود . إسرائيل تنتهك المجال الجوي فوق بيروت والجنوب ومذكرة لبنانية باعتداءاتها إلى أنان والبعثات الخارجية
ساد الهدوء الحذر أمس المنطقة الحدودية في مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بعد 24 ساعة على الغارة الاسرائيلية على موقع الرادار السوري شرق لبنان وردّ "حزب الله" بقصف مواقع اسرائيلية في المزارع والقصف الاسرائيلي على مناطق حدودية محررة. إلا أن طائرات حربية اسرائيلية خرقت المجال الجوي اللبناني، وكانت الاعتداءات الاسرائيلية مضمون مذكرة رفعها لبنان الى الأممالمتحدة، في وقت اتسعت دائرة الإدانة للاعتداء الاسرائيلي. بيروت - "الحياة" -انتهكت طائرات حربية اسرائيلية امس الأجواء اللبنانية بعد يوم على الغارة الجوية التي نفذتها على موقع سوري في البقاع الشمالي، وخرقت جدار الصوت فوق الجنوبوبيروت، في وقت اعتبر الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان تيمور غوكسيل ان "لا اشارات تنبئ بتصعيد الوضع عند الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل". وقال: "منذ 24 ساعة لم يسجل اي اجراء ميداني ولا تعزيزات اسرائيلية في طريقها في اتجاه الشمال". وأشار الى "ان القوات الدولية تمارس مهماتها كما هو مقرر ومن دون اي تعديل تفرضه طبيعة المرحلة، ولم تتقدم بأي شكوى او احتجاج على خلفية تعرّض موقع لها لسقوط قذيفة مدفعية"، معتبراً "ان القذيفة التي سقطت أتت من الطرف الشمالي ويبدو انها قصّرت عن هدف مطلقيها". وأشار الى "ان القوات الدولية لم تتبلغ رسمياً موضوع امتناع الطائرات الحربية الاسرائيلية عن خرق المجال الجوي اللبناني وتالياً السيادة اللبنانية". وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا ابلغ لبنان الجمعة الماضي تعليق اسرائيل عملياتها الجوية في الاجواء اللبنانية. إلا ان توالي الاحداث من عملية "حزب الله" في مزارع شبعا بعد ساعات قليلة على اعلان دو ميستورا والغارة الاسرائيلية اول من امس على البقاع الشمالي وردّ "حزب الله" بقصف المزارع ثم ردّ اسرائيل على القصف بقصف مماثل لمناطق محررة وإعلان الجيش الاسرائيلي عدم تبلغه اي قرار بتعليق الطلعات الجوية، اطاحت جهود دو ميستورا لوقف انتهاك السيادة اللبنانية. واستأنف الجيش الاسرائيلي دورياته المؤللة في موازاة الخط الازرق، وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" عسكريين اسرائيليين يعملون على تصليح الأضرار التي ألحقتها مدفعية "حزب الله" بمحطة الرادار في مزارع شبعا. وأفاد مراسل "فرانس برس" في البقاع ان "جنوداً سوريين متمركزين في سهل البقاع اتخذوا امس اجراءات لتعزيز سلامتهم غداة الغارة الاسرائيلية، وقام بعضهم بطلي عشرات الشاحنات العسكرية الخضر التي تستخدم عادة لجرّ المضادات الارضية بلون التراب، فيما حفر آخرون خنادق للاحتماء فيها في حال تجدد الغارات. وفي منطقة بعلبك تمركز جنود بخوذاتهم وهم في حال تأهب داخل مواقعهم". وتقدم لبنان امس عبر مندوبه الدائم لدى الأممالمتحدة السفير سليم تدمري بمذكرة الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تتضمن تفاصيل الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان على موقع الرادار السوري في ضهر العيرون، وطلب توزيعها على رئيس مجلس الامن وأعضائه كوثيقة رسمية، وأبلغت وزارة الخارجية بعثاتها الديبلوماسية في الخارج تفاصيل الاعتداءات الاسرائيلية. وتمنى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري على انان "ان يستمر في مساعيه لجعل قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالشرق الأوسط نافذة". وكان بري وجّه برقية تهنئة الى انان لمناسبة تجديد انتخابه في منصبه وشدد فيها على "ألاّ تبقى اسرائيل استثناء لا تنطبق عليها القرارات الدولية، حرصاً على صناعة السلام العادل والشامل وبناء الأمن والاستقرار الدوليين والأقليميين". في هذه الاثناء، جدد وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن أليعيزر التهديدات ضد سورية، واعتبر "ان دمشق تتحمل مسؤولية ما يحدث من اعتداءات من جانب افراد "حزب الله" على اسرائيل". وقال: "ان سورية سمحت بعبور مئات الأطنان من الذخيرة والأسلحة وأفراد من حراس الثورة عبر أراضيها من إيران الى لبنان، لذلك اختارت اسرائيل ضرب هذا الهدف العسكري السوري في لبنان". وتحدثت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن جدل عسكري وسياسي في اسرائيل بين راغب في تصعيد الحرب وساعٍ الى عدم خوضها. ولفتت الى "ان عدداً من الوزراء، بينهم وزير الخارجية شيمون بيريز، لم يوافقوا الأحد على قرار القصف". في المقابل، قال نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حديث صحافي "ان الاسرائيليين يريدون الهرب من مأزقهم من احتلال مزارع شبعا، ويعتقدون انهم اذا ردّوا على السوريين، يضغطون على "حزب الله" لإيقاف العمليات على اساس الوضع الخاص في سورية والمنطقة". ورأى "ان المسائل ليست كذلك على المستوى الميداني، فسورية لا تقبل بأن يعتدى عليها، وهي داعمة حق لبنان في مزارع شبعا وتحرير أرضه، وبالتالي فإن هذه السياسة الاسرائيلية لن تؤتي ثمارها كما يتصورون"، مشيراً الى "ان عمليات المقاومة مرتبطة بالظروف الميدانية ولا تؤثر في الموضوع الاقتصادي اللبناني". الى ذلك، ذكر مصدر ديبلوماسي ان السفير الاميركي الجديد المعيّن لدى لبنان فانسنت باتل سيصل الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل لتسلّم مهماته خلفاً للسفير ديفيد ساترفيلد. وكان القائم بأعمال السفارة ديفيد هيل اجرى اتصالات، مساء اول من امس، مع المسؤولين اللبنانيين لدعوة الاطراف الى ضبط النفس في ضوء الاعتداء الاسرائيلي على لبنان. وفي ردود الفعل على الاعتداء، تشاور الرئيس اللبناني اميل لحود هاتفياً مع نظيره السوري بشار الأسد واتفقا على "استمرار التنسيق بين بيروتودمشق لمواجهة الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية المتكررة ضد لبنان وسورية". ودانت إيران، أمس، الغارة الاسرائيلية على الموقع السوري. وأجرى وزير الخارجية كمال خرازي اتصالاً هاتفياً بكل من وزير الخارجية السوري فاروق الشرع واللبناني محمود حمود، وأبلغ الأخير دعم ايران الكامل للبنان ومواقفه الثابتة وحقه في تحرير ارضه من الاحتلال الاسرائيلي، وكان تبادل وجهات النظر في ما تشهده الساحة الاقليمية. وتناول الحديث بين خرازي والشرع "المستجدات الاخيرة في المنطقة وسياسة التصعيد والعدوان التي تنتهجها اسرائيل". وأكد خرازي دعم ايران سورية ضد اي عدوان اسرائيلي. ودعا الى "ضرورة اتحاد البلدان العربية والاسلامية لمواجهة الاعتداءات الصهيونية". وكانت الصحف السورية الصادرة امس، اعتبرت ان اسرائيل تسعى الى جرّ المنطقة الى الحرب. وأشارت صحيفة "تشرين" الحكومية الى "ان سورية ولبنان والدول العربية الاخرى تعمل جدياً لوقف الانزلاق الى الحرب، إلا ان ذلك لا يلغي الحق في المقاومة ورد العدوان بمختلف الوسائل الممكنة والمشروعة". وكتبت صحيفة "البعث" ان "المشكلة في واقع الحال بالادارة الاميركية التي يفترض بها ان تعمل بحياد مطلق وجدي مع الجميع لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، فهذه الادارة تؤازر اسرائيل من خلال ضخ المزيد من الدعم المتعدد الجوانب". واستنكرت حركة "حماس" وامين سر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان العميد سلطان ابو العينين الاعتداء.