الدمام - "الحياة" -بالأمس تم التطرق الى توزيع منتخبات آسيا لكرة القدم الى مجموعات ومشوار كل مجموعة، واليوم سنتحدث عن احد المنتخبات المرشحة للتأهل الى نهائيات كأس العالم وهو المنتخب السعودي، ونلقي نظرة على مشواره في المونديال والنتائج التي حققها خلال مشاركته عامي 1994 و1998. بالنسبة الى المونديال الاول، تحرك قطار التصفيات الآسيوية في 18 نيسان ابريل 1993، وتوقف في محطته الأخيرة في 18 تشرين الثاني نوفمبر من العام ذاته، وأسفر عن تأهل منتخبين للمونديال الأميركي. وكان "الأخضر" من بينهما بعدما احتل المركز الاول برصيد 10 نقاط في تصفيات الدور الأول ضمن المجموعة الأولى. وهو سجل 20 هدفاً، ودخل مرماه هدف واحد بعد ان فاز على ماكاو 6-صفر وسجل الأهداف سامي الجابر 2 وسعيد العويران 2 وعبدالله صالح وخالد مسعد، وتعادل مع ماليزيا 1-1وسجل هدفه خالد مسعد من ركلة جزاء، ومع الكويت صفر-صفر. ثم فاز على ماكاو 8-صفر، وسجل الأهداف حمزة ادريس 3 وسعيد العويران 3 وخالد مسعد ومنصور الموينع. كما فاز على ماليزيا 3-صفر وسجل له ماجد عبدالله 2 وأحمد جميل. وأصبح النجم السعودي الدولي ماجد عبدالله صاحب امتياز التأهل في الدور الثاني في 18 أيار مايو 1993 بعدما قدم اداء كروياً ممتازاً في لقاء القمة مع منتخب الكويت، خصوصاً في الدقائق الأخيرة من المباراة حين سجل الهدف الثاني معززاً تفوق الأخضر الذي كان قد تقدم من طريق سعيد العويران. انتصار كبير وأقيم الدور الثاني الحاسم في الدوحة، وظهرت خلاله قدرات نائب الرئيس العام ونائب رئيس الاتحاد السعودي انذاك الأمير سلطان بن فهد، الرئيس الحالي، في ادارة الأمور وتعزيز قدرات المنتخب في اول حضور له ان على صعيد الاستعدادات اوالاعداد الفني والاداري لخوض التصفيات بقيادة المدرب خوسيه كاندينو ومجموعة طيبة من اللاعبين الأكفاء هم محمد الدعيع وحسين الصادق وسالم سرور ومحمد الخليوي وأحمد جميل وصالح الداود وفؤاد أنور ومنصور الموينع وخالد مسعد وحمزة صالح وخالد التيماوي ومنصور الموسى وسعيد العويران وماجد عبدالله وسامي الجابر وفهد المهلل وحمزة ادريس وعبدالرحمن الرومي ونزار عباس. وبالطبع كانت تصفيات الدور الثاني اصعب بكثير، فقد ضمت كوريا الجنوبية واليابان والعراقوايرانوكوريا الشمالية. وعلى رغم ذلك، اندفع نجوم "الأخضر" نحو النهائيات بعدما تصدروا ترتيب مجموعتهم برصيد 9 نقاط جمعوها من التعادل مع اليابان صفر-صفر، والفوز على كوريا الشمالية 2-1، وسجل لهم فهد المهلل وخالد مسعد، ثم التعادل مع كوريا الجنوبية 1-1، وسجل لهم احمد جميل، ومع العراق بالنتيجة ذاتها وسجل لهم سعيد العويران، والفوز على ايران 4-3 وسجل للسعودية سامي الجابر وفهد المهلل ومنصور الموسى وحمزه ادريس. وكانت هذه النتائج كافية لتأهل المنتخب السعودي الى الولاياتالمتحدة ليكون احد كبار العالم. موقف ولأسباب أظهرها الاتحاد السعودي للعبة في بيان واضح، ابعد المدرب كاندينو "بعدما ارتكب اخطاء قاتلة وترك مهمته وكأن الأمر لا يعنيه، تاركاً المنتخب وسط ظروف صعبة". وخلال هذه الأزمة التي افتعلها كاندينو ظهرت حكمة وحنكة الأمير سلطان بن فهد في الادارة، فاستغنى عنه واستدعى المدرب الوطني محمد الخراشي ومساعده حمود السلوه لقيادة المنتخب. وتحقق الحلم الجميل وتأهل "الأخضر" الى النهائيات ولقي نجومه استقبالاً حافلاً لدى عودتهم الى الرياض، وتكريماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. احداث بعد كاندينو، تعاقد الاتحاد السعودي مع المدرب الهولندي العالمي ليوبينهاكر، وبعد قيامه بتدريب المنتخب في مرحلة أولى رأت لجنة المنتخبات ان طريقته لا تتناسب مع امكانات اللاعبين، وقبل ان يدخل المنتخب مرحلة الاعداد التالية، اعفي من مهامه. وجاء المدرب الأرجنتيني راوول خورخي سولاري لمواصلة الاعداد من خلال معسكرات داخلية وخارجية، وبدأت الأمور تستقر تماماً في معسكر الخضر الطامحين الى تشريف الكرة السعودية في النهائيات الأميركية. وقعت السعودية ضمن المجموعة السادسة الى جانب هولنداوبلجيكا والمغرب. وكم كان التخوف على "الأخضر" شديداً... لكن الواقع اثبت ان هذا التخوف لم يكن في محله، بعدما ابدع نجوم المنتخب السعودي محمد الدعيع وعبدالله صالح واحمد جميل ومحمد الخليوي ومحمد عبدالجواد وفؤاد أنور وفهد الهريفي وطلال جبرين وخالد مسعد وسعيد العويران وحمزة صالح وماجد عبدالله وحمزة ادريس وباقي عناصر الكوكبة الخضراء. نتائج الكبار في 20 حزيران يونيو، وعلى ملعب روبرت كينيدي في واشنطن لعب "الأخضر" مع هولندا أحد اقوى المنتخبات الأوروبية، وهناك فجّر اولى مفاجآته، فقال المراقبون "لم نعد نستطيع تجاهل كرة القدم السعودية"، لقد تقدم المنتخب السعودي في مباراته الأولى في تاريخ كأس العالم وأمام أكثر من 52 ألف متفرج على هولندا ونجومها 1-صفر، وسجل الهدف فؤاد أنور 18، قبل ان يقلب الهولنديون النتيجة في مصلحتهم 2-1. ونجح المنتخب السعودي في تقديم مباراة راقية تكتيكياً، وتألق الحارس محمد الدعيع ومعه عبدالله الصالح واحمد جميل ومحمد الخليوي ومحمد عبدالجواد وفؤاد أنور وفهد الهريفي وخالد مسعد وطلال الجبرين وسعيد العويران حمزة صالح. فوز تاريخي وبعد خمسة أيام، كان العالم العربي على موعد مع لقاء قمة عربي سعودي - مغربي على ملعب العمالقة في نيويورك. وهو اسفر عن فوز المنتخب السعودي 2-1، وهو الفوز الأول في سجلات كرة القدم السعودية في كأس العالم. وسجل الهدفين سامي الجابر 7 من ركلة جزاء، وفؤاد أنور 45، وكان الهدف الأخير الثاني لفؤاد انور في نهائيات كأس العالم، في حين حرمت العارضة المغربية سعيد العويران من هدف حقيقي بعد دقيقتين من بداية الشوط الثاني. كما حرم الحكم اللاعب سامي الجابر من ركلة جزاء بعدما عرقله نور الدين النيبت... وقد اكمل الجابر المباراة بعدها بضمادة على حاجبه. وتألق نجوم المملكة أمثال الدعيع والعنزي وسليمان واحمد جميل والخليوي وعبدالجواد وأنور والجبرين والعويران ومسعد والجابر، فكبرت الآمال بالتأهل الى الدور الثاني. هدف العمر ولعب المنتخب السعودي مباراته الأخيرة في الدور الأول امام منتخب بلجيكا في 29 حزيران في واشنطن ايضاً، وغاب لاعب الوسط فؤاد أنور عن المباراة لنيله انذارين في المباراتين السابقتين، بينما سجل سعيد العويران هدف العمر بطريقة ولا احلى وهو هدف اسطوري ، عندما انطلق من منتصف الملعب وتخطى أربعة مدافعين ثم الحارس ميشال برودوم قبل ان يسدد الكرة داخل الشباك البلجيكية. ولا يزال هذا الهدف حتى الآن عالقاً في الأذهان، ماثلاً للعيان ومضرباً للأمثال. وبهذه النتائج حلّ المنتخب السعودي ثانياً خلف هولندا ب6 نقاط، معلناً تأهله الى الدور الثاني، فباتت السعودية ثاني دولة عربية تبلغ هذا الدور بعد المغرب 1986، وأول دولة خليجية تحقق هذا الانجاز. الخبرة غلبت الطموح تصاعد الطموح السعودي، فتخلى المنتخب عن عبارة المشاركة من أجل المشاركة وفرض نفسه كأي مخضرم خبير ومجرب. وكان عليه ان يلعب مباراته التالية امام السويد على ملعب كوتون بول في مدينة دالاس في 3 تموز يوليو، وأمام ما يزيد على 60 ألف متفرج، فاز منتخب السويد 3-1 وسجل الهدف السعودي فهد الغشيان، وانتهت بالتالي رحلة التفوق السعودي التي لم تكن تخطر على بال الكثيرين، لكن بعدما انتزع الاعجاب. وصنف العالم، ومن المشاركة الأولى، المنتخب السعودي تصنيفاً راقياً، ووصف لاعبيه بالنجوم اللامعة، الذين اضافوا الجديد الى المونديال، وابتكروا تكتيكاً خاصاً في عالم كرة القدم. وظهر فؤاد أنور، الذي لقب بمارد الصحراء، كأفضل ما يكون وهو صاحب أول هدف سعودي في كأس العالم، ولقب سامي الجابر ب"سام 6"، وسعيد العويران ب"مارادونا العرب" بعدما انطلق بالكرة نحو 80 متراً متخطياً نصف لاعبي المنتخب البلجيكي وانتزع لقب صاحب اروع هدف في المونديال. وطرق السعوديون ابواب العالمية بثقة، واذهلوا العالم بأداء راقٍ مسجلين حدثاً تاريخياً عربياً وآسيوياً وعالمياً، وبذلك دخل "الصقور الخضر" تاريخ الكرة العالمية للمرة الأولى. لكن السعوديين ظهروا خجولين في مونديال فرنسا 1998، وغاب وهجهم فخسروا من الدنمارك صفر-1، ثم من البلد المضيف صفر-4، وادت هذه الخسارة الى ابعاد المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا، وتكليف المدرب الوطني محمد الخراشي الذي قاد المنتخب الى التعادل مع جنوب افريقيا 2-2 في آخر مبارياته.
