دفع معظم المرشحين للانتخابات أعداداً كبيرة من أنصارهم الى شوارع طهران، لتوزيع صورهم على المارة والسيارات، وذلك حتى منتصف الليل، استباقاً لانتهاء المهلة القانونية للحملات الانتخابية صباح اليوم، قبل أربع وعشرين ساعة من بدء الاقتراع. خلال مهرجان لأحد المرشحين المنافسين للرئيس محمد خاتمي وزعت مشروبات وسندويتشات على الحضور، ثم هتفت جموع غفيرة مؤيدة انتخاب خاتمي، فتحول الأمر الى عراك بالأيدي أدى الى تحطيم واجهات النوافذ! فتاة ايرانية في سن السادسة عشرة قالت ل"الحياة" انها سعيدة لأنها ستشارك للمرة الأولى في عمليات التصويت، لكنها لن تنتخب خاتمي لأنها تريد "نوعاً آخر من الحرية" هو الحرية التي تقبل بها عائلتها وأهلها. فتاة أخرى في الحادية والعشرين قالت انها ستصوت لخاتمي مرة أخرى، لأنها أصبحت تتحرك بحرية كاملة في أي مكان، وتتحدث الى الشبان من دون خوف، وتضع الماكياج الذي تحب. وقالت ل"الحياة" رداً على الذين يعتبرون أن نسبة الفساد الأخلاقي زادت في عهد خاتمي، ان "الفساد كان موجوداً في الخفاء، والذي تغير هو فقط ظهوره الى السطح". فتاة ايرانية وزعت على المارة صوراً لأحد المرشحين، وقالت ل"الحياة": "أدعو الجميع الى انتخاب خاتمي، أما سبب توزيعي صور أحد منافسيه فلأن الأخير من عائلتي، ولن انتخبه"! سائق تاكسي قال لصديقه: "سأنتخب خاتمي مجدداً لأنه الأفضل في ترسيخ الحريات... ولكن ما نفع أن تتحدث مع من شئت من الصبايا وليس في جيبك ريال". سائق آخر اقترح تعديل الدستور، معبراً عن رفضه المشاركة في التصويت، وقال: "ادعو الى الغاء منصب رئيس الجمهورية اذ يكاد أن يتحول الى منصب فخري، والى الغاء البرلمان طالما هناك رقيب عليه هو مجلس صيانة الدستور". يحرص مسؤول مكتب أحد المرشحين على أن يؤكد لزواره انه ما زال يعمل لإقناع هذا المرشح بالانسحاب ودعم خاتمي. ويضيف انه في حال فشل مساعيه سيعطي صوته ومن معه للأخير. ادعى طالب جامعي انه طرد بسبب تأييده خاتمي بينما تدعم جامعته مرشحاً آخر.