أكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان "السعودية عازمة، بما تملكه من ثقل اقتصادي وسياسي، على الانفتاح على العالم في ميادين التجارة والاستثمار، ومصممة على الاندماج في النظام التجاري الدولي، ولتحقيق هذا الهدف طلبنا الانضمام الى منظمة التجارة العالمية". جاء ذلك في كلمة ألقاها الأمير عبدالله خلال غداء اقامه وزير التجارة السويدي ليف باغروتسكي على شرفه في قصر هاغا في ستوكهولم، وحضره عدد كبير من الشخصيات الاقتصادية والمالية من الجانبين. وأوضح ولي العهد السعودي ان بلاده تدرك أن اتفاقاتها الثنائية مع عدد من الشركاء التجاريين "يتطلب منا الوفاء بالعديد من الالتزامات وتقديم بعض التضحيات ولكننا نريد أن يعرف الآخرون حقنا في أن يكون انضمامنا الى النظام التجاري الدولي عادلاً ومحققاً لمصالحنا الاقتصادية". وعرض سياسة الاصلاح الاقتصادي التي تبنتها حكومة المملكة، خصوصاً ما يتعلق ب"التخصيص كخيار استراتيجي لتحفيز الدورة الاقتصادية وتعزيز دور القطاع الخاص وزيادة الطاقة والانتاج". وأشار الى أن القرار اتخذ أخيراً بخفض الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، قائلاً: "ليدرك الجميع ان الاستثمار في المملكة لا يمثل مغامرة أو مخاطرة بل هو استثمار مضمون يقوم على أسس اقتصادية سليمة ومربحة وكيف لا يكون ذلك في بلد يتمتع باستقرار سياسي راسخ وباقتصاد قوي وبأكبر احتياطي للبترول في العالم". وفي تصريح الى "الحياة" قال الوزير باغروتسكي "ان الانجازات الاقتصادية المبنية على الانفتاح الذي تقوم به السعودية عمل مهم ومساعد في تعزيز طلب المملكة الانضمام الى منظمة التجارة الدولية"، مشيراً الى أن السعودية "دولة مهمة للاستثمار السويدي". وكان بين الحضور مدير شركة "اي بي بي" لانتاج الطاقة برسي بارنفيك، الذي قال ل"الحياة" انه ناقش مع الوفد السعودي العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. وقال: "السعودية من أهم الدول في الشرق الأوسط التي نركز على الاستثمار فيها". واجتمع وزير التجارة السعودي اسامة جعفر فقيه مع نظيره السويدي ليف باغروتسكي الذي قال ل"الحياة": "تطرقنا الى الاستثمارات السويدية في السعودية واستمعنا الى عرض عن الانجازات الاقتصادية المبنية على الانفتاح، التي تقوم بها السعودية لدخول منظمة التجارة الدولية". الى ذلك أبدى الجانب السعودي ارتياحه الى دور السويد الكبير في الشرق الأوسط، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ل"الحياة" ان "السويد بلد مهم جداً للمنطقة العربية، خصوصاً انه كان من الدول الأوروبية الأولى التي تعمل وتضحي من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط". وذكّر بعدد من الشخصيات السويدية التي كان لها دور بارز في المنطقة مثل المفاوض الذي اغتالته العصابات الصهيونية عام 1948 فولكي برنادوت. ويصل الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مساء اليوم الى اغادير في زيارة رسمية للمغرب تستمر يومين، بدعوة من الملك محمد السادس. وذكرت مصادر رسمية في الرباط ان المحادثات السعودية - المغربية ستتناول الوضع في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لحماية الشعب الفلسطيني، بالاضافة الى الوضع في الخليج ومنطقة المغرب العربي. وتوقعت المصادر ان تقوم لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس بجهود موازية لتجاوز المأزق الحالي في المنطقة في ضوء نتائج التحركات السعودية.